عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jun-2018

اللاجئون.. طائر الفينيق *رشيد حسن

 الدستور-لم تنطفىء قضية اللاجئين التي أشعلها القرصان الاميركي « ترامب» مؤخرا، بل زاد اشتعالا وحضورا، حينما قرر وقف المساعدات المالية الاميركية «للاونروا»، تمهيدا لتصفيتها، وتصفية قضية اللاجئين، وأخيرا شطب حق العودة، الذي أقرته الامم المتحدة في قرارها الاممي العتيد رقم 194.

وجاء اليوم العالمي للاجئين في 20 الجاري، ليذكر العالم كله بمأساة اللاجئين الفلسطينين، التي مضى عليها سبعون عاما، وبجرائم العصابات الصهيونية التي طردتهم من مدنهم وقراهم، واجبرتهم على النزوح خوفا من الموت الصهيوني الذي يطاردهم، وادى الى مقتل مئات الالاف من ابناء جلدتهم في مجازر ومحارق ومذابح، اقترفتها هذه العصابات الاجرامية، اشهرها دير ياسين، وأكبرها الدوايمة، وافظعها الطيرة..اذ قامت هذه العصابات بحرق أكثر من سبعبن رجلا وامراة من كبار السن في حقول القمح، بشهادة مراقبي الامم المتحدة. كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة..في كتابه «حق العودة»..
وذلك لدفع الشعب الفلسطيني الى الهجرة من وطنه، وتركه خاليا للعصابات التي قدمت من كل انحاء العالم وخاصة من دول اوروبا الشرقية..
لقد شكلت أحداث نكبة فلسطين عام 1948، وما تلاها من تهجير مأساة كبيرة للشعب الفلسطيني، لما مثلته ولا تزال من عملية تطهير عرقي ليس لها مثيل في التاريخ، اذ تم طرد «800»الف فلسطيني من مدنهم وقراهم الى اربعة رياح الارض،، من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عشية النكبة، وتدمير «520» قرية تدميرا كاملا، من أصل «1300» مدينة وقرية فلسطينية عامرة بالسكان، ضاجة بالحياة، لاقامة عشرات المستعمرات الصهيونية على انقاضها.
لقد شكل اللاجئون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون لدى «الاونروا» 17% مقابل 24.4% في قطاع غزة، فيما بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينين في الاردن 39%، وفي لبنان 9% وفي سوريا 10.5%.
وزيادة في التفاصيل فحوالي 43% من مجمل سكان دولة فلسطين هم لاجئون،، وأن 26.6% من سكان الضفة الغربية لاجئون، في حين تبلغ نسبة اللاجئين في غزة 66.6%.
وتشير سجلات « الاونروا» ان نسبة الذين تقل اعمارهم عن «15»سنة تبلغ 39.3% ومعدل الانجاب في صفوف اللاجئين تبلغ4.5،وتبلغ نسبة الفقر 38.5%، ونسبة البطالبة 34.7% وترتفع في غزة لتتجاوز ال 60%.
كما تبلغ نسبة الامية في صفوف اللاجئين أقل من 3%، ونسبة الحاصلين على الدرجة الجامعية الاولى 18.15 %.
لا داعي للاستمرار في ايراد التفاصيل.. فحالة واحوال اللاجئين الذين يقيمون في «60» مخيما في غزة والضفة والاردن وسوريا ولبنان، اصبحت معروفة لدى الجميع، وأصبحت- وهذا هو المهم- مصدر قلق للعدو الصهيوني ولحليفته واشنطن- وذلك لتمسكهم بحق العودة، ورفضهم أو بالاحرى لاسقاطهم كافة مشاريع التوطين والذوبان والانصهار، بدءا من مشروع دالاس، وزير خارجية اميركا الاشهر، في الخمسينيات من القرن الماضى، وحتى صفعة القرصان «ترامب».. وغيرهما مما تفتقت عنها ذهنية دهاقنة الصهاينة، الذين عملوا ويعملون على تعطيل قرار العودة وافراغه من مضمونه وهو قرار تاريخي مقدس لا يسقط بالتقادم.
الملاحظ في هذا الصدد.. وهو ما يستحق التنويه والاشادة، ورفع القبعات احتراما لنضالات وتضحيات اللاجئين الفلسطينيين وهو : انه رغم معاناتهم المستمرة على مدى سبعة عقود، ورغم الظلم والعسف الذي تعرضوا ويتعرضون له، فانهم ما كفروا يوما بحقهم في العودة، وبحقهم في وطنهم فلسطين من البحر الى النهر فلا وطن لهم سواه. وبحقهم في مقاومة الغزاة الصهاينة..
ومن هنا..
كانوا ولايزالون وقود الثورة الفلسطينيةالمعاصرة منذ انطلاقتها المباركة في مطلع 1965، وكانوا ولا يزالون وقود كافة الانتفاضات، التي زلزلت الوجود الصهيوني، بدءا من انتفاضة الحجارة..فانتفاضة الاقصى، فانتفاضة النفق، وانتفاضة الاقصى والقدس..
واخيرا مسيرات العودة المباركة التي انطلقة في 30 اذار،  ولا تزال مستمرة، تفاجىء العدو كل اسبوع باساليب جديدة في المقاومة والتضحية،تربكه وتحول حياة مستعمرات غلاف غزة الى جحيم لا يطاق.. بفعل الحرائق التي اشعلتها وتشعلها الطائرات الورقية.
فهذه الانتفاضات والمسيرات المباركة، وهذا الدم الطاهر المهراق الذي ينير الطريق، ويحافظ على البوصلة، وهؤلاء الشهداء الذين يحرسون الحلم أغلبهم من الاجئين، فاكثر من 80% من سكان غزة هم من اللاجئين.
ولا ننسى في هذا الصدد حقد شارون على مخيمات لبنان وعلى اللاجئين، واقترافه ابشع مذبحة شهدها العصر الحديث... مجزرة صبرا وشاتيلا..
باختصار..
اللاجئون الفلسطينيون، اصبحوا اسطورة.. معجزة.. بصمودهم وصبرهم، واصرارهم على العودة، وتعبيد هذا الطريق بدمائهم الطاهرة، انهم طائر الفينيق الذي يبعث من جديد بعد كل حريق.. أكثر نضارة وجمالا واصرارا على الحياة..
وحتما سيعودون..