عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Feb-2019

اهتمـام المـرأة بالبطولات الكرويـة.. «بريستيـج اجتماعـي» أم «حكم القوي على الريموت»

 

عمان -الدستور - منى جمال نعلاوي - لم تعد متابعة مباريات كرة القدم حكرا على الفئة الذكورية كما كانت سابقا، فقد استطاعت النساء حجز حيز لهن لا يستهان به في مقاعد المهتمين والمشجعين لأكثر الرياضات شعبية على وجه الأرض؛ فأصبحنا نشاهد عدسات كاميرات المصورين ترصد الحضور الأنثوي في مدرجات ملاعب كرة القدم كنوع من لفت نظر لعين المشاهد، في حين كانت الجماهير النسائية قديما ضئيلة النسب في حضورها الفعاليات الرياضية الكروية، فقد كانت الفكرة مستهجنة بالنسبة لمجتمعاتنا العربية وخاصة من فئة ذكورية كبيرة، أما الآن فغدا اهتمام المرأة ومتابعتها للبطولات الكروية العالمية والعربية أمرا رائجا ومستحبا؛ فالرجل يستهويه اهتمام المرأة باهتماماته وهواياته في بعض الاحيان، وفي أحيان أخرى وعلى النقيض تماما يجد الرجل في ذلك مزاحمة له من المرأة على الرياضة التي يراها ذكورية بحتة ؛ فيقول « محمد جمال» معبرا عن رايه بطرافة : «أن المرأة تتابع كرة القدم لأنها بتحب تدخل حالها بكل شي بيخص الرجل «،أما « جمال يوسف « والذي يحمل رأيا مغايرا تمام فيشجع فكرة اهتمام المرأة بالرياضة الشعبية الأولى في العالم؛ لأنه يرى في ذلك مشاركة ايجابية منها في انفعالاته أثناء حضوره مباريات كرة القدم فيستهويه غضبها لغضبه عند الخسارة وفرحها لفرحه عند الانتصار.
الرجل الشرقي.. وان كان رياضيا 
يبقى أسير بعض العادات والتقاليد 
« عوض الاسمر « أمين سر احد النوادي الرياضية العريقة في الأردن في توضيحه لفكرة ما اذا كان الحضور النسائي لمباريات كرة القدم في الملاعب هو ظاهرة مستحدثة أم كانت موجودة قديما قال «إن الملاعب قديما كانت أرقى مما هي عليه الآن، نوعا ما شكلا ومضمونا، فشكلا؛ كانت تصميمات الملاعب في الأردن تحتوي على جانبين الاول مخصص للعائلات ونجد فيه حضورا نسائي لافتا والثاني مخصص للرجال، أما مؤخرا فلم تعد كذلك، أما مضمونا ؛ فأنا كرجل شرقي حتى وان كنت رياضيا فما زالت تأسرني بعض التقاليد الاجتماعية؛ فأنا وان كنت اقضي معظم وقتي في الملاعب الا أنني لا أحبذ فكرة حضور زوجتي أو ابنتي أي مباراة كرة قدم داخل الملاعب وذلك لسببين، وهما ؛أولا الألفاظ الخارجة عن النص التي تتطاير هنا وهناك بين المشجعن، وثانيا حالات الشغب والعنف المتوقعة في الملاعب «. ويؤكد « الأسمر « أن الحضور النسائي في الملاعب الأردنية وان كان ملحوظا الا أن نسبته ضعيفة جدا مقارنة بالحضور النسائي في ملاعب البطولات العالمية.
ويقول « الأسمر « ان كثرة مواقع التواصل الاجتماعي « «social media هو مافرض ظاهرة الاهتمام الأنثوي بالبطولات الكروية اجتماعيا، وجعلها رفاهية اجتماعية لدى الأوساط النسائية،فأصبحت المرأة نوعا ما تفضل متابعة مباريات كرة القدم الكترونيا أكثر من شاشات التلفاز.
كرة السلة أكثر جماهيرية من كرة القدم في الأوساط النسائية
أشار « الاسمر « الى أن الحضور الأنثوي ملاحظ في ملاعب كرة السلة أكثر من كرة القدم وذلك ؛ لأن جمهور كرة السلة عبارة عن جمهور نوعي أي شريحة معينة من المجتمع، عكس الشعبية التي تتمتع بها كرة القدم؛ فكرة القدم لعبة جماهيرية وشعبية بلا منافس تستهدف كافة فئات المجتمع، أما كرة السلة فتخص الطبقة البرجوازية أكثر من غيرها وتستقطب شريحة نسوية معينة دون غيرها.
سيكولوجيا : حب الظهور أهم أسباب الاهتمام الأنثوي بكرة القدم 
يشير الدكتور « احمد يوسف عبد الخالق « اختصاصي طب وأمراض نفسية الى أن التسليط الاعلامي المتزايد والمتسارع على مختلف جوانب الحياة أهم عوامل جذب اهتمام الجنسين الذكوري والانثوي في كافة مجالات الحياة بغض النظر عن الاختلافات الثقافية المجمتعية؛ أما بالنسبة لظاهرة اهتمام المراة بمتابعة البطولات الكروية ؛ فتعتبر نوعا من أنواع لفت النظر ليس لمتعة مشاهدة المباراة وحسب، وانما كنوع من أنواع حب الظهور» بريستيج اجتماعي «،فانتشرت وبكثرة مؤخرا ظاهرة التصوير النسائي من داخل المقاهي التي تعرض أهم المباريات الكروية على شاشاتها، فتقوم النساء بالتقاط صورهن أثناء حضورهن لاحدى المباريات ويقمن بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ليحصلن على اهتمام ايجابي من خلال طرق تعبير الآخرين عن هذا الاهتمام مثل «الاعجاب والمشاركات والتعليقات « وبالتالي ارضاء غريزة حب الظهور لدى المرأة.
ونتيجة لتطور الهوايات الشخصية جراء التطور التكنولوجي والاجتماعي اللافت بطريقة صارخة،فقد أصبح الاهتمام النسائي بمتابعة لعبة كرة القدم من ناحية سيكولوجية؛ عبارة عن شغف وهواية مستحبة لدى شريحة كبيرة من النساء رغم اتسام هذه الرياضة بالعنف البعيد عن الصفات الأنثوية،وقد ظهرت في الآونة الأخيرة كنتيجة متوقعة لهذا التطور ماعرف ببطولات كأس العالم النسائية،وهي بطولة نسائية عالمية استطاعت الشريحة النسائية المعنية فيها اثبات الحضور الأنثوي المشرف حتى في مضمار رياضي كان قديما موجها لشريحة ذكورية فقط 
.ويؤكد د.» عبد الخالق « على فكرة أن كثرة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي زادت من هوس المرأة في كثير من الأحيان بما يعرف بالتمثيل الاجتماعي ومحاولتها لفت النظرالى اهتمامها بلعبة كرة القدم و هو نوع من أنواع هذا التمثيل الاجتماعي.
ويرى د. « عبد الخالق « في كثير من الأحيان سبب اهتمام المرأة بمتابعة البطولات والمباريات الكروية يرجع الى اهتمام أزواجهن وأولادهن بتلك الرياضة كنوع من الدعم والمساندة المعنوية من وجهة نظر المرأة أو بمعنى آخر « مسايرة « لهم.
وتؤكد « مها» على هذه النظرية قائلة بطرافة « حكم القوي على الريموت «مضيفة على ذلك « اضطر لحضور مباريات مع زوجي وأولادي انصياعا مني للهيمنة الذكورية في المنزل « فمجبر أخاك لابطل» ولكن أجد نفسي في بعض الأحيان أنسجم بشكل أو بآخر مع حماس من حولي وانفعالهم بما يشاهدون.
ويوضح «عبد الخالق « سببا آخر في حب النساء الحديث لمتابعة كرة القدم وهو الاعجاب بنجوم ولاعبي كرة القدم كونهم شخصيات لافتة للنظر شكليا واعلاميا ويخص « عبد الخالق» في هذا السبب تحديدا شريحة الفتيات في سن المراهقة. 
وبين « عبد الخالق « أن حضور النساء الفعاليات الرياضية الكروية في الملاعب لم تعد مستهجنة كما كانت سابقا؛ فكل فكرة في بدايتها غريبة على أي مجتمع، ومع مرور الوقت تصبح روتينا ملحوظا بشدة، وأما عن نظرة الرجل لاهتمام المرأة بهذه الهواية فيرى فيها جانبا شخصيا لافتا للنظر كون اهتمام المرأة بهذه الرياضة ودرايتها بتفاصيل متعلقة بها، غريبا نوعا ما على مجتمعاتنا.
اهتمام المرأة بمتابعة لعبة كرة القدم.. ظاهرة صحية نوعا ما
يؤكد د.» عبد الخالق « على أن اهتمام المرأة بهذا النوع من الهوايات ظاهرة صحية ولها جوانب ايجابية تدعم علاقة المرأة بالرجل في كثير من الأحيان، اضافة الى كونها بعيدة كل البعد عن العادات السلبية التي ينساق المجتمع لها في اغلب الاحيان، هذا طبعا اذا استثنينا سلبية حب الاستعراض والمفاخرة باهتمام المرأة بهذه الهواية كحب ظهور لا أكثر.