الدستور - تشهد محافظات بلادنا مسيرات ومهرجانات دعمًا لحقوق شعب فلسطين العربي المشروعة، وتأييدًا لمواقف الملك المدافعة عنها، التي تعبر عن وجدان شعبنا الأردني العربي، في مواجهة تهويد القدس وتهديد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية فيها.
ثمة اهمية قصوى لهذا التعبير الأردني الجمعي لدعم موقف الملك عبدالله، الذي يتبنى الحل الأممي للسلام القابل للدوام في الشرق الأوسط.
أسهمت جهود ملكنا الدولية، مع الإعلام ومع دوائر صنع القرار في اميركا واوروبا، في تغيير الكثير من ملامح «صفقة القرن» ومحتواها المتوحش، كما بدأ بها نسايب ترامب.
تسهم حركة الاحتجاج الشعبي، الأردنية في توجيه رسالة قوية مباشرة إلى الإدارة الأمريكية واليمين الصهيوني، ستأخذها في الاعتبار، إن كان الهدف هو الحل، لا خلق دوافع إضافية للكراهية وروافع جديدة للإرهاب.
العالم أجمع يعتبر الملك عبدالله، الزعيم النزيه الوازن الموثوق، الذي يعمل من اجل حل عادل نهائي للصراع العربي-الإسرائيلي، يتسق مع الشرعية الدولية والعربية، ويصب في مصلحة شعوب المنطقة بأسرها، ويمكّنها من العيش بأمن واستقرار.
ومعلوم ان «القوة الناعمة» الأردنية المتمثلة في حركة الرفض الحالية، ستتحول إلى «قوة صلبة» عاصفة، فور أن نتبين انتهاكات صفقة القرن لحقوقنا المشروعة في بلادنا فلسطين.
من سياق التفاعلات والانحيازات ومن مؤشرات الانتخابات الإسرائيلية، نتوقع المزيد من الانتهاك والاستهتار والاستخفاف بالحقوق العربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
واذا كان ترامب ونتنياهو لا يتوقعان ردود فعل دموية عنيفة، معادلةً لفداحة ما ينويان عليه، فهما ليسا هنا. وليسا على دراية ببنية شعبنا الفلسطيني الكفاحية والروحية.
إن مواصلة العدوان الإسرائيلي على حقوقنا، يبرهن على قصور اسرائيلي استراتيجي هائل في ادارة الصراع معنا. فلو توفر ادنى إلمام بطبيعة الشعب العربي الفلسطيني وبتاريخ الصراع على القدس، لما تمادى نتنياهو ولسارع إلى اقتناص العجز والتفكك العربي، والتمزق الفلسطيني، لعقد صفقة القرن الحقيقية.
فالصفقة مع عدو ضعيف اربح منها مع العدو الذي سيقوى لا محالة!!
الأوضاع الخطيرة التي ستدهمنا، تستدعي فك وتركيب واعادة بناء حياتنا السياسية الأردنية جذريا، لتتناسب مع التحديات الجسيمة الخطيرة القادمة، التي تهدد أمننا الوطني والقومي.