أكاديميون وكتاب وصحافيون يطالبون بإلغاء قرار السلطة القضائية الفلسطينية حجب 59 موقعا إلكترونيا
عبد الحميد صيام
نيويورك- “القدس العربي”: تحت عنوان “دفاعا عن حرية الرأي” أصدر تجمع “ملتقى فلسطين”، الذي يضم نخبة واسعة من الأكاديميين والكتاب والصحافيين والناشطين في فلسطين التاريخية ومناطق الشتات، بيانا، اليوم الثلاثاء، ينتقد بشدة قرار السلطة القضائية الفلسطينية حجب مواقع شبكية عديدة دون توضيح المبررات التي كانت وراء هذا القرار الذي اتهمه الملتقى بأنه “مسيّس” بامتياز.
وجاء في البيان الذي وصل “القدس العربي” نسخة منه أن “محكمة في رام الله أصدرت يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر حكما يقضي بحجب 59 موقعا إلكترونياً، وكأن شعبنا في حاجة إلى مزيد من المنع والقمع، فوق ما تمارسه إسرائيل ضده، والغريب أن يصدر ذلك القرار عن جهة قضائية يفترض بها حماية حقوق المواطن، وحريته، وحقه في التعبير عن رأيه، وإعلاء سيادة القانون، سيما أن القانون الأساسي للسلطة ينص على كل ذلك”.
وتابع البيان “إننا في “ملتقى فلسطين”، الذي يعبر عن مجموعة من الشخصيات الفلسطينية من سياسيين وكتاب وأكاديميين وفنانين، من مختلف تجمعات شعبنا في فلسطين التاريخية، وبلدان اللجوء والشتات، إذ نستهجن وندين هكذا قرار، فإننا نربأ بالجسم القضائي الفلسطيني أن يورط نفسه في الحد من الحق في الحرية، والاستقالة من دوره في الإشراف على دستورية الإجراءات والقوانين من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية، ونطالبه العمل على إلغاء القرار المذكور، لتأكيد استقلاليته عن السلطة التنفيذية، وعن الأغراض السياسية الضيقة، وتركيز اهتمامه على حماية حقوق المواطن، التي نص عليها القانون الأساسي (الدستور المؤقت). ونذكّر بأن السلطة القضائية سبق أن تورطت أيضا، بقرارها حل المجلس التشريعي في كانون الأول/ ديسمبر 2018، علما أنها لم تلاحق الجزء الآخر من قرارها المذكور، القاضي بإجراء انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر (أي في تموز/ يوليو الماضي)، وأنها سكتت عن حل الرئيس لمجلس القضاء الأعلى (تموز/ يوليو 2018)، الأمر الذي يبين الخلل في النظام السياسي الفلسطيني، وتداخل السلطات، وهيمنة السلطة التنفيذية ممثلة في الرئيس الفلسطيني على مفاصل القرارات التشريعية والقضائية إضافة إلى التنفيذية”.
واعتبر “ملتقى فلسطين” في بيانه أن “جوهر الخلل الحاصل يكمن في تحول حركة التحرر الوطني الفلسطيني إلى سلطة تحت الاحتلال، إذ إنها أضحت سلطة على شعبها فقط، في حين السلطة العليا في كل شيء ظلت في أيدي إسرائيل، التي باتت تعيش في واقع من الاحتلال المريح والمربح، وحولت السلطة إلى وكيل لإدارة شؤون الفلسطينيين، الذين كانوا، قبل قيام السلطة، أكثر قوة وتحررا ووحدة في مواجهة إسرائيل وسياساتها، منهم بعد قيامها. كما تكمن المشكلة في الانفصام في الفكر السياسي الفلسطيني بين مفهومي التحرير والحرية، إذ أن التحرر من الاحتلال لا يستقيم من دون احترام حرية وكرامة الفلسطينيين الذين يضحون ويعانون من الاحتلال”.
وخلص البيان إلى مطالبة السلطة بالإنحناء إلى رياح التغيير التي تهب قوية في العالم العربي والتي كانت سباقة في إطلاق حركة التحرر الوطني الفلسطيني التي ساهمت في نهوض الأمة وشجعت حركات التحرير الأخرى. فكيف لمثل هذه الحركة العظيمة أن تنحاز بعد أكثر من نصف قرن من النضال إلى الأنظمة الدكتاتورية، حتى قبل أن تصبح دولة مستقلة بمعنى الكلمة؟ فالحرية لا تتجزأ.. ولا انفصام بين التحرر من الاحتلال والحرية”.
يذكر أن “منتدى فلسطين” انطلق لأول مرة عشية انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ذي اللون الواحد في 30 نيسان/ أبريل 2017 وطالب بإعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني ليكون جامعا وشاملا ويعيد الاعتبار لوحدة الشعب وووحدة الأرض ووحدة الهدف وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الخيمة الشاملة لكل أطياف الشعب الفلسطيني سياسا وتجمعاته جغرافيا.
ومن بين الموقعين على البيان: أكرم عطا الله، سري نسيبة، سعيد زيداني، يوسف سلامة، معين الطاهر، عصام نصار، عبد الله الكسواني، أسعد غانم، عبد الحميد صيام، إبراهيم فريحات، سامر الياس، صلاح ازحيكة، باسل أبو حمدة، عبير كايد، كامل اسحق الحواش، حنان عاروري، جمال نسيبة، أريج صباغ الخوري، جمال فاضي، عوني المشني، سمير الزبن، محمد إبراهيم، عبده الأسدي، مصطفى أبو هنود، وليد سالم، خالد درويش، سعاد قطناني، سماء أبو شرار، ماجد كيال، محمد كتيلة، الفاتح إبراهيم حمد (السودان)، سمير ميعاري، آسيا عتروس (تونس)، ليلى الشايب (تونس) عماد رشدان، جابر سليمان، لبنى مصاروة، زاهر هواش، أحمد دلول، جواد عقل، معن البياري، إلياس خوري، فوزي السهلي، سوزان العاروري، حيدر عوض الله، أحمد الشنطي، قدورة فارس، أحمد عطاونة، صلاح عبد العاطي، حسن خريشة، أحمد مشينش، مازن حساسنة، خالد الحروب، زياد النجار.
ومن بين المواقع الشبكية التي قررت المحكمة حجبها: وكالة فلسطين الإخبارية، فلسطينو الخارج، حلّ عنا، متراس، ميدان، فلسطين بوست، أخبار فلسطين 21، عربي 21، موقع عرب 48، التيار الإصلاحي، نبض الحقيقة، حركة فتح- تيار الإصلاح الديمقراطي، أمد للإعلام، إشراقات، مواطنون ضد الفساد، الشاهد، بدون رقابة، فلسطين 27، عكس التيار، مطبات، حبطرش، شبكة أوراق الإخبارية، شبكة قدس الإخبارية، فتح أون لاين، الرسالة نت، غزة الآن، وكالة شهاب للأنباء.