عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2022

صدور كتاب “غيمة بشوشة.. محمد طمليه” قامت شقيقته بإعداده

 الغد-عزيزة علي – بدعم من وزارة الثقافة، صدر كتاب بعنوان “غيمة بشوشة-محمد طمليه”، قامت بجمعه وإعداده شقيقته فهمية طمليه، التي أشارت إلى أنه يشتمل على مقالات لطمليه لم يتم نشرها لأسباب مختلفة.

الكتاب جاء في ثلاثة فصول؛ الأول بعنوان “تداعيات”، أما الثاني فهو بعنوان “امرأة في البال”، والثالث “من هنا وهناك”، إلى جانب مقال كتبه الكاتب والنقاد نزيه أبو نضال يتحدث فيها عن طمليه والكتابة الساخرة.
قلم نزيه أبو نضال جاء بعنوان “محمد طمليه الريادة والاستمرارية”، يشير فيه الى “أن مشروع طمليه ومطبوعاته الساخرة، تذهب باتجاه هدف واحد، هو تغيير الواقع عن طريق السخرية منه، لأن الكتابة الساخرة هي الوسيلة الوحيدة لتوصيل رسالة التغيير إلى الناس”، وعلى طريقة فن الكاريكاتير الساخر في تجسيم المفارقات ولفت الانتباه إلى نقط وجوانب محددة يلزم معاينتها، تتجادل عناوين ومواضيع عدة تطال الهموم الداخلية واستشراء الجوع والفساد والقمع وغياب الحريات العامة، مع الهموم الوطنية والقومية حيث جراح الأمة تنزف في فلسطين والعراق.
ويتحدث عن التميز الإبداعي عند طمليه، قائلا “لا يقتصر الإبداع على ريادة، بل على أولوية زمنية سبق بها طمليه الآخرين، بل على امتلاكه أسلوبا فنيا متميزا يُخل كتاباته على الفور إلى عوالم الإبداع، حيث تجليات الشعر أو قصيدة النثر وربما نص خرق أو قصة قصيرة جدا شديدة الإدهاش”.
أما بالنسبة للاستمرارية عند طمليه، فيرى أبو نضال أنه يعد الأكثر استمرارية وإخلاصا لفن الكتابة الساخرة “1983-2008″، وواصل كتابة المقالة في العديد من الصحف والمجلات الأردنية، ومن الجرائد التي نشر فيها “الدستور، الشعب، العرب اليوم، عبدربه، البلاد، الرصيف، قف”، إضافة إلى إصدار الكتب الساخرة.
ويخلص أبو نضال، في نهاية مقالته عن طمليه، إلى أنه لم يكن رائد الكتابة الساخرة في الأردن فحسب، ولا الأكثر تميزا واستمرارية على صعيد الإبداع الكتابي الساخر في مؤلفاته ومقالاته الصحفية فقط، بل كان كذلك، وفي إطار مشاريعه المجهضة لإصدار مطبوعات ساخرة تمثلت في صحيفتي “الرصيف و”قف”، فهو صاحب مشروع الكتابة الساخرة في الأردن بلا منازع وعلى امتداد أكثر من ربع قرن.
أما شقيقة طمليه فهمية طمليه، فقد كتبت في مقدمتها للكتاب “أخي محمد طمليه، هو رفيق الغيمة ورائحة التراب بعد المطر، حبل الغسيل بين الزقاق، وأم العبد في سوق الخضار، والقبلة الأولى، وسلمى الموجودة في الورق بين الأسطر، والسقف المثقوب في بيت الصفيح الذي ينزف دمعا في عز البرد ويحجب نسمة رقراقة في عز الحر”.
وتشير إلى إبداعات طميله الكتابية مثل “المتحمسون الأوغاد”، “والخيبة”، “وجولة العرق”، والكثير من الإبداعات الأدبية الأخرى، مبينة أنها كانت تعجز عن إيجاد إجابة عن سؤال يتركه طمليه على الورق، لكن ندرك تماما أن فكرته المغمسة بحبره العبقري، هي الهموم والتفاصيل ذاتها التي تربطنا جميعا، وأكاد أجزم أنه لا يترك يد القارئ حتى يقفز به إلى نهاية الحبر، هل ارتوى القارئ يا محمد؟ ليس بعد، في جعبتي المزيد.
وتتابع حديثها عن شقيقها، فتقول “نمضي معه في سفر كلماته التي لا تبرأ من عبقرية تجعلنا في حالة اندهاش، إذا إلى أين تمضي؟ لا نعرف، محمد نفسه لا يعرف، يقولها صراحة: إلى أين أمضي (ليتني أعرف)”، لافتة “ثمة اعتلال؛ الشتاء يهطل في حزيران وحبيبتي نائمة؛ هي إذن جمرة يمسك بها طمليه ثم يحولها إلى سيخ شواء بهذه البساطة وعلى غفلة منا، وبالبساطة الممتنعة ذاتها يعاود يغول غيمته ليلقي بها في حريق”.
وتواصل “يراودني الآن سؤال أخي أحمد؛ لا أدري متى عرفتُ محمد، قبل وفاته أم بعد وفاته؟ رغم صدى هذا السؤال في داخلي إلا أنني حسمتُ الإجابة. لا يهم أبدأ متى تعرف محمد، الأهم أن محمد كرس فكرا ونمطا جعل من حرفه حيا وباقيا”.
وتقسم فهمية في آخر حديثها عن طمليه “إنه موجود أينما ذهبت، في وسط البلد، في عمان الجميلة، في الشمال وفي الجنوب، فثمة نبض راسخ يفرضه بمجمل كتاباته الإبداعية. ولا أخفي بأن هذا يجعلني أستكين، لاسيما عندما يزداد طلب القراء ومن فئات عمرية مختلفة بطباعة المزيد من كتب محمد؛ ومنهم من قالها صراحة وسط حشد من الأصدقاء والكتاب، قالها خوفا من جفاف كتابات محمد من السوق الثقافية “من سيحمل الراية يا فهمية؟ ويقصد راية محمد، وللأمانة أقول راية محمد لا تحتاج لمن يحملها، لأنها ما تزال تنبض بروحه، وما يزال الحبر في القلم”.