أكيد - آية الخوالدة
أساءت بعض الوسائل الإعلامية المحلية فهم بيان الجمعية الوطنية لحماية المستهلك التي طالبت بتشديد الرقابة على مروجي حليب حديثي الولادة في المستشفيات، أي ممارسة الإعلانات والدعاية التسويقية، حيث يُمنع ترويج هذه المنتجات والأدوية محلياً ودولياً من باب حظر تسويق بدائل حليب الأم بحسب قانون الدواء والصيدلة الأردني رقم 12 لسنة 2013، وفقا لما صرح به الدكتور محمد عبيدات رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك لـ "أكيد" موضحا "أن وسائل إعلام محلية نشرت معلومات غير صحيحة وغير مذكورة في بيان الجمعية".
ونشرت الجمعية في بيانها "تلقت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك شكاوى مواطنين وصيدليات في محافظة اربد بخصوص تسويق حليب حديثي الولادة وبعض الأدوية من قبل مندوبي المبيعات في بعض المستشفيات الخاصة والحكومية بالرغم من منع ترويجها محلياً ودولياً بهذا الشكل المخالف والمنافي لأخلاقيات المهنة".
بدورها نشرت وسائل إعلامية البيان المنشور في وكالة الأنباء الأردنية "بترا" بتاريخ السابع عشر من الشهر الجاري شباط، وقدمت معلومة مغلوطة تفيد بوجود حليب أطفال محظور دولياً ومحلياً، يتم الترويج له من قبل مندوبي المبيعات في بعض المستشفيات الحكومية والخاصة في محافظة إربد، وهو أمر غير صحيح.
أثار الخبر ضجة كبيرة في المجتمع الأردني لحساسيته وارتباطه بصحة الأطفال حديثي الولادة، وطرح العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول كيفية السماح بتداول حليب مضر بالصحة والترويج له.
وجاءت العناوين الصحفية التي أساءت فهم البيان كالتالي:
"المستهلك" تحذر من حليب أطفال محظور محلياً ودولياً يتداول في إربد
حماية المستهلك تحذر من أدوية وحليب أطفال ممنوعة الاستخدام ومتداولة في إربد
حليب أطفال "محظور" محلياً ودولياً يتداول في إربد
ومن جانب أخر التزمت وسائل إعلامية أخرى بنشر البيان كما هو، والذي يفيد في متنه أن تسويق حليب حديثي الولادة وبعض الأدوية من قبل مندوبي المبيعات في المستشفيات والمراكز الصحية مخالف لأخلاقيات المهنة، حيث تلقت الجمعية الوطنية للمستهلك عدة شكاوى من مواطنين وصيدليات في محافظة إربد بخصوص هذا الموضوع وتم التحقق منه بعد عدة زيارات ميدانية أجرتها الجمعية.
ونظرا للمعلومات المتداولة حول وجود "حليب أطفال محظور" باشرت مؤسسة الغذاء والدواء التحقيق حول وجوده، ونشرت المؤسسة في بيان صحفي أكدت فيه أنه لم يصل المؤسسة أي شكاوى بهذا الخصوص، كما أن المؤسسة تواصلت مع الجمعية الوطنية لحماية المستهلك من اجل الحصول على أسماء الأصناف التي يتم الترويج لها والمستشفيات الخاصة والحكومية التي تقوم بهذه الممارسات، إلا انه لم يتم تزويدهم بأي معلومات لتاريخ إصدار البيان.
فيما أصدرت جمعية الوطنية للمستهلك أمس التاسع عشر من الشهر الحالي بيانا من جديد عبر وكالة الأنباء الأردنية "بترا" نفت من خلاله وجود أنواع من حليب أطفال حديثي الولادة ذات خطورة على حياة الأطفال أو عدم صلاحيتها، وانما تطرقت في بيانها الأول إلى ترويج بعض مندوبي المبيعات لحليب حديثي الولادة وأن الترويج غير مسموح به في القانون، ونشرته عدة وسائل إعلامية محلية.
أوضح رئيس الجمعية عبيدات في حديث لـ "أكيد" أنه تولى بنفسه كتابة البيان الصحفي، والذي نشرته وكالة الأنباء الأردنية وبعض الوسائل الإعلامية كما هو، فيما لم يقرأ بعضهم الأخر البيان بشكل صحيح وذكر معلومات غير موجودة إطلاقا في البيان، مما تسبب بضجة كبيرة.
يستخلص "أكيد" من تغطية حليب الأطفال، ضرورة تعامل الوسائل الإعلامية بحذر شديد مع البيانات الصحفية الصادرة عن المؤسسات والجمعيات وفهمها بشكل كافي وتقديمها بنفس الصورة من باب الالتزام بالدقة وتقديم المعلومة الصحيحة، منعا لإثارة الفوضى.