عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2019

المعسکر الثالث هو الأمر الملزم الآن - عودة بشارات
ھآرتس
 
إذا شئتم، في الانتخابات القادمة سنحظى بعشرات آلاف الكامیرات التي ستفتش وراء الناخبین في الصنادیق، بدون تمییز في الدین والعرق والجنس، الجمیع یشي بالجمیع. وفي عائلة تسود فیھا المحبة ستقول البنت لوالدھا الفخور بأنھا سجلت معلمھا وھو یعترف بأن العرب ھم بشر. ما بدأ بـ 1200 كامیرا في صنادیق الاقتراع في الوسط العربي في الانتخابات الاخیرة من اجل الحفاظ على طھارة المعاییر، وحسب المبادرین الى ھذه العملیة كان بمعرفة اللیكود، الذي رئیسھ كما ھو معروف ھو فارس نقي، رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو – سیتم تطبیقھ لاحقا ایضا ضد ”الخونة الیھود“.
إن ازدیاد الموجة الفاشیة وصلت الى ابعاد خطیرة حیث المواطنین ولیس مؤسسات الدولة ھم الذین یقررون القیام بعملیة، والزعیم، في ھذه الحالة نتنیاھو، حتى لا یجب أن یطلبھا، حیث أن الجمھور الوطني یقرأ افكار الزعیم. ومن یعرف ماذا تعد لنا في الظلام ماكینة الاجرام في ھذه الاثناء، عندما نكون غارقین في الھموم الیومیة. یتبین أن القطرات المعزولة التي بدأت بالتنصت على ”تعایش“ من قبل منظمة ”حتى ھنا“، ازدادت لتصل الى امطار غزیرة جدا التي یمكن أن تكون نتائجھا كارثیة. بمقولة بین قوسین، نشیر ھنا الى حقیقة جافة: اختراق الھواتف المنسوب للایرانیین، تم القیام بھ فقط لاجھزة خصوم نتنیاھو من جانبي المتراس السیاسي: بني غانتس واھود باراك واییلت شكید وجدعون ساعر.
عندما یدخل إلى الساحة لاعب من ھذا النوع، أي الفاشیة، یجب الاستعداد من جدید وفقا لذلك، بما في ذلك تحدیث قوائم الخصوم والاصدقاء. وإلا فان وضعنا سیشبھ وضع الدیمقراطیین في أوروبا في وقت ما من الفترة الظلامیة، حیث عانوا من مرض الدوغماتیة ولم یمیزوا بین احزاب اشتراكیة – دیمقراطیة واحزاب فاشیة، ووضعوھا جمیعا في سلة واحدة.
إن ازدھار معسكر جدید في الساحة السیاسیة بعد الانتخابات یقتضي تحلیلا جدیدا. اجل، قائمة أزرق أبیض تغص برجال الیمین، سیاسیا وفكریا، لكن مع ذلك یجب ملاحظة الفروق بین ھذه القائمة وقائمة اللیكود. لیس فقط لأنھ یوجد فیھا اعضاء كنیست لھم مقاربات لیبرالیة مثل یاعیل غرمان وعوفر شیلح وغیرھم، بل ایضا لأن الیمین لدیھم مختلف عن الیمین من نموذج نتنیاھو – سموتریتش – اردان وشركائھم.
الفاشیة التي توجد في افلام الیمین الجدید حولتھ إلى عطر مغري، سیستمر بعد الانتخابات وبصورة أشد، بالمس بجھاز القضاء والاعلام والمجتمع المدني والوسط العربي في إسرائیل بواسطة التحریض والخطاب العنصري العنیف، ومن المؤكد ایضا بنشاطات عنیفة. لذلك، مع كل مشاعر خیبة الأمل في اعقاب الانتخابات من المھم الاشارة الى أنھ مع ھذا ھناك جدید تحت الشمس: لقد نشأ بدیل حقیقي لاستبدال حكم نتنیاھو. صحیح أن ھذا المعسكر لا یرضي قوى السلام، لكن في النضال ضد تفشي الفاشیة فان ھذا یعتبر إنجازا مھما جدا.
السؤال الرئیسي ھو كیف سنؤثر على ھذا المعسكر وكیف سنبني بموازاة ذلك بدیل لھ، سنسمیھ ”المعسكر الثالث“، الذي یتحداه وكذلك یرتبط بھ في المفترقات الھامة. القوة الیھودیة – العربیة یمكن أن تلعب دور ھام في ھذه المھمة؛ العرب، رغم كل شيء، لن یتم محوھم من الخریطة السیاسیة ویمكنھم أن یكونوا ذخرا سیاسیا قویا. الآن یوجد أشخاص كثیرین مقتنعین بضرورة اقامة معسكر ثالث. إن تصریحات تمار زندبرغ رئیسة میرتس بھذا الشأن تعتبر انعطافة ھامة ولكن علیھا قلب المعادلة: من تحالف مع حزب العمل أولا، وبعد ذلك فقط مع الاحزاب الناشطة في الوسط العربي، الى تحالف مع الاحزاب العربیة وبعد ذلك مع من ھو مستعد لذلك من حزب العمل.
في المقابل، الاحزاب العربیة ملزمة بالتوقف عن وضع كل ”الاحزاب الصھیونیة“ في سلة واحدة، بدءا من میرتس وحتى اتحاد أحزاب الیمین. لقد حان الوقت لتعمیق الوعي لأننا جمیعا في نفس القارب أمام الیمین الفاشي. المعسكر الثالث ھو ضرورة الساعة.