عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2025

غزة تحترق بنيران الاحتلال في أعنف لياليها منذ 700 يوم

 مساع لتهجير الفلسطينيين جنوبا والسيطرة على المدينة بالكامل

الغد-نادية سعد الدين
غزة- شهدت مدينة غزة أكثر لياليها دموية منذ 700 يوم من العدوان بعدما تعرضت لأقوى موجة من غارات الاحتلال الصهيوني المتواصلة طوال ليلة أول من أمس، حولت سماءها إلى كتلة من النار والدخان.
 
 
ووصف سكان غزة ما جرى بأنه "الليلة الأكثر حدة وكثافة منذ بداية العدوان"، حيث واصلت طائرات الاحتلال قصف الأحياء السكنية بعنف غير مسبوق، في وقت تُرك فيه أهالي المدينة يواجهون الموت والدمار وحدهم.
ويأتي القصف الجوي الوحشي على مدينة غزة تمهيداً لاجتياحها برياً، في عملية عسكرية عدوانية أعلنت الحكومة المتطرفة عن الشروع بها بدعم أميركي شامل.
ويهدف رئيس وزراء التطرف بنيامين نتنياهو من وراء حملته الى احتلال مدينة غزة بالكامل وتهجير سكانها الفلسطينيين قسراً نحو جنوب القطاع، مما أدى لارتقاء المزيد من الشهداء والجرحى.
ويمضي نتنياهو في تنفيذ خطة العملية البرية العدوانية الجديدة في مدينة غزة برغم الإدانات الدولية الواسعة والانتقادات الداخلية والرفض الحاد من عائلات الأسرى، مما يسهم في تصعيد وتيرة حرب الإبادة الجماعية التي يواصل شنها ضد قطاع غزة.
ومع بدء العملية العسكرية العدوانية لاحتلال مدينة غزة والتي تدعمها الولايات المتحدة وفق ما جرى تأكيده على لسان وزير الخارجية الأميركي "ماركو روبيو" لفلسطين المحتلة؛ فقد كثف جيش الاحتلال من القصف الجوي العنيف الذي أشعل سماء مدينة غزة، تمهيداً لبدء اجتياح القوات البرية وتقدم دبابات الاحتلال نحو قلب مدينة غزة، وتهجير الفلسطينيين منها قسراً، وفق خطة "نتنياهو".
ونفذت قوات الاحتلال هجوماً عدوانياً واسع النطاق تركز في مناطق شمال شرق وشمال غرب غزة، بإطلاق القنابل المضيئة والقصف المدفعي الكثيف وتدمير المباني المُدمرة أصلاً التي تحولت لمراكز إيواء آلاف الفلسطينيين من سكان غزة، وسط مطالب الأمم المتحدة بوضع حد "للمذبحة"، مقابل دعوات واشنطن بإنهاء العملية بسرعة.
وفي أعقاب إعلان "روبيو" دعماً كاملاً لحكومة الاحتلال لتحقيق أهدافها في قطاع غزة عبر عمليتها العدوانية الجديدة؛ فقد أعلن "نتنياهو" أن جيش الاحتلال قد بدأ عملية كبرى وحاسمة في قطاع غزة، عبر هجومه للسيطرة الواسعة على مدينة غزة من خلال توغله براً نحو وسطها، وتدمير المزيد من المباني متعددة الطبقات، مما أدى لارتقاء المزيد من الضحايا المدنيين.
ورغم فشل جيش الاحتلال في تحقيق هدفي الحرب الرئيسيين، وهما هزيمة حركة "حماس" وتحرير الأسرى، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة قبل سنتين؛ إلا أنه أعلن، أول من أمس، عن العملية العسكرية البرية الواسعة في أنحاء مدينة غزة في إطار عملية ما يُسمى "عربات جدعون 2"، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
وزعم أن "العمليات الهجومية واسعة ومتصاعدة، وتشكل استمراراً مباشراً لعملية "عربات جدعون" العسكرية، وذلك بهدف تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة وتعميق الإنجازات في إطار القتال"، وفق مزاعمه.
فيما دان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك" العملية البرية في مدينة غزة، ومطالباً بوضع حد "للمذبحة"، معتبراً، في تصريحات صحفية أمس، إن "الجميع يريد أن يتم وضع حد لذلك وما نراه هو تصعيد إضافي غير مقبول على الإطلاق".
يأتي ذلك بالتزامن مع اتهام لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة ومعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، لسلطات الاحتلال بارتكاب "إبادة جماعية" ما تزال جارية في قطاع غزة بهدف "القضاء على الفلسطينيين"، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وأشار تقرير اللجنة الى أن سلطات الاحتلال ارتكبت أربعة من الأفعال الخمسة التعريفية للإبادة الجماعية وفق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وهي "قتل أعضاء من الجماعة، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة"، وفق تأكيدها.
وكما هو متوقع؛ رفضت الحكومة المتطرفة ما ورد في التقرير الذي وصفته "بالمشوه والخاطئ"، وفق مزاعمها، داعية الى "حل لجنة التحقيق هذه فوراً"، بحسب رأيها المزعوم.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن شن قوات الاحتلال عدوانا واسعاً على مدينة غزة يشكل تصعيداً خطيراً يهدد حياة الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، وسيعمق حجم الكارثة الإنسانية.
وحذر أبو ردينة، في تصريح له أمس، من خطورة تصريحات الاحتلال الداعية إلى إحراق غزة وإعادة احتلالها، واصفاً إياها بأنها جرائم حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي.
وأضاف، نُحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح من المناطق التي نزحوا إليها أصلا، في خطوة تهدف إلى تهجيرهم، وهو أمر مرفوض بالمطلق، ورفضه العالم أجمع باعتباره يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية، وسيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار الذي تعانيه المنطقة جراء سياسات الاحتلال المدانة والمرفوضة.
وقال أبو ردينة، "نطالب الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها وعدم تشجيع الاحتلال على التمادي في عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني، وإجباره على الوقف الفوري لهذه الحرب الدموية التي ارتقى فيها أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، والامتثال للقرارات الدولية الداعية إلى وقف الحرب وإدخال المساعدات والانسحاب الفوري من قطاع غزة".
في الأثناء؛ يواصل الاحتلال شن حرب الإبادة ضد قطاع غزة والتي أدت لارتقاء 65 ألف شهيد و165 ألف مصاب من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 فلسطينياً بينهم 145 طفلا.