عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Nov-2022

أثلجت صدورنا يا صاحب السمو الملكي*بلال حسن التل

 الراي 

زيارة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم، لمنزل الفنان المبدع موسى حجازين لم تكن تكريما لشخص، لكنها كانت في معانيها وأبعادها تكريما لما يمثله الفنان حجازين، ففوق أن المؤهل الأكاديمي في مجال الموسيقى للفنان موسى حجازين يدل على وعي حضاري مبكر لدى الأردنيين لأهمية الفن الراقي، فإن موسى فنان ملتزم ملتصق بقضايا أمته ووطنه، عبر عن هموم شعبه، وانتقد الكثير من الأوضاع السائدة، وهنا لا بد من الاعتراف بسعة صدر قيادة بلدنا، وتشجيعها للنقد البناء، فقد سبق لجلالة الملك عبدالله الثاني وجل?لة الملكة رانيا العبدالله حضور عرض مسرحي ناقد من عروض الفنان حجازين وشدا على يديه تشجيعا له، فكان من الطبيعي أن يسير سمو ولي العهد على هذا النهج الملكي في تشجيع الفن الراقي وتكريمه.
 
فزيارة سمو ولي العهد للفنان حجازين هي تكريم لجميع الفنانين والمبدعين والمثقفين الأردنيين، ممثلين بواحد من ألمع وأشهر رموزهم ومن أكثرهم قربا لقلوب الأردنيين، وهي زيارة تعني فيما تعنيه تذكيرا بمكون من مكونات القوة الناعمة للدولة والمجتمع وحضورهما في مسيرة التدافع الحضاري، وقد زادت أهمية هذا المكون في ظل التقدم الهائل لوسائل الاتصال، مما دفع الكثير من الدول إلى تعظيم اهتمامها بفنونها، وتعظيم دور هذه الفنون، لتعظيم حضور هذه الدول على الساحة العالمية، ناهيك عن البعد الاقتصادي المباشر وغير المباشر للكثير من أصنا? الفن. ما يوجب علينا في الأردن العمل على استعادة ألق الحركة الفنية والثقافية الأردنية، فقد عشنا سنوات كانت فيها الدراما الأردنية سيدة المحطات التلفزيونية العربية. ومثلها كانت الأغنية الأردنية النظيفة والراقية، وعشنا سنوات كان لدينا أسرة مسرح نفاخر وننافس بها، وهذه كلها تحتاج الى أن نسعى لاستعادتها حتى نقدم لمجتمعنا فنا راقيا، ونستعيد لدولتنا أحد أهم مكونات قوتها الناعمة، واحدى أهم قنوات حضورها الإقليمي والعالمي، ولعل تكريم سمو ولي العهد للفنان حجازين يشحذ الهمم لتحقيق ذلك كله.
 
قيمة أخرى حملتها زيارة سمو ولي العهد لمنزل الفنان موسى حجازين، تمثلت بطريقة شكر الفنان لسموه، فقد قدم حجازين العربي المسيحي لسموه مصحفا في صندوق عليه مجسم لقبة الصخرة المشرفة، بممارسة عفوية وطبيعية تؤكد أننا في هذا البلد أبناء أمة واحدة، ونتاح ثقافة واحدة وأصحاب انتماء حضاري واحد، وأصحاب أهداف واحدة، لذلك لا أحد قادراً في نهاية المطاف على تفريق صفنا.
 
زيارة سمو ولي العهد تثلج الصدر لأنها حملت الكثير من الدلالات، وذكرتنا بالكثير من المعاني والواجبات