عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2022

«الأرض تفرق بالشبر»*احمد ذيبان

 الراي 

الأمثال الشعبية في تراثنا لم تنتج عن فراغ، بل هي مطابقة للواقع تماما وحصيلة تجارب حياتية ومعايشة، وبين الامثال الشعبية التي يتم تداولها وإسقاطها في بعض الحالات «الأرض تفرق بالشبر، وزاد البعض.. لأ بالظفر»، والشبر هنا يقصد به مقياس المسافة بين الخنصر والإبهام، أما الظفر فهو المادة الصلبة التي تغطي رؤوس «بنان» أصابع أيدي وأقدام الإنسان».
 
وينطبق هذا المثل على خصوبة الأرض أو جدبها وتنوعها منها الصالح للزراعية ومنها الصحراوية، بعضها جبلية وأخرى سهول، وثمة بحار وأنهار تحاذيها يابسة..الخ.
 
وقد لمست حقيقة هذا المثل بالعين المجردة يوم 9 تشرين الأول الحالي، فقد كنت في منطقة الأغوار لتقديم العزاء لصديق لي، في بلدة معدي بلواء ديرعلا، وعندما خرجت من بيت العزاء الساعة الخامسة مساء، بدأت الأمطار بالتساقط بصورة عنيفة، وكانت مساحات زجاج السيارة تعمل بأقصى سرعة والأضوية شغالة، دون أن أتمكن من الرؤية بشكل جيد وكانت الأجواء تشبه الضباب، واضطررت إلى توقيف السيارة على جانب الطريق، واستمرت «الشتوة» حوالي ربع ساعة فقط، ولو استمر تساقط الأمطار لحدثت سيول وتسببت بأضرار كبيرة، وعندما وصلت مثلث العارضة المجاور إ?ى معدي، وتجاوزت الإشارة الضوئية دهشت حيث كانت الأرض ناشفة تماما ولم تسقط أي نقطة مطر، وبنفس مستوى الشارع حيث الأرض منبسطة، وواصلت باتجاه «تحويلة الكرامة–عيرا »، وكأنني انتقلت إلى دولة أخرى، حتى دخلت شارع الستين المحاذي لمدينة السلط، فلاحظت آثار الأمطار!
 
وهذه فرصة أخرى لتذكير وزارة الأشغال العامة بضرورة التسريع بإنجاز طريق حمرة الصحن، التي تختصر المسافة كثيرا باتجاه السلط–الأغوار خلال فترة تنفيذ توسعة مشروع طريق العارضة، حيث طريق «عيرا» «الكرامة» التي اعتمدتها الوزارة، كبديل تزيد المسافة باتجاه لواء ديرعلا بحدود الضعف.
 
أعود إلى موضوع الأمطار والفروقات في كميات هطولها، سواء بالعالم أو في مناطق المملكة المختلفة، حيث تظهر بيانات الأرصاد الجوية بأن طبيعة المواسم المطرية مُتذبذبة، نتيجة وقوع الأردن جغرافياً بين مناخين (المناخ الصحراوي ومناخ البحر الأبيض المُتوسط)، كما تتكرر حالات الانقطاع المطري في فصل الخريف، وتشير بيانات إحصائية صادرة عن إدارة الأرصاد الجوية إلى أن المملكة عانت من ضُعف أو انحباس في الأمطار، في بدايات الموسم المطري في حوالي 50 موسماً سابقاً من أصل 100 موسم مطري، أي بمعدل 50% من المواسم المطرية.
 
وحسب مصادر وزارة المياه والري أن المنخفض الجوي، الذي تعرضت له المملكة في بداية تشرين الأول رفع حجم الامطار التراكمية الساقطة، من بداية الموسم إلى (32,7%) من المعدل السنوي البالغ (8,1) مليار م3، وبلغت كميات المياه الداخلة إلى السدود نحو (1,3) مليون م3، بنسبة تخزين كلية (26,77%) من طاقتها الكلية البالغة (336,4) مليون م3، لكن المشكلة أن الكثير من الأمطار التي تسقط تذهب هدرا في الأودية، بسبب عدم توافر السدود والحفر الكافية اللازمة لتجميع هذه الامطار والاستفادة منها، في بلد يصنف من أفقر الدول في الثروة المائية،?بالإضافة إلى كميات كبيرة من المياه تذهب هدرا، نتيجة سوء استعمالها أو بسبب تلف شبكات التمديدات وعمليات السرقة.