عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2023

عبث إسرائيلي تجاوز التاريخ إلى الدين*لما جمال العبسه

 الدستور

«الانخراط والعيش بسلام وعلاقات طبيعية مع دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بل ودول اسلامية افريقية وآسيوية» هدف تسعى اليه الحكومات الاسرائيلية خاصة تلك التي يترأسها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالية الأكثر تطرفا على مر سنوات قيام الكيان الغاصب.
لأجل هذا الانخراط كان هناك عدة مسارات فرضتها اسرائيل الراغبة بالسلام بحسب تعبيرها، لتحقيق آمالها في التطبيع لكن بعيدا عن عملية السلام العربية الاصلية والتي تضمن قيام دولة فلسطين على حدود السابع من حزيران 1967 وشروطها الاخرى والتي توقفت منذ سنوات، والدعوة الآن لإنهاء عزلة اسرائيل في المنطقة.
اسرائيل منذ نشأتها لم تكن سوى دولة متطرفة قادها هذا الأمر الى الى ابشع عمليات الاعتداء داخل العديد من الاراضي فلسطين التاريخية، وحُدد الآن داخل خدود العام 1967 ليكون الاحتلال الاطول عمرا في التاريخ الحديث، وتجلى هذا الأمر بكل وقاحة مع الحكومة الجديدة والتي لا ترى الا كامل فلسطين لها، بل وتضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية وتمارس بابشع الصور معتقداتها الدينية داخل الحرم القدسي وتنتهك المقدسات على اساس انها عاصمتهم كونها دولة يهودية في الاساس.
والآن تزداد الهوة وتكبر المسافة بين صانعي السلام الحقيقيين على رأسهم اصحاب الارض ممثلة بالسلطة الفلسطينية والأردن ومصر وبين هذا الكيان الغاصب.
عندما اتفقت اسرائيل مع الراحل ياسر عرفات كونه رئيس منطمة التحرير الفلسطينية فتح، وابرمت اتفاقا مع الاردن وقبله مع مصر، لم يكن هناك اي تطرق للمسائل الدينية ولا للمهاترات الحاصلة حاليا، فكان الأمر مبنيا على ايجاد ارضية للسلام، وليس تغييرا ديمغرافيا ودينيا بهذا الشكل، فلكل دينه ومعتقده وإيمانه.
اتفاقات سلام مصر والسلطة والأردن لم تتطرق يوما للعقائد ولم تحاول المساس بفكر ومستقبل اجيال عربية قادمة، لكن كان أساسها ان تهدئة الخلاف الناشئ في المنطقة بسبب الاحتلال الاسرائيلي لاراض عربية ودولة كاملة هي فلسطين.
لم تغنِ الاتفاقيات السابقة والجديدة والمقبلة التي تأمل اسرائيل إبرامها عن كف اعتدائها على الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين والهدف بائن كالشمس طمس الهوية فلا يبقى من يقاومهم.