عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

استمعت إلى حسن نصراالله وقرأت لخالد الكركي - عبدالحافظ الهروط

الراي -  بداية، اتمنى على الدكتور خالد الكركي وكل ضليع ومفتون بلغتنا العربية، ان «يستروا على عوراتي اللغوية»، فالحديث عن هذا «الخالد العربي» والمجبول عروبة، مكلف.

لقد تمنيت خوض بحر هذه اللغة العظيمة، الا ان الهواية اخذتني الى دروب الرياضة، فلا نظمت بحور الشعر، ولا اتقنت السباحة في هوايتي لأقف على الشاطىء منتظراً، قبل ان يأخذني الموج الى الصحافة في «الرأي» الغراء، وكان أمراً مقضياً.
الذين يخاطبون الدكتور خالد الكركي، قلّما لا ينادونه بإسمه، واجزم انه سعيد بهذه المناداة، سواء الذين احبوه وعرفوه وزاملوه، او الذين تحدثوا عنه، رغم كل القابه الكبيرة، وما حباه االله من بنين وبنات.
وللتأكيد، تولى الدكتور خالد الكركي عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الاردنية في عقد الثمانينيات، وحينها جلست على مقاعد الدراسة في الجامعة «الأم»، وكنت اكتب في جريدة «صوت الطلبة»التي تصدرها العمادة.
وبحكم المعرفة التي اتاحتها «الرأي» لنا، حيث كان يكتب الدكتور خالد في زاوية «7 أيام» اضافة لموضوعات ظلت تجذب القراء وينتظرونها بفارغ الصبر، ذهبت لأبارك له بموقعه الجديد، وما ان لمحني عند مدخل العمادة الذي يؤدي الى مكتبه، تقدم ّاليّ مرحباً وأخذني بيدي الى مكتبه، ولكنه سرعان ما وجّه كلامه الى السكرتيرة قائلاً: هذا الباب لا اريد ان يُغلق امام أي طالب او مراجع لخالد الكركي، واذ وجدته مغلقاً ساقوم بخلعه، وعاد الى الباب وفتحه على اتساعه.
واذكر، انني كنت اجريت مقابلة مع عدد من الطلبة في موضوع (يغيب اسمه عن بالي) تماماً، وتمت طباعته قبل ان يُنشر، فاطّلع عليه «نصيرالطلبة» ، وليعزز الثقة بنفسي، قال :هذا موضوع مهم،توسّع فيه، وعززه بعناوين أكثر.
اللغة العربية عند الدكتور خالد الكركي خط أحمر، الخطأ بها ممنوع ، حتى انه اصدر تعليماته عندما تولى رئاسة «الرأي» بعدم قبول أي اعلان يعنون او يتضمن «اللغة المحكية»، وحملّ المصححين في الصحيفة مسؤولية اي خطأ لغوي.
قادني الى هذا الكلام ، تأكيد الدكتور خالد الكركي ورفاقه في مجمع اللغة العربية، وحرصهم على الاعتزاز بهذه اللغة والعمل بها وعدم الاستخفاف والاسفاف، بحيث نقدّم لغات العالم عليها، ونجعل من «كلام العوام» مسميات واعلانات على واجهات مواقعنا التجارية وغير التجارية.
هذا الارث العظيم، ولغة القرآن الكريم، والوسيلة التي استطاع علماء الامة من خلالها نشر حضارتها، وبكل مكونات شعوبها واجناسها ودياناتها في اصقاع العالم، يجب ان يبقى سراجاً منيراً للأجيال المتعاقبة، مهما حدث للأمة من تراجع او تعرض أبناها للتغريب.
مثلما قادني الى هذا الكلام، والفضول للاستماع الى خطاب الامين العام لحزب االله، حسن نصر االله، بمناسبة مرور 40 سنة على الثورة الايرانية، وهو يجعل من ايران دولة العلم والدين في العالم، والدولة العظمى التي لا تلتفت الى تهديد، لا لأميركا ولا اسرائيل ولا روسيا، وان الدول العربية، ما هي الا «ادوات».
نعم، هناك من يقول، انه يحق لحسن نصراالله ان ينظر الى الأمة التي ينطق لغتها،بهذه الخفة والاستهزاء، وان يوبّخها ويجلدها بسياط من نار، ذلك اننا اضعنا الأداة التي كان جوهرها النور الذي بدّد الظلام، وأنار طريق العلم والمعرفة والفتوحات، قبل ان نتقوقع على انفسنا ونسلّم ارادتنا للطامعين ،ونجعل لغتنا العربية ،لغة اعجمية، مع الاعتذار لجميع علماء اللغة والغيورين عليها، و الاعتذار كله، للدكتور خالد الكركي، ذلك ان جريح اللغة لم تسعفه العبارات.