عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jun-2019

فرقة «مسرح الرحالة»... تجارب إبداعية ناضجة تمثل الأردن عربيا وعالميا

 

عمان -الدستور - خالد سامح - فرقة «مسرح الرحالة» الأردنية من المشاريع الثقافية والابداعية المهمة محليا وعربيا، وهي تهدف لنشر الثقافة المسرحية الجادة، وإغناء المشهد الثقافي الفني المحلي والعربي بأعمال تلامس آمال وهموم وتطلعات الانسان العربي عبر نصوص محكمة الصياغة، ورؤى اخراجية حداثية.
وقد تأسست فرقة مسرح الرحالة عام 1991 وكانت باكورة أعمالها مسرحية أغراب، المعدة عن نص «فصيلة على طريق الموت» للكاتب الإسباني ألفونسو ساستري ، ثم تلتها مسرحية «المتمردة والأراجوز» عام 1992 المعدة عن نص «أنتيجوني» للكاتب الفرنسي جان آنوي، ثم مسرحية «هاملت يصلب من جديد» عام 1994 المعدة عن نص هاملت لوليم شكسبير، ومسرحية «الشوك اللي في الورد» عام 1995 المعدة عن نص «رقابة مشددة» للكاتب الفرنسي جان جينيه، ومسرحية «ميديا» عام 1997 والمعدة عن نصوص كل من يوربيدس وجان آنوي ، ومسرحية « ملهاة عازف الكمان» عام 1998 والمعدة عن نص «سوء تفاهم» للكاتب الفرنسي البير كامو، ومسرحية «كوميديا حتى الموت» عام 2000 وكانت المسرحيات من إعداد وإخراج حكيم حرب.
وأعيد تشكيل الفرقة مؤخرا برئاسة حكيم حرب وعضوية:عبد الحليم ابو حلتم، بثينة بندورة، عمران العنوز، نضال جاموس، نيكول شاهين، اياد الريموني، بسمة أبو زنّاد، روند الصالحي، سعادة سلامة، قيس حكيم، شام الدبس ،واختارت هيئة إدارية للفرقة على النحو التالي: حكيم حرب/ رئيسا، عبدالحليم ابو حلتم/ نائب رئيس، عمران العنوز/ أمين سر، اياد الريموني/ أمين صندوق، نضال جاموس/ عضو، بثينة بندورة/ عضو، بسمة أبو زنّاد/ عضو، احتياط: سعادة سلامة، نيكول شاهين، روند الصالحي.
تجارب جديدة
وكانت فرقة مسرح الرحالة قد بدأت مشوارها الفني بتقديم تجارب مسرحية جديدة وخارجة عن المألوف،  بحيث كانت تقديم عروضها المسرحية خارج الصالات المسرحية المغلقة، فقدمت تجاربها في الشارع والمقهى، وكان الرحالة أول من قدم فكرة مسرح المقهى داخل الأردن . واستطاعت الفرقة انتزاع واحدة من أهم جوائز المهرجانات، اضافة الى المشاركات والجوائز والتكريمات في كل من مهرجانات المسرح داخل الأردن وخارجه مثل: مهرجان ايام قرطاج المسرحية، ومهرجان بغداد الدولي للمسرح، ومهرجان المسرح العربي في العراق، ومهرجان دمشق المسرحي، ومهرجان البحر الأبيض المتوسط في مدينة باري الايطالية، ومهرجان تورينو المسرحي في مدينة تورينو الايطالية .
عادت الفرقة للعمل من جديد مطلع العام الماضي 2007 لرفد الساحة المسرحية المحلية والعربية بتجارب مسرحية جديدة ومقترحات فنية مغايرة، وللانفتاح على التجربة المسرحية العالمية في كافة أنحاء المعمورة. ويأمل الرحالة أن يشاهدوا إلى جانب المسرحيين الحقيقيين حول العالم، في الارتقاء بالذائقة الجمالية للبشر، وجعل العالم مكانًا أكثر جمالاً وأمناً وسلاماً من خلال المسرح.
مشاركات عربية
وتشارك فرقة مسرح الرحالة حاليا بملتقى البهجة والفرجة الذي يقام في مدينة مراكش المغربية ويحمل اسم الفنان المغربي الراحل محمد حسن الجندي، وذلك من خلال عرض مسرحية جنونستان تأليف واخراج حكيم حرب وتمثيل كل من قمر بدوان، شام الدبس، عمران العنوز، قيس حكيم، تيسير محمد علي، فادي شطناوي، كامل الشاويش و حكيم حرب، غناء قمر بدوان، فني اضاءة ماهر جريان وفني صوت سيف الخلايلة. ويترأس الوفد الأردني المخرج حاتم السيد المشارك بورقة بحثية حول تجربة الفنان المغربي الراحل محمد حسن الجندي، ومشاركته في عدد من الأعمال التلفزيونية الأردنية مثل مسلسل الخنساء ومسلسل شجرة الدر تأليف الدكتور وليد سيف واخراج صلاح ابوهنود، وتعتبر الأردن هي الدولة العربية المكرمة في المهرجان، حيث ستكون الكويت هي الدولة المكرمة العام القادم . 
وتجري أحداث مسرحية جنونستان في دولة افتراضية تسمى «جنونستان»، لا تمت للواقع بصلة، بمعنى أنها لا تشير إلى مكان وزمان محددين، بل هي تختزل فساد العالم من خلال هذه الدولة الافتراضية، التي تلخص كل ما يحدث في العالم اليوم من فوضى وفساد، وتؤكد المسرحية على أن التخلص من الفساد والدكتاتورية لا يكون من خلال التخلص من شخص الفاسد أو الدكتاتور فقط،  فكلاهما قادر على التناسل عبر  دكتاتوريين أكثر تعسفاً، وفاسدين أكثر فساداً، وأن الحل يكمن في الارتقاء بوعي الناس وبذائقتهم الفنية والجمالية، وبالتخلص من ثقافة الفساد والدكتاتورية التي تعشش في النفوس والعقول منذ الصغر .
كوميديا راقية
وتقترح المسرحية نوعاً جديداً من الكوميديا الراقية، التي تخاطب العقل، وتحاول أن تجد حلاً لمشكلة علاقة الجمهور بالمسرح، من خلال عرض كوميدي ينشد تحقيق المعادلة الصعبة، بأن يكون صالحاً للمهرجانات والنخبة من جانب، وللعروض الجماهيرية طويلة الأمد من جانب آخر، ولهذا سيقدم العرض في إطار مسرح المقهى، أملاً في الوصول الى مسرح حي ومؤثر في الناس على اختلاف ثقافاتهم، ويؤصل لبدايات المسرح العربي عندما كان الحكواتي يقدم حكاياته الممسرحة داخل المقهى، ويعتبر سبب توجه فرقة الرحالة نحو الكوميديا  لكون الإنسان العربي اليوم لم يعد يرى في التراجيديا تعبيراً حقيقياً عن واقعه، بل هو يرى أن الواقع الذي نعيشه اليوم لا يمكن التعبير عنه إلا بالسخرية، وفرقة الرحالة لا تريد  للمسرح أن يعمق الإحساس التراجيدي لدى المتلقي، بل أن يأخذ موقف الساخر والمتهكم على هذا الواقع؛ الذي أصبح أكثر تراجيدية من النص التراجيدي، وأكثر درامية وغرائبية من المسرح ذاته .
والمسرحية من انتاج وزارة الثقافة وسبق وعرضت في مهرجان الأردن المسرحي الماضي واثارت ردود فعل ايجابية، مما أهلها للمشاركة في مهرجان المسرح العربي الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح في القاهرة مطلع هذا العام، بالإضافة لمشاركتها في مهرجان المسرح الحر الدولي الشهر الماضي، ولا زال أمام الفرقة عدد من المهرجانات العربية والدولية التي ستشارك بها هذا العام بناءً على الدعوات التي وجهت لها.