علاء علي عبد
عمان -الغد- لا بد وأن الجميع مروا ويمرون بموجات عالية من القلق والضيق بين الحين والآخر جراء أزمة تفشي فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات كالحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي. فهذه الأمور تسببت بمنحنا شعورا بالشك حول مستقبلنا ومستقبل من نحب على الجانبين الصحي والاقتصادي، وحول ما ينتظر الكوكب بأكمله أيضا.
لكن، وفي وسط هذه الفوضى الفكرية التي يعيشها كل منا، تبرز فرصة استثنائية يمكن للمرء من خلالها منح نفسه الاهتمام والحب الكفيلين بأن يجعلا مستقبله أكثر إشراقا مما كان يتوقع.
قبل الحديث عن طرق الاهتمام بالنفس، سأوضح المقصود باهتمام المرء بنفسه هنا، وهو أن يركز المرء على القيام بالأشياء التي من شأنها صقل طاقاته وتنميتها بحيث يجد نفسه بعد انتهاء أزمة “كورونا” في كامل جهوزيته لاستكمال طريقه نحو تحقيق أحلامه.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الخلطة السحرية لصقل الطاقات تكون من خلال الاهتمام بتغذية الجسد والعقل والروح، ولنتذكر دائما أن أجسادنا وإن كانت داخل الحجر المنزلي إلا أن عقولنا وأرواحنا لا يوجد لها حدود بما أننا نحسن الاهتمام بها. والوصول للخلطة السحرية يتم على النحو الآتي:
تغذية الجسد: المقصودة هنا هي الحركة، فكثيرا ما تعد الحركة دواء لكثير من متاعب الجسد، والحركة يمكن أن تكون أي شكل من أشكال الرياضة. المهم عند اختيار نوعية الرياضة التي تريد ممارستها أن تكون مناسبة لمزاجك العام، ومناسبة لمحيطك أيضا. فلو كنت تعيش في منزل تحيطه حديقة منزلية فربما يكون المشي حول المنزل من الخيارات المناسبة لك وللحركة التي يحتاجها جسدك. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجسد ومع كل حركة يتحركها، يتخلص من كمية كبيرة من الطاقة السلبية التي تؤثر عليه بشكل كبير لو استسلم للكسل وللرغبة بالبقاء في سريره أو أمام التلفزيون.
تغذية العقل: قد يعتقد البعض أن هذه التغذية تتم من خلال قراءة الكتب، وبما أن المرء يعيش فترة الحجر المنزلي، فلا بد أن لديه الوقت الكافي للقراءة الآن، لكن وبالرغم من أن القراءة تعد بالفعل من الأساليب الفعالة لتغذية العقل إلا أن هناك خطوة تسبقها يجب أن نهتم بها وهي التنفس. من أهم الأشياء التي يمكن أن تغذي العقل أن يعتاد المرء الجلوس بهدوء والبدء بالتنفس ببطء مع الانتباه فقط لعمليتي الشهيق والزفير. فليحاول أن يجلس في مكان هادئ في المنزل ويبدأ بتمارين التنفس، علما بأن هناك الكثير من تطبيقات الهواتف الذكية التي من شأنها مساعدة المرء على إتقان عملية التنفس ببطء.
تغذية الروح: هذا الأمر من الصعب تعريفه وحصره بطقوس معينة، لكن فلنعلم أن الأفعال التي تقربنا إلى الله سواء كانت العبادات من صلاة وصوم أو كانت السعي لمساعدة الآخرين قدر الإمكان حتى لو من خلال السؤال عنهم لإخبارهم بأننا وإن كنا بعيدين بأجسادنا إلا أن أرواحنا لم تنسهم، هذه الأمور كلها من شأنها تغذية أرواحنا بالطريقة التي تناسبنا.