عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jul-2020

المؤتمرات الرقمية.. هل ستكون بديلا عن التواصل البشري المباشر؟

 

مجد جابر
 
عمان- الغد-  منذ جائحة وباء “كوفيد 19″، اختلف العالم أجمع، وشهد تغيرا جذريا خاصة بالطريقة التي تتم في جدولة الأعمال وترتيبها، المناقشات والاجتماعات التي تحولت كلها لمنصة عبر تطبيق معين يجمتع فيها الكل في وقت واحد يتم الاتفاق عليه.
فما بين تطبيق زووم، سكايب، تيمز، وMeet من غوغل، كبرى الشركات وحتى المؤسسات الصغيرة انتقلت لإدارة أعمالها الكترونيا، من أجل تسهيل المهام وتوزيعها وحتى اتخاذ قرارات كبرى من وراء الشاشة التي تنقسم لمربعات صغيرة تُظهر صورة المشاركين من كل مكان بالعالم.
الأصل في هذه التطبيقات أن تسهل حياتنا، وتحافظ على تواصلنا مع الجميع في ظل الإغلاقات والحجر الصحي والحظر الشامل الذي فرضه فيروس كورونا لفترة طويلة، فباتت الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك الهدف.
وبين إدارة الأعمال واكتساب الخبرات وتوفير وقت التنقل خاصة في الاجتماعات المهمة في الحياة العميلة؛ يرى خبراء أن تلك التطبيقات التقنية فرضت نفسها وسهلت حياتنا في إزالة الحواجز التي فرضتها الحدود الجغرافية وغيرها.
بيد أنهم في الوقت نفسه يرون أنها لا تحقق ذلك التواصل الحقيقي الذي يتم بين البشر، كالتواصل المباشر، اكتساب المعرفة والتعارف وحتى توطيد العلاقات لأنه يتم من خلف شاشة وفي وقت محدد يحضرها من هو مهتم فقط.
اختصار للوقت والجهد
“هذه التطبيقات هي بمثابة الحل السريع والفعال التي تختصر الوقت وتحقق غايتها وتنجز المهمة”، تقول ندى غنام التي تعمل في مجال تنمية الموارد البشرية.
وتبين غنام أنه ومن خلال عملها مع شركات كمستشارة لتنمية المهارات والتدريب كانت تشارك بمحاضرات يومية من خلال تطبيق “زووم”، جدت أنه يمكن للجميع التفاعل والمشاركة والحضور بدون تأخير.
ذلك لا يتطلب من الشخص سوى شاشة ومكان هادئ، وغالبا كان من المنزل، ولا يشترط الزي الرسمي كما هو في واقع الأمر في الحياة الحقيقية لو اضطر للتواجد في المكتب أو موقع التدريب.
وتذهب غنام، إلى أن تلك التطبيقات والخدمات المختلفة، أتاحت لها أن تنجز الكثير من المهام التي تتطلب الخروج والقيادة لفترات طويلة، السفر أحيانا لعقد ورش في دول مختلفة عربية، وحتى محافظات المملكة.
والآن، هذه المواقع أكثر عملية وفعالية وأقل جهدا وتوفيرا للوقت والكلفة، وهو ما يؤكده خبير مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور عمران سالم.
ويضيف سالم أن إحدى مهام التكولوجيا الرقمية وتحولاتها الأساسية هي تخفيض كلفة الوقت والجهد والنفقات بين التنقل وغيرها على الشركات وحتى الأفراد.
ويوضح أن هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها مكنت الكثيرين من التواجد جميعا في مكان واحد وتوحدهم في منصة وشاشة واحدة، في توفير للوقت، والسفر وباختلاف الموقع الجغرافي وحتى الكلفة الاقتصادية.
وهذا، بحسبه، يسهم في التقليل من الوقت الذي يمكن استثماره يوميا بين السفر من بلد لآخر أو عقد اجتماع في حال تتيح الظروف لذلك.
عملية ولكنها تفتقر للتواصل
قد تكون هذه التطبيقات الرقمية عملية وتوفر الوقت والجهد، لكنها لا تحقق أي تواصل مباشر ولا تعمق العلاقات، وأحيانا قد لا تكون كافية للحصول على المعلومات وتوسعة شبكة العلاقات كما في المؤتمرات، وفقا لـ زيد نصيرات العامل في مجال تنظيم المؤتمرات والخدمات.
نصيرات يرى أنه يمكن عقد اجتماعين أو ثلاثة لغايات تنظيمية، ولكن لا يمكن أن تحل هذه التقنية من وراء الشاشة ما يريده العميل، أو تقرأ لغته الجسدية وحتى تقدم له خيارات متعددة.
وهو ما يؤكده الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي الذي يبين أنه “قد تكون هذه الوسائل الرقمية فعالة لكنها حتما تفتقر للتعارف الحقيقي والتواصل الإنساني بين الأفراد، وهذا يقف عائقا أمام توطيد وبناء علاقات مبينة على الثقة لأننا لا نستطيع الجلوس معا”.
ويبين خزاعي أن وسائل التكنولوجيا استطاعت أن تفرض نفسها في هذه الجائحة من خلال استغلال كل المميزات التي تتوفر فيها وتسهل على الآخرين عناء السفر والمشقة والجهد الكبير، وهذه قضية مهمة جداً.
ويشير الخزاعي الى أنه ومن تجربته الشخصية يعتبرها مريحة وسهلة، متمنيا أن يتم استثمارها وعدم تعطيل المؤتمرات والندوات والاجتماعات بسبب عدم الحضور الشخصي.
ويضيف خزاعي “أن التكنولوجيا قد تحل بعضا من مشاكلنا، ولكنها لن تغني أبدا عن التواصل المباشر البشري”، ولذا يعتبرها وسيلة وحلا مؤقتا.
ويوضح الاختصاصي عمران سالم أن جزئية المشاركة في مؤتمرات تكون وسيلة فعالة خاصة للشخصيات الجادة التي تدرك قيمة الوقت وتعرف كيف تستغله، وهي هنا تحقق الهدف بكل فعالية.
ويتفق الاختصاصيون الاجتماعيون والرقميون على أن تلك الوسائل لن تكون بديلا عن التواصل البشري، ولن يكون فيها الشخص بكامل تركيزه وإن استطاع سينجز على الأقل 70 % من هدفه.
تلك التقنيات الرقمية، وفقا للاختصاصي سالم، تعد سببا في تقليل الكلف الاقتصادية على كثير من الشركات التي تنظم مؤتمرات واجتماعات ضخمة تستضيف مشاركين من كل العالم، وذلك يشمل حركة اقتصادية ومصدرا للاستثمار.
الأمر تغير بسبب ما فرضه وباء كورونا، بحيث تعرض كثير من العاملين في هذا المجال لخسارات وبعضهم توقف، وأصبح يمكن تعويض ذلك من خلال المؤتمرات والمناقشات والورش التدريبية عبر شاشة صغيرة.
واليوم، الأمر مرهون لتلك القطاعات بالاستفادة من تلك الوسائل الرقمية لتعزز خبرتها وتصبح أكثر فعالية بين توفير التفقات، وتحقيق جودة في الإنتاجية، وتبقى التجربة والممارسة الدليل الأكبر لقياس النتائج.