عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Sep-2020

صناع المستقبل و معاول الهدم*م.سليمان عبيدات

 الدستور

صحيح أن هناك عددا من أعضاء مجالس النواب المتعاقبة أسهموا في الإساءة الى مواقعهم كنواب وفي تمثيلهم لناخبيهم، ولم يصونوا الأمانة والثقة التي أوكلت إليهم، وصحيح ان الكثير يعتبرون قانون الانتخاب اداة لوصول هؤلاء  .
كل هذا صحيح، ولكن الامر بين يدي قواعدهم الانتخابية التي تستطيع محاسبتهم، وان لم يفعلوا فهم شركاء فيما وصلنا اليه، ولا يحق لأيٍ كان تحميل مؤسسة البرلمان لتردي الاداء.
هناك ماكنة تعمل على شيطة البرلمان، من خلال التركيز على الأداء الباهت والمُسيء لبعض النواب، مُتذرعين به سبباً ومُبررا للانقضاض على هذه السلطة باسم الوطنية وان كله من اجل الوطن والمواطن .
اما حقيقة الامر فهناك من يُخطط لكسر هيبة هذه السلطة وتقزيمها، وبالتالي اضعاف الدولة باضعاف اذرُعها الرقابية والتشريعية .
تخطيط ممنهج اساء لبيت الشعب وممثليهم المخلصين، وليس لأعضائه المقصرين، وأضعف المجلس من القيام بمهامه، ليسود اصحاب المصالح وتجار الوطنية، مما حرم الوطن من وصول الكثير من الشخصيات الوطنية والقيادات الكفؤة لقبة البرلمان، ممن لديهم القدرة على مراقبة اداء الحكومات وتشريع القوانين التي تحفظ المال العام وتحمي حقوق الوطن والمواطنة .
وهكذا وجد المواطن نفسه مكسور الجناح لا نصير له، عاجزا عن تلبية ابسط مُتطلبات الحياة الأسرية والتزاماتها، واصبح مُضطرا لكسر كرامته والتضحية بحقوقه مقابل ان يتلقى ثمن صوته.
دخلت مجلس النواب الرابع عشر وربما ندمت، مع انني اعشق هذا العمل المقدس الذي يخدم الوطن والمواطن بشرف، تعرفون لماذا ؟؟
شيطنة هذه السلطة وتشويه سمعة من يدخل لها نائبا، بغض النظر عن ادائه وكفاءته ونزاهته، والزعم ان هناك منافع ومكاسب جمه يحققها النائب مجرد وصوله لقبة البرلمان، اشعرني بحجم الاساءة والضرر الذي وقع.
وللحقيقة امام الله والوطن، دخلت مجلس النواب وأنا بكامل قدراتي المادية، تفرغت للعمل النيابي لضخامة المسؤولية، حيث استحوذ على وقتي بالكامل حتى المخصص لعائلتي، ولم اجد مجالا لاعمال اخرى، فالمكافأة التي يتقاضاها النائب لا تُوفر له ولعائلته عيشا كريما، نفذ كل ما ادخرته حتى الاستدانة، وبعد انتهاء عمر البرلمان اضطررت للاغتراب والعمل خارج الوطن، كي استطيع القيام بمسؤولياتــي واحفظ كرامتي وكرامة افراد عائلتي .
الانتخابات القادمة ستبرهن على مستوى وعي الشباب وقدرتهم على تحمل المسؤولية الوطنية والتغيير، وعلى ابراز  قدراتهم في  توعيه مجتمعاتهم لاختيار شخصيات قيادية وطنية كفؤة، تُعيد للمجلس هيبته .
عندها نستطيع ان نُعول على شبابنا وشاباتنا بتقلد زمام المسؤولية في ادارة مؤسسات الدولة بكل حنكة واقتدار  .
احسنوا اختياراتكم ليصل من يستحق حمل الأمانة تُعيدوا الثقة لأنفسكم، وتعود سلطة البرلمان قوية مُهابة تُقوي الوطن ويعود لمكانه الحقيقي حضن الشعب مصدر السلطات .
الانتخابات على الابواب، فلا نكن معول هدم، بل فلنكن ممن يحمل معول البناء لترسيخ مفهوم المواطنة، فنبني بناء مؤسسيا متينا من أجل مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة .