نحو شراكة لمواجهة الكارثة*د. سامر عبدالهادي
الراي
نشارك شعبنا أحزانه، ونترحم على ضحايا إنفجار العقبة، ونتقدم بالمواساة والعزاء لأهاليهم ومحبيهم، فنحن وإياهم في خندق واحد، لمواجهة آثار المأساة التي وقعت نتيجة التقصير البشري، أو الخلل الميكانيكي، وهي واقعة قد تصيب بلدانا مماثلة أو حتى متقدمة، مع أن الضرورة تتطلب تحاشي الحدث قبل وقوعه، أما وقد حصل، فالمطلوب المشاركة في معالجة آثاره، والتقليل من مضاره، كل منا في موقعه، ووفق إمكاناته، فالحمل الثقيل كما يُقال حينما يتوزع يسهل حمله.
لقد بادرنا في مستشفى عبد الهادي في إجراء الاتصالات من أجل تقديم الخدمة والشراكة في تحمل المسؤولية باتجاهين:
الأول، أعددنا جناحاً خاصاً لاستقبال الجرحى، أسوة بما فعلناه لمواجهة جائحة كورونا في العام 2021، والثاني أعددنا فريقاً من الأطباء والممرضين المتطوعين المستعدين للذهاب إلى العقبة للمشاركة في معالجة المصابين أسوة بما فعلناه في العديد من المواقع وخاصة في قرى محافظة معان، حيث تولى فريق من مستشفى عبد الهادي معالجة الأهالي في مناطقهم النائية بأربع جولات ميدانية، الايام 4 و7 و 11 و 14 حزيران، بالتنسيق مع إدارة المبادرات الملكية لدى الديوان الملكي، ونحن نفعل ذلك إلتزاماً بالواجب الوطني والشراكة في تحمل المسؤولية وتوزيع المهام بين الخدمات الطبية الملكية ومستشفيات وزارة الصحة، الذين أثبتوا على الدوام، بما هو متاح لهم من إمكانات تأدية العمل بمهنية عالية واستعداد وظيفي بما يليق، وفق المهام الطبية والعلاجية المطلوبة المتوفرة، خدمة لشعبنا وإلتزاماً وطنياً ومهنياً نحوه.
نؤمن بأهمية التعاون وتوزيع المهام بين مكونات القطاع الطبي كل وفق مهامه واختصاصاته والوظائف الموكولة إليه، ونحن بدورنا في القطاع الطبي الخاص، نعمل المطلوب منا، حيث يتحمل القطاع الطبي الخاص تقديم الخدمة الطبية، كشركاء مع القطاع العام، فالذين يقصدون الخدمات الطبية الملكية هم أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وعائلاتهم، والذين يقصدوا خدمات وزارة الصحة هم من الموظفين وعائلاتهم إضافة لمن يحتاج من المواطنين، والقطاع الطبي الخاص يقصده من هو مؤمن من شركات القطاع الخاص، ومن المتمكنين في الحصول على المعالجة المدفوعة.
ليست مأساة انفجار العقبة وتداعياتها أول الأحداث الموجعة، وكم نتنمى أن تكون الأخيرة، ولكن علينا اتخاذ كافة الاحتياطات المطلوبة لمواجهة أي حدث بروح الشراكة والتعاون وتوزيع المهام والمسؤوليات لأن شعبنا وبلدنا يستحقون الأفضل دائماً.