عمون
للمرّة الأولى منذ أكثر من أربعين عاماً أجد نفسي على مقاعد المتفرجين، في انتخابات نقابة الصحافيين، فلست سوى عضو غير ممارس، لا يحقّ له الاقتراع، وهذا وضع يحمل أسبابه التي لا مجال لذكرها هنا.
مِن أسباب فخري بالنقابة، أنّني حضرت أوّل انتخابات لها في العالم ١٩٦٩، في أوّل مقرّ لها مقابل كلية الشرطة، في العبدلي، ولعلّ ذلك المشهد جعل الصبي يتّخذ قراره بأن تكون الصحافة مهنة عمره، وتلك قصّة أخرى!.
نتحدّث الآن عن انتخابات ستجري في قاعة عمّان، في المدينة الرياضية، بعدد أعضاء يزيد على الألف بقليل، أمّا أوّل انتخابات فلم يصل العدد إلى الخمسين، ولكنّني أقول وبصراحة إنّ تأثير الصحافيين في الماضي، في الحياة العامة، أكبر بكثير من تأثيره الآن!.
وأكثر من ذلك، أيضاً، فالمنجزات التي حقّقتها النقابة لمنتسبيها، في تلك السنوات الأولى من عمرها، تفوق بمراحل ما تحقّق لنا بعدها، ولا مجال للعدّ والمقارنة، بين أمس البعيد واليوم القريب!.
على كلّ حال، لو كنتُ كامل قانونية وجودي، ومن حقّي الاقتراع، لأعلنت عن موقفي بصراحة مطلقة من حيث لمن سأعطي صوتي، كما فعلت طوال عُمري، ولكن تُقدرون فتضحك الأقدار، وهكذا فلا أملك الآن هذا الخيار، لأنّني من "الخوارج"!.
ما أقوله إنّنا، وبصرف النظر عمّن سيفوز، نقيبة أو نقيب، نائب نقيب أو عضوات وأعضاء مجلس، فالهدف ينبغي أن يكون إستعادة هيبة الصحافيين، وهيبة المهنة، وتحقيق أوّل الغايات حيث الدفاع عن حقوقهم في العيش الكريم، وتمثيلهم أحسن تمثيل!.
سنبارك لمن تكون الهيئة العامة معها أو معه، معهنّ أو معهم، وسندعوا إلى ثورة في طريقة التفكير، والفعل، بعيداً عن تجاذبات لا تسمن ولا تُغني من جوع، وللحديث بقية!.