عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Aug-2021

“الكمبيوتر العملاق- نهوض الصين”.. 9 فصول تتناول الحوسبة الفائقة

 الغد-عزيزة علي

 صدر عن دار فضاءات عمان كتاب بعنوان “الكمبيوتر العملاق- نهوض الصين كقوة حاسوبية فائقة”، وقام بترجمته من اللغة الصينية الى العربية المترجم صلاح الدين منذر.
الكتاب جاء في تسعة فصول تتحدث عن الحوسبة الفائقة والأكثر تقدما، فيما يتحدث الفصل الثاني عن قطع الرسغ كالمحارب، والابتكار ورفض المنتجات ذات الجودة المنخفضة، بينما يتحدث الفصل الثالث عن الرجل العظيم الذي عين مهام الضباط، ويتناول الفصل الرابع كسر الحصار، والخامس يتحدث عن أسلحة استراتيجية شابة وقوية في حقبة جديدة.
وينوه الفصل السابع الى أن الوقت حان لمعركة حاسمة، ويشير الفصل الثامن الى الوقوف على القمة، ويتحدث الفصل التاسع عن البطولة والقوة المهيمنة.
يعبر المترجم صلاح الدين منذر، في مقدمته للكتاب، عن سعادته في ترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية ووضعه بين يدي القارئ العربي لما له من أهمية، مشيرا الى الأسباب التي دعت الصين إلى السعي والانخراط في البحث والتطوير والابتكار في تكنولوجيا الحوسبة الفائقة، لما لتلك التكنولوجيا من أهمية كبرى في تطوير مختلف مناحي البحث العلمي، وكذلك لأثرها المهم في حياة الإنسان اليومية ورفاهيته، ودفع عجلة الاقتصاد لمساهمتها في تحسين جودة الإنتاج بشتى المجالات من زراعة وغذاء وصناعات مختلفة، تلك التكنولوجيا التي كانت حكرًا على الدول المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة، تمكنت الصين ومن خلال دأبها على البحث، من الوصول إلى أسرارها، واحتلال موقع ريادي فيها، الأمر الذي أسهم وأثر إيجاباً في نهوض الأمة الصينية بشكل عام.
ويقول المترجم منذر إن هذا الكتاب يوثق رحلة تطوير تكنولوجيا الحواسيب في الصين بتفاصيلها المختلفة، موزعة في تسعة فصول، يبين كل فصل منها مرحلة من المراحل التي وصل إليها فريق الباحثين، وكيفية عبوره وارتقائه نحو المرحلة التي تلتها، والجهود الهائلة والمضنية التي بذلتها أجيال عدة من الباحثين الصينيين الذين توارثوا إرادة العمل والعزم والتصميم على النجاح، وتحقيق الهدف بتطوير تلك التكنولوجيا، وصولاً إلى ذروتها، ألا وهي الحواسيب الفائقة.
ويشير منذر إلى أنه في هذه الترجمة توخى الأمانة وأعلى درجات الدقة في الترجمة، من أجل إيصال كل ما تضمنه من أفكار وتفاصيل خاصة بعمل الباحثين، وتبيان الجهود التي بذلوها، والأساليب والاستراتيجيات التي استخدموها لتطوير الحواسيب بمراحلها المختلفة، وحتى المشاعر والأحاسيس التي انتابت الباحثين من حماس وفرح، وعزيمة وإصرار على الإنجاز، كل تلك الانفعالات قام المترجم بنقلها وتصويرها للقارئ.
وينوه الى بعض الإشكالات، التي واجهته أثناء عملية ترجمة مثل “المصطلحات العلمية، التسميات الخاصة ببعض التقنيات المستخدمة في عملية تطوير الحوسبة”، ذلك أن تلك التسميات لا يتوفر لها أي مقابل معرب معتمد في مجامع اللغة العربية، وحتى الأبحاث العلمية العربية التي تطرقت لتلك التكنولوجيا، استخدمت التسميات باللغة الإنجليزية، وقد بذلتُ الجهد الأكبر لإيجاد التفسير الذي يمكِّن القارئ من فهم ماهية تلك التقنيات.
وفي ترجمته الى المقدمة التي كتبها المؤلف بعنوان “الحوسبة الفائقة: التكنولوجيا الأكثر تقدما”، يشير المؤلف إلى أنه مع استمرار المعرفة الإنسانية بالتوسع والتعمق، وخصوصاً مع البروز الكبير للعلوم والهندسات والبيانات في العصر الحديث، أصبحت الحوسبة الفائقة تدريجياً تضاهي النظريات العلمية والتجارب أهميةً، كواحد من الأعمدة الثلاثة التي تدعم منشأة العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
ويرى أن الحوسبة الفائقة تمثل القدرة التنافسية للصين في العلوم والتكنولوجيا، وفي وقتنا الحاضر لا غنى عنها من أجل تطور الأمة، من دراسات استراتيجية حول موضوع الأمن القومي إلى تحسينات في الظروف المعيشية للناس، لافتا الى أن الحوسبة الفائقة توغلت بالفعل إلى حياة الناس اليومية كعملهم، مسكنهم، ملبسهم ومأكلهم، وإلى وسائل النقل والترفيه، كما يستمتع الناس بمزايا الحوسبة الفائقة في كل الأوقات، مثال على ذلك: تستخدم الحواسيب الفائقة في إنتاج الطعام، حيث إنه قام بعض الباحثين بالاستفادة من تكنولوجيا الحوسبة الفائقة في الهندسة الوراثية، لقد كانت من مواد البحث الرئيسية هي حبوب الذرة والأرز.
ويبين أن الهدف من هذه الدراسات هو الزيادة في إنتاج الغذاء وجعله أكثر استساغة وذا فائدة غذائية أعلى.
ومع وجود الحوسبة الفائقة، أصبحت المدة الزمنية لإنتاج الدواء أقصر، حيث كانت تأخذ من سنة إلى عقد كامل من الزمن، بينما الآن يتم إنتاجها بأقل من سنة أو حتى بضعة أشهر، كذلك تم اختصار المدة الزمنية لعملية الاختبار الجيني لمرضى السرطان من شهر أو شهرين إلى بضع دقائق، وبالتالي يتمكن المرضى من الحصول على العلاج بالوقت المناسب، أيضا التنبؤ بالطقس هو أحد المجالات الأخرى التي تلعب الحوسبة الفائقة دوراً مهماً به، حيث إن الحاسوب الفائق يستغرق بضع دقائق لحساب الظروف الجوية للأسبوع المقبل، وفي خلال (24) ساعة يستطيع الانتهاء من عمليات حسابية كانت تستغرق سنوات أو حتى عقودًا في الماضي، علاوةً على ذلك رصد الزلازل والأعاصير وكوارث طبيعية أخرى أصبح ممكناً بفضل تقنيات الحوسبة الفائقة.
كما يوضح أن صناعة الترفيه أصبحت تعتمد على الحوسبة الفائقة من أجل إنتاج رسوم متحركة مذهلة تقدم في العديد من الأفلام والمسلسلات التي يستمتع المشاهدون كثيراً بمشاهدتها، وفي قتنا الحاضر، هنالك مشاكل صعبة تعتمد على الحواسيب الفائقة لحلها، حيث تظهر مثل هذه المشاكل في تصنيع السيارات، الطائرات والسفن، والمتعلقة بتصميم هياكل تكون أكثر انسيابية عند احتكاكها بالماء والهواء بهدف الحد من استهلاك الوقود والضوضاء من خلال تحسين أداء النظام المانع للصدمات والراحة أثناء القيادة.
ويشير الى استخدام الحوسبة الفائقة في تحديد طريقة تجنب وتخفيف تأثير تغير المناخ، وكذلك مساعدة المرضى من خلال جعل العلاجات الطبية أكثر فعالية وثورية، والتقليل من الإصابات والخسائر الناجمة عن الزلازل من خلال تحديد نوع التدابير التي نحتاج لاتخاذها، من أجل تطوير قدرتنا على التنبؤ والتأهب، كما تلعب الحوسبة الفائقة دورا مصيريا في التصميم والتجريب في حركة الأجرام السماوية، ومحاكاة الحوادث التي تؤثر في المصلحة والأمن الاجتماعي أثناء البحث عن تدابير منسجمة وخطط.
كما تقوم الحوسبة بالبحث عن مواد ذات فائدة اقتصادية عالية واكتشاف نمط الأنشطة البشرية والتنمية الاجتماعية، تغطي هذه المشاكل تقريباً كل الحقول في التجارب العلمية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بجميع قطاعات الحياة الاجتماعية، وتشمل مجموعة كبيرة من المواضيع، تتضمن تصنيع السيارات، التنبؤ بالطقس، المعلوماتية الحيوية، رصد الزلازل، علوم الأرض، الفيزياء الفلكية، الصحة العامة، وعلم المواد ودراسات النظام التنظيمي البشري.
ويشير الى أهمية وجود الحوسبة في هذه الأيام؛ حيث إنه من الصعب على البشر أن يستكشفوا العلوم المتقدمة دون تقنيات الحوسبة الفائقة، فالحواسيب الفائقة، تستحق أن يطلق عليها لقب “كنز الأمة”، مبينا أنه في (14 -شباط- 1946) وفي حرم جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة، أقام كل من البروفيسور ماكلي والأستاذ المحاضر إيكيرت، ومؤسس علم الحاسوب النظري الحديث فون نيومان، احتفالاً بنجاحهم بإنشاء أول حاسوب رقمي كهربائي في العالم، وفي الوقت نفسه كانت الصين ما تزال في عشية حرب أهلية شاملة، لقد احتاجت الصين لسنين لتبدأ ببرامج هندسة الحاسوب الخاصة بها، نتيجةً لذلك، قامت الصين كدولة متأخرة بالبدء بتطوير هذه التكنولوجيا الناشئة، التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير في وقت لاحق في حياة الناس، متخلفة جداً عن نظيراتها من الدول.
ويتحدث أيضا عن فريق من العلماء الصنيين الذين استطاعوا أن يعالجوا مشاكل تكنولوجيا الحاسوب، وعلى الرغم من العوائق الكبيرة والتحديات من الدول المتطورة، قام هذا الفريق بتقديم أفضل ما لديه من أجل المواكبة، ونجح بتطوير أول حاسوب صيني لأغراض خاصة، وكذلك أول حاسوب ترانزستور صيني لأغراض عامة، وأيضاً أول حاسوب صيني بسرعة واحد (ميجافلوبس)، ثم تم تطوير أول حاسوب فائق متوازٍ بسرعة 100 (ميجافلوبس) وأول حاسوب فائق متوازٍ بسرعة 1 (غيغافلوبس) وكذلك أول حاسوب فائق متوازٍ على نطاق واسع بسرعة 10 (غيغافلوبس) وإلى آخره.
ويخلص الى أنه في أوائل القرن الواحد والعشرين، وبسبب ظهور الحوسبة الفائقة بسرعة مائة تيرافلوب، واجه البشر صعوبات كبيرة من أجل إيجاد وسيلة لتطوير تقنيات الحوسبة الخارقة، ما يعني أن دول العالم وقفت على خط بداية واحد من أجل تطوير جيل جديد من الحواسيب الفائقة؛ حيث استغل الفريق الصيني هذه الفرصة التاريخية، وقام بالمبادرة في اختراق التكنولوجيا السائدة للجيل الجديد من الحواسيب الفائقة، على شكل نظام وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسوميات المتوازي غير المتجانس، وفي العام (2010)، حصلت المرحلة الثانية من نظام حاسوب (تيانهي- 1) على المركز الأول في قائمة الحواسيب الفائقة العالمية، وتصدر (تيانهي- 2) قائمة الحواسيب الفائقة العالمية خمس مرات منذ ولادته العام (2013)، ما يبرهن على دور الصين الريادي في تطوير تكنولوجيا الحوسبة الفائقة.