كتاب "ندوة الوفاء وتكريم مسيرة دولة زيد الرفاعي: كتاب توثيقي يرصد محطات العطاء والإنجاز"
الغد-عزيزة علي
صدر كتاب بعنوان "في تأبين الفقيد الكبير دولة السيد زيد سمير الرفاعي وندوة الوفاء"، وهو يضم أوراق ندوة الوفاء إلى دولة السيد زيد سمير الرفاعي، وقام بتحريره والإشراف عليه الأستاذ الدكتور محمد محمود العناقرة، شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية وعميد كلية الآداب في جامعة اليرموك.
يوثق الكتاب فعاليات ندوة الوفاء وحفل التأبين الذي أقيم تكريمًا لمسيرة الراحل الكبير، ويضم كلمات وشهادات قادة ومسؤولين وزملاء وأصدقاء استعرضوا محطات مضيئة من حياته السياسية والدبلوماسية، وإسهاماته في بناء الدولة الأردنية وتعزيز حضورها إقليميًا ودوليًا.
يتناول الكتاب الذي صدر في إطار كرسي دولة المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، عن "الآن ناشرون وموزعون"، يتناول الكتاب "محطات مفصلية من المسيرة الوطنية والمهنية لشخصية وطنية شكّلت علامة فارقة في تاريخ الدولة الأردنية".
وجاء الكتاب في إطار علمي رصين يعكس روح الوفاء لأهل البذل والعطاء، ويسهم في دراسة وتحليل تجارب القيادات السياسية الأردنية ضمن منظومة البحث الأكاديمي الملتزم.
جاء الكتاب في جزأين؛ يضم الأول نص الفيلم الوثائقي عن سيرة الراحل الكبير، تليه كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، يقول فيها: "غادرنا زيد الرفاعي، رجل المهمات الصعبة والمواقف الجريئة، رئيس الحكومات والوزارات، وسليل عائلة عريقة في العمل السياسي والدبلوماسي، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل في خدمة الأردن الذي نحب.
رحل أحد رفقاء درب الحسين، رحمه الله، بعد أن خدم في الميادين السياسية والدبلوماسية قرابة نصف قرن، وسجّل تاريخ الأردن وكان أصغر رئيس حكومة فيه.
لقد عاصر والده، دولة سمير الرفاعي، مرحلة بناء الدولة الأردنية، وكان زيد من الفاعلين في مسيرة البناء والتطوير، إذ أنفق سنوات عمله في المضمار السياسي مساهمًا في رفعة الأردن وإعلاء اسمه في المحافل الدولية، وها نحن اليوم نرى هذه المسيرة الطيبة تتواصل عبر الأبناء والأحفاد.
لكن أكثر ما أذكره هو روحه الطيبة وسمعته الرفيعة، سواء أثناء إدارته ورئاسته لمجلس الأعيان، أو خلال تمثيله للأردن في الخارج.
رحم الله الأخ والصديق زيد الرفاعي، وألهم أسرته وكل محبيه الصبر والسلوان على فقدانه".
كما شمل هذا الجزء من الكتاب على كلمات لكل من: الدكتور جعفر حسان، ودولة السيد فيصل الفايز، والقاضي محمد الغزو، والدكتور رجائي المعشر، والسيد رجائي الدجاني، والسيد نايف القاضي، والدكتورة رويدا المعايطة، والشيخ حمزة منصور.
ويشتمل الجزء على نص الفيلم الوثائقي "دولة المرحوم سمير طالب الرفاعي كما عرفه أصدقاؤه ومحبوه ومن عملوا معه"، ليُختتم بعد ذلك بالسيرة الذاتية للراحل الكبير من خلال كلمة ألقاها دولة السيد زيد سمير طالب الرفاعي.
فيما يشتمل الجزء الثاني من الكتاب على أوراق "ندوة الوفاء للراحل الكبير: زيد الرفاعي رجل الدولة – مسيرة العطاء والإنجاز (1936–2024م)"، والتي تضمنت كلمة لعريف الحفل الدكتور خالد بني دومي، تلتها كلمة للأستاذ الدكتور إسلام مسّاد، ثم نص فيلم وثائقي عن سيرة المرحوم دولة زيد سمير طالب الرفاعي.
ثم القى مدير الحوار الأستاذ الدكتور محمد محمود العناقرة كلمة، تلتها كلمة للدكتور جواد العناني، وأخرى للحاج حمدي الطباع، ثم كلمة للسيد محمد علي العلاونة، وأخرى للأستاذ الدكتور فايز الخصاونة.
واختُتمت بكلمة شكر من راعي الندوة دولة العين السيد سمير زيد الرفاعي، ومما جاء فيها: "لقد عاش زيد الرفاعي حاملًا الأردن في قلبه، والإخلاص لقيادته الهاشمية في روحه، والعمل لمصلحة الأردنيين ورفعة الوطن في كل ذرة من عقله وكيانه.
فجازاه الأردن وقيادته الهاشمية وأهلنا وعزوتنا الأردنيون عن ذلك خير الجزاء، وما زالوا، بحمد الله، كذلك. فشكرًا لكم على كل ما أحطتمونا به من محبة ورعاية، وأخص بالشكر القائمين على كرسي المرحوم سمير الرفاعي، وكل من حضر هذا الجمع وأسهم في نجاحه، وكل من تحدث فيه بشهادة حق ووفاء لرجل عرفوه وعرفوا مقدار حبه للأردن الغالي وأهله الطيبين."
وفي مقدمته للكتاب، يقول د. محمد محمود العناقرة، "لقد شكّل دولة الراحل الكبير زيد سمير طالب الرفاعي أحد أبرز رجال الدولة الأردنية في النصف الثاني من القرن العشرين، ونموذجًا سياسيًا وإداريًا اتسم بعمق التجربة ووضوح الرؤية والتزامه الثابت بقيم الدولة الأردنية ومرتكزاتها الدستورية. وهو امتداد لعائلة ذات جذور راسخة في تاريخ الدولة الأردنية، إذ نشأ في بيت والده المرحوم دولة سمير طالب الرفاعي، والرفاعي هو أحد المؤسسين الذين شاركوا في وضع اللبنات الأولى لكيان الدولة الأردنية. وقد انخرط زيد الرفاعي مبكرًا في مسيرة البناء الوطني، متسلحًا بتجربة دبلوماسية وسياسية واسعة، ومتدرجًا في مختلف مواقع المسؤولية، ليصبح في مرحلة مفصلية من تاريخ الأردن أصغر من يتولى رئاسة الحكومة."
ويشير العناقرة إلى ان الرفاعي هو امتداد لعائلة ذات جذور راسخة في تاريخ الدولة الأردنية؛ إذ نشأ في بيت والده المرحوم دولة سمير طالب الرفاعي، أحد المؤسسين الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لكيان الدولة الأردنية. وقد انخرط زيد الرفاعي مبكرًا في مسيرة البناء الوطني، متسلحًا بتجربة دبلوماسية وسياسية واسعة، ومتدرجًا في مختلف مواقع المسؤولية، حتى أصبح في مرحلة مفصلية من تاريخ الأردن أصغر من يتولى رئاسة الحكومة.
ويقول العناقرة إن جامعة اليرموك، التي واكبت مسيرة الدولة الأردنية منذ تأسيسها في مطلع السبعينيات، تعمل على تكريم الرموز الوطنية والذي لا يقتصر على البُعد الاحتفالي، بل يتجاوز ذلك إلى استحضار الدروس المستخلصة من تجاربهم، وتحليل مواقفهم ضمن سياقاتها الوطنية والإقليمية والدولية، لما في ذلك من أثر في إثراء الخطاب الأكاديمي وإغناء الحوار الفكري المتعلق بتاريخ الدولة الأردنية المعاصرة."
ويؤكد العناقرة على أن هذا الكتاب يأتي توثيقًا موضوعيًا للكلمات التي عبّر فيها أصحاب السمو الملكي، وأصحاب الدولة، والمعالي، والعطوفة، ورفاق درب الراحل، وأفراد أسرته، وأصدقاؤه ومحبوه، ومن عملوا معه، عن مكانة دولة زيد الرفاعي، وذلك في حفل التأبين الذي أقامته أسرة دولة المرحوم زيد الرفاعي وفاءً لوالدهم العزيز، واستذكارًا لأدواره المتعددة في مختلف مراحل بناء الدولة؛ سواء عبر رئاسته للحكومات، أو إدارته لمجلس الأعيان، أو تمثيله الدبلوماسي للأردن في المحافل الدولية، إضافة إلى جهوده الحثيثة في تطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون، وحرصه الدائم على ترسيخ الاستقرار السياسي.
وخلص العناقرة إلى أن كرسي دولة المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية يُصدر هذا الكتيب التوثيقي بهدف تقديم مادة علمية تثري الباحثين والمهتمين بتاريخ الأردن السياسي والإداري، وتفتح المجال أمام مزيد من الدراسات الأكاديمية المعمّقة التي تتناول سيرة رجالات الدولة الأردنية بعيدًا عن التبسيط أو الشخصنة، وذلك في إطار علمي يوازن بين توثيق الوقائع وتحليل الدلالات وفهم السياقات التاريخية التي أفرزت شخصيات من طراز دولة زيد الرفاعي، الذي جمع بين متطلبات رجل الدولة وخصال الإنسان المتواضع وقيم الأسرة الأردنية الواحدة التي تشكّل حجر الأساس في استقرار المجتمع ونهوضه.