عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2024

أزمة إنسانية تهدد "مخيمات اللجوء" بالمملكة

 "المفوضية السامية" تحذر من التراجع الحاد بتمويل الاستجابة للاجئين

الغد-سماح بيبرس
 حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الأخير حول نتائج "المسح الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في المخيمات" من تأثير "التراجع الحاد" في تمويل الاستجابة للاجئين في الأردن، خاصة داخل المخيمات والذي قد يؤدي إلى "أزمة إنسانية جديدة".
 
 
وحذر التقرير بشكل صريح مما يسمى بـ"تأثير الدومينو" في موضوع التمويل، إذ إن توقف دولة أو مجموعة من الدول عن تقديم التمويل اللازم والموجه للاجئين وللدول المستضيفة، سيؤدي إلى "تأثير" على دول أخرى قد تتخذ النهج نفسه في تخفيض أو إيقاف المساعدات، ما يعني تراجعا حادا وخطيرا في التمويل.
 
وقال إن العديد من الجهات الفاعلة "تدق أجراس الإنذار بشأن "تأثير الدومينو" على قدرتها على الحفاظ على الخدمات والتدخلات الحالية للاجئين، حيث إن هذا يشكل مصدر قلق كبير".
وأضاف: "في الوقت الذي يتراجع فيه تمويل الاستجابة للاجئين بشكل حاد، وبالنظر إلى الاتجاه الذي يظهره هذا المسح، فمن المرجح أن يتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في المخيمات"، وأنه ما لم يتم اتخاذ تدابير جذرية لعكس هذا الاتجاه والتخفيف من تأثيره على حياة البشر في المخيمات، فقد تظهر أزمة إنسانية جديدة.
وأكد التقرير الذي يوضح نتائج المسح الذي قامت بعه المفوضية –وهو مسح ربعي تقوم به لقياس الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين داخل وخارج المخيمات- أن هناك تراجعا حادا في ظروف رفاهية اللاجئين منذ إجراء المسح الأول من نوعه في المخيمات.
وأشارت النتائج إلى أن الوضع العام للاجئين داخل المخيمات بات أكثر صعوبة، حيث تدهورت جميع الجوانب التي شملتها الدراسة من مستوى معيشي وعمل مأوى وصحة وتعليم وغيرها.
ولفتت إلى أن هناك "زيادة مثيرة للقلق في الفقر بين اللاجئين المسجلين الذين يعيشون في المخيمات"، حيث تم تصنيف 67 % على أنهم فقراء، مقارنة بـ 45 % عام 2021، وظهر هذا بشكل واضح في انخفاض استهلاك الفرد من 92 إلى 83 دينارا شهريا للسوريين في المخيمات، كما تدهور الأمن الغذائي، مع انخفاض حاد في درجات الاستهلاك الغذائي "المقبول" مقارنة بعام 2021.
كما يتجلى هذا الارتفاع المثير للقلق في معدلات الفقر، في زيادة عدد الأسر التي تتبنى إستراتيجيات التكيف السلبية وتدهور نتائج الأمن الغذائي مقارنة بعام 2022، حيث تظهر حسابات برنامج الأغذية العالمي بأن هناك زيادة في عدد الأسر التي باتت تختار أغذية ذات جودة أقل كأسلوب من أساليب التكيف، وأن المزيد من اللاجئين يعتبرون أن استهلاكهم الغذائي "ضعيف" مقارنة بعام 2022.
وأشار التقرير إلى أن العثور على فرص عمل بالنسبة للاجئين قليل، كما يواجه اللاجئون في المخيمات انخفاضا كبيرا في القيمة التحويلية للمساعدات النقدية الإنسانية التي قدمها برنامج الأغذية العالمي في عام 2023 مقارنة بمستويات عام 2021.
وتظهر هذه "الضربة المزدوجة بوضوح في انخفاض مستويات الدخل" بحسب التقرير، ففي مخيم الأزرق، انخفض دخل الأسرة بنسبة 13 % من 193 إلى 168 دينارا، في حين أفاد سكان "الزعتري" عن انخفاض أكبر بنسبة 22 % من 188 إلى 147 دينارا، مع الإشارة إلى أنه في كلا المخيمين، تشكل المساعدات النقدية نصف متوسط إجمالي الدخل الشهري للاجئين.
وبالإضافة إلى ذلك، تعاني الأسر في المخيمات من مستويات ديون متراكمة أعلى، خاصة في مخيم الزعتري، حيث أبلغت الأسر عن ارتفاع في متوسط مستويات الدين بنسبة 67 % ليصل إلى 969 دينارا، في حين أفاد سكان الأزرق عن 838 دينارا ، أي بزيادة قدرها 42 % مقارنة بعام 2022.
وتشير المؤشرات الصحية إلى أن غالبية الأسر قادرة على الوصول إلى المرافق الطبية في المخيم، حيث أفاد مخيم الأزرق بإمكانية الوصول إلى 94 %، وسكان الزعتري بنسبة 88 %، ومع ذلك، لا يستطيع حتى نصف العائلات الوصول إلى المرافق الطبية خارج المخيم، حيث تفيد التقارير أن 54 % في الأزرق و53 % في الزعتري غير قادرين على الوصول إلى خارج المخيمات.
وفي حين يتم استخدام مرافق الرعاية الصحية الأولية داخل المخيمات بشكل جيد، إلا أن هناك المزيد من التحديات في الوصول إلى هذه الرعاية على المستويات الأخرى (الرعاية الصحية الثانوية أو رعاية الإحالة)، والتي لا تتوفر إلا في الخارج.
وأشار التقرير إلى أن 81 % من الأطفال يلتحقون بالمدارس، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 3 إلى 4 نقاط مئوية منذ المسح الأخير، ومن بينهم 32 % لم يلتحقوا بالمدارس أبدا، وهناك أنماط واضحة لمعدلات الالتحاق تتناقص مع تقدم الأطفال في السن.
وفي الاستطلاع، تقدم "المفوضية" في الأردن جانبا جديدا يتعلق برصد قدرة أسر اللاجئين على الصمود في مواجهة تغير المناخ، حيث أظهرت النتائج أن %40  من جميع اللاجئين معرضون للخطر، كما تبين أن الأسر اللاجئة التي تعيش في المخيمات هي أكثر عرضة للتأثر بآثار تغير المناخ من اللاجئين خارجها، لأن ظروفهم المعيشية أقل قوة في مواجهة تأثيرات الأمطار والفيضانات والحرارة الشديدة. ويمكن إرجاع أسباب الاختلاف في قابلية التأثر بالمناخ إلى موقع المخيمات وظروف سكنها.
ويعيش اللاجئون في هذه المخيمات في كرفانات معدنية، وليس في مبان، ومن الجدير بالذكر أن ظروف المأوى غير الملائمة في مخيم الزعتري تساهم في زيادة التعرض للمناخ مقارنة بالأزرق. 
وأفاد 75 % من سكان "الزعتري" بأن أسطح الأسطح سيئة، مقارنة بـ 42 % في "الأزرق"، ويواجه 56 % من الأسر جدرانا دون المستوى في "الزعتري"، في حين أن هذا هو الحال بالنسبة لـ39 % في "الأزرق".
وترجع هذه القابلية المتزايدة للتأثر في المقام الأول إلى الملاجئ القديمة والمتدهورة في مخيم الزعتري، والتي يتم استخدام الكثير منها لفترة أطول من عمرها المعتاد، ما يجعلها أكثر عرضة للضرر الناجم عن الظروف الجوية السيئة.
وفيما يتعلق بـ"الاعتماد على الذات" بالنسبة للاجئين داخل المخيمات، ذكر التقرير بأنه "لا يبدو أنه يتحسن بالنسبة للاجئين".
وتوصلت النتائج إلى أن معدل التوظيف في المخيمات انخفض بنسبة 20 % منذ 2022، حيث كانت نسبته 24 % في "الأزرق" و28 % في "الزعتري".
وأشار التقرير إلى أن فرص العمل التطوعي القائم على الحوافز هو مصدر دخل مؤقت ومحدود للعمل مع المنظمات في المخيم، وهي المصدر الرئيسي لدخل العمل لـ60 % من المقيمين في مخيم الأزرق.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه العمل التطوعي مهما أيضا لسكان "الزعتري"، إلا أن المزيد من العاملين يستفيدون من موقع المخيم الذي يسهل الوصول إليه نسبيا للعمل في قطاعات مثل الزراعة والتصنيع، ووجد أنهم أكثر عرضة لمخاطر العمل والانتهاكات من سكان "الأزرق"، مثل التعرض لظروف قاسية وتدني الأجور.