عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-May-2020

في «اليوم العالمي لمرضى الثلاسيميا» ... عقار واعد بإنقاذ الملايين

 

عمان - الدستور- خالد سامح - لم يثن مرض كوفيد 19 الناتج عن فيروس كورونا المنتشر حول العالم العلماء من المضي قدما في أبحاثهم لايجاد عقارات وأدوية لأمراض خطيرة اخرى، ومن ضمنها «التلاسيميا» الذي مر أمس اليوم العالمي لمرضاه، حيث يعاني منه الملايين حول العالم، وقد جاءت أخبار جيدة من الولايات المتحدة هذه المرة حول التوصل لعقار ضده.
 
اليوم العالمي لمرضى التلاسيميا
 
يحتفل العالم باليوم العالمي للثلاسيميا سنويًّا في الثامن من شهر أيار؛ بهدف إحياء ذكرى مرضى الثلاسيميا الذين توفوا جراء المرض، وتشجيع الذين ما زالوا على قيد الحياة، ويصارعونه يوميًّا.
 
وتتلخص أهداف تخصيص يوم عالمي لمرض الثلاسيماي بـ:
 
التوعية بمرض الثلاسيميا، وأعراضه، وطرق التعايش معه.
 
التوعية بأهمية استشارة الطبيب قبل الزواج إذا كان الشخص مصابًا بالثلاسيميا.
 
التوعية بأهمية التحصينات لصحة الأطفال، والمجتمع، والعالم بأسره.
 
تصحيح المفاهيم الخاطئة حول التحصينات.
 
امكانية العلاج
 
قال خبير طبي يعمل في أحد أفضل المستشفيات الأمريكية إن عقارًا جديدًا معتمدًا من شأنه التقليل من الحاجة إلى عمليات نقل الدم لدى مرضى الثلاسيميا، وتحسين نتائج زرع نخاع العظام؛ ما يعني وجود علاج لأي مريض تقريبًا.
 
وأعرب الدكتور ربيع حنا، اختصاصي أمراض الدم ومدير قسم زراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال، عن تحمّسه للعقار الجديد الذي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في نهاية العام الماضي، لأنه أول عقار يعالج الثلاسيميا مباشرة. وقال الدكتور حنا، عشية «اليوم العالمي للثلاسيميا» الذي يوافق 8 مايو من كل عام، أن العقار الجديد قد يقلّل الحاجة إلى عمليات نقل الدم ويخفف الأعراض لدى المرضى، مضيفًا إنه يقلّل من خطر حدوث مضاعفات ناتجة عن عمليات نقل الدم، وخطر ارتفاع الحديد في الجسم، الذي يمكن أن يضرّ بأعضاء المريض الحيوية كالقلب والكبد على المدى الطويل.
 
عقار واعد
 
ويعتبر الثلاسيميا مرضًا وراثيًا يُحتمل أن يؤدي بالمصاب به إلى الوفاة، إذ يصنع جسمه الهيموغلوبين (البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين) بشكل غير طبيعي أو بكمية غير كافية. ويحتاج المرضى المصابون به إلى عمليات نقل دم متكررة، وهو أكثر الاضطرابات الوراثية وحيدة الجينات شيوعًا في العالم ويصاب به سكان مناطق الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والهند وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
 
إن *العقار الجديد يعّد الأول من نوعه في إنضاج خلايا الدم الحمراء وتخفيف الحاجة إلى عمليات نقل الدم، ويعطى للمريض بالحقن مرة كل ثلاثة أسابيع. وبحسب الدكتور حنا، أكدت الدراسة السريرية BELIEVE أن بإمكان هذا العقار تقليل الحاجة إلى عمليات نقل الدم بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في بعض المرضى، مؤكّدًا أن بإمكانه أن يعزز نتائج عمليات زرع نخاع العظام، التي قال إنها أصبحت متاحة على نطاق أوسع في السنوات القليلة الماضية بفضل نهج جديد في زراعة الأعضاء، وذلك بالرغم من أن هذا العقار ليس علاجًا في حد ذاته.
 
وكان الدكتور حنا من بين الرواد في إجراء عملية زرع للنخاع العظمي المتطابق من متبرعين غير متطابقين بمستضد الكريات البيضاء البشرية HLA، والتي كانت أُجريَت بنجاح على مريض إماراتي شاب في العام 2016.
 
وأوضح الطبيب المختص أن انخفاض عمليات نقل الدم يعني تمتّع المريض بصحة أفضل قبل إجراء الجراحة، وأن لديه عددًا أقلّ من الأجسام المضادة التي يمكن أن تهاجم نخاع العظم المزروع، وأضاف: «يمكن علاج أي مريض تقريبًا بفضل الجمع بين قدرة العقار على تحسين الصحة العامة للمريض قبل عملية الزرع، والطريقة الجديدة التي نتبعها لزرع نخاع العظام».
 
وبينما كان 25 بالمئة فقط من مرضى الثلاسيميا يجدون في السابق متبرعًا متطابقًا، فإن الطريقة الأحدث في عملية النقل تتطلب تطابق نصف الجينات المهمة لدى المريض في الخلايا المتبرع بها، ما أدّى إلى توسيع نطاق المتبرعين المحتملين بحيث يصبح لكل طفل أو شاب تقريبًا مانح مناسب، كأحد الوالدين أو الإخوة غير الأشقاء أو غيرهم من الأقارب.
 
وعلاوة على ذلك، يقلل هذا الأسلوب من كثافة إجراءات التكييف وبروتوكولات ما بعد الجراحة. إذ يتلقى المرضى جرعات منخفضة من العلاج الكيميائي والعقاقير المثبّطة للمناعة قبل عملية الزرع وبعدها، كما تقلّ المخاطر والآثار الجانبية للعملية.
 
كليفلاند
 
كليفلاند كلينك هي مؤسسة طبية أكاديمية غير ربحية متعددة التخصصات، تجمع بين الرعاية الطبية وأنشطة البحوث والتعليم، وتتخذ من كليفلاند في ولاية أوهايو مقراً لها. تأسست كليفلاند كلينك في العام 1921 على يد أربعة أطباء مرموقين بهدف تزويد المرضى بخدمات رعاية متميزة ترتكز على مبادئ التعاون والتعاطف والابتكار، وقد نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات الطبية المهمة، مثل مجازة الشريان التاجي وأول عملية زرع وجه في الولايات المتحدة.
 
ويُصنّف تقرير «يو إس نيوز آند ورلد ريبورت» لأفضل المستشفيات في الولايات المتحدة كليفلاند كلينك باستمرار باعتباره أحد أفضل المستشفيات في الولايات المتحدة.