عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2019

فيلم “طعم الطين” يناقش “احتضان الطفل” بأسلوب درامي مشوق

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا –الغد-  أوصل فيلم “طعم الطين” للنساء اللواتي حضرن عرضه في قاعات مراكز الأميرة بسمة للتنمية البشرية في محافظة مادبا وقضاء حسبان، مفاهيم جديدة بأسلوب مشهدي درامي مشوق عن أهمية “احتضان فاقدي الأسر”.
“طعم الطين” إنتاج جمعية فرقة المسرح الحر، بالشراكة مع شبكة الإعلام المجتمعي، ضمن مشروع صوتك هويتك المدعوم من الاتحاد الأوروبي، وإخراج علاء الربابعة وبطولة كل من: أمل دباس، موسى السطري، أريج دبابنة، انجي لكود، نهى سمارة، ليلى البخيت، يوسف جودة، معتز اللبدي، ميساء الشربجي، الطفل كرم دبابنة ومجموعة أخرى من الأطفال.
وتدور أحداث الفيلم حول زوجين هما (خالد وليلى) اللذان تربطهما علاقة محبة وعشق كبيرين، غير أنهما لم يستطيعا الإنجاب، بعد سنين من زواجهما، رغم الضغوطات الاجتماعية من محيطهما العائلي، والمتمثل بوالدة خالد التي تصر على أن يطلق ابنها زوجته أو يتزوج عليها، إلا أنه يرفض ذلك جملة وتفصيلا، لكونه يمتلك إحساسا مرهفا بحكم أنه نحات، معتبراً أن زوجته ليس لها ذنب في عملية الإنجاب. أثناء ذلك، تلوح فكرة برأس الزوجة (ليلى) باحتضان طفل يتيم، وبعد محاولات وإصرار بمساعدة صديقتها على إقناع زوجها (خالد) على قبول فكرة الاحتضان، رغم رفض والدته، إلا أنه في نهاية المطاف قرر أن يحتضن طفلا يتيماً، وعلى مدى السنوات، رضيت أم خالد بالواقع، ودرس الطفل وتزوج وأنجب ابنا، وبقي الطفل الذي أصبح رجلا تحت كنف خالد الذي توفي في نهاية الفيلم.
وأكد المنتج الفني الفنان علي عليان، ضرورة تسليط الضوء على قضية التنمر على الأنثى بسبب عدم الإنجاب، وذلك من خلال طرح البديل عن “العقم” بطريقة تنصف الأنثى، وتحترم حقوق الإنسان. منوها إلى أن الفيلم يطرح قضية مهمة لها أبعاد مجتمعية وهي قضية “الاحتضان” التي يتخوف الكثيرون منها، رغم أن لها آثارا إيجابية على المجتمع والأفراد، والتي يظهرها الفيلم.
ويؤكد عليان أن من حق الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبا العيش بأسر سوية، ومنح الأسر التي لم يرزقها الله بأطفال في أن تحقق حلمها بالاحتضان، مشيراً إلى العلاقة التكاملية بين الطفل والأسرة، فكلا الطرفين يجد حلا لمشكلته بالاحتضان.
وأضاف، أن فكرة الفيلم جاءت بالمشاركة بين أعضاء المسرح الحر، لإيجاد خدمة المجتمع كجزء من رسالة الفن، مشيرا الى أن فاقدي السند الأسري هم حلقة ضعيفة في المجتمع، وتم تقديمها بأسلوب مشوق.
وأشارت مديرة مشروع الفن في خدمة المجتمع الفنانة أريج دبابنة، إلى أن الهدف الأسمى من هذا الفيلم هو التعريف بفكرة “احتضان الأطفال” من خلال وزارة التنمية الاجتماعية، وتسليط الضوء بشكل كامل على هذه القضية المجتمعية، التي تؤثر إيجاباً على الأولاد، وتجعل للأهل نبراس أمل يسيرون فيه.
وقالت “إن هذا الفيلم وليد ورشة عمل كتابية من مراحل عدة بعد أن خضعت فكرة الفيلم لمسابقة مشاريع عدة من أرجاء المملكة كافة”، مشيرة إلى أن كتابة قصة الفيلم لم تكن جزافاً، بل جاءت بعد جهد جهيد من قبل فريق متخصص قام بعملية البحث الميدانية من خلال زيارات المؤسسات ذات العلاقة كوزارة التنمية الاجتماعية، وإدارة حماية الأسرة ومؤسسات مجتمع مدني عاملة في هذا المجال لتكون الفكرة وكتابتها، التي تهدف إلى التوعية المجتمعية باحتضان الأطفال فاقدي السند الأسري، وأهمية الاحتضان.
وأكد كاتب السيناريو المحامي إسلام حيدر أبو حيدر، أن الهدف هو إعادة إقناع المواطن والدفاع عن الاحتضان في الأردن، مشيراً إلى أن المسألة في الدراما لا تتعدى فقط صياغة المشاهد، بل الدفاع عن قيمة الإنسان وكرامته، متأملا أن يكون عادلاً في إيصال مفهوم الاحتضان والدفاع عنه.
وبينت منسقة المشروع الميداني الفنانة رناد ثلجي، أن عمق الرسالة التي يحملها محتوى الفيلم والمبنية على احترام الإنسانية كرسالة تهدف إلى إيصالها وتجسيدها على الواقع في المجتمع.