عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jul-2019

صناعة التفكير ... !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - يحتاج كل فرد الى التعلم والعمل والمشاركة , من اجل تحقيق ذاته ومكانته العملية والاجتماعية , وكذلك رغبة منه في اشباع احتياجاته النفسية , وليفرض وجوده واحترامه وتقديره من قبل الاخرين , ومن اجل تحقيق استقراره الباطني ليطمئن نفسيته ويرفع من معنوياته التي ستساعده في تطوير ارادته وتقويتها , وصقل مهاراته ومواهبه الفكرية والداخلية , وتنمية روحه الاجتماعية . خاصة لما يتمتع به الشباب من حماسة وحب المنافسه والتطور . ومن اجل ذلك لا بد من استثمار وتفعيل قدراتهم  وامكانياتهم لتحقيق طموحاتهم في العديد من المجالات كلٌ حسب اهتمامه وبالتالي نحقق وضع آمن ومستقر من الأمن الاجتماعي وغلق أية انحرافات مجتمعية وامنية كالسرقة والعنف وغيرها . كذلك فان هذا المنهج سيعمل للارتقاء بالمجتمعات اي اننا نستثمر العقول الشبابية المبدعة في العديد من المجالات ونسخرهم لخدمة وطنهم .
وكلنا يعلم اننا نمارس التفكير بشكل كبير يومياً وبصورة متكررة فنحن نفكر في كل شيء في الشراء والبيع والعمل , حتى عند استخدام كافة الوسائل المتاحة والمتوفرة لدينا وان طريقة تفكيرنا غالباً تحدد طريقة حياتنا وتعاملنا مع الاخرين , ومع الاحداث والازمات والمتغيرات , اي اننا بحاجة لصناعة الفكر، حيث ان الفكر هو الاداة التي وهبها الله للانسان لتحقيق اهدافه . اما التفكير فهو العملية والاساليب والمهارات التي تستعمل هذا الفكر للوصول الى الاهداف . وان جمود الفكر يعتبر من اسباب ضعف التطوير في مختلف جوانب الحياة . كما ان تطوير التفكير يعتبر من ابرز سمات اهل التقدم , لذلك نجد الغرب يركزون على تطوير سبل التفكير لابتكار البرامج والنظريات لتطوير الصناعات .
وصناعة الفكر يحتاج الى ارض خصبة تتوالد فيها الافكار , وتناقش ويعاد صياغتها , لتنتج كل ما هو حديث ومتطور , لصناعة مجتمع قوي . وحتى لا نكون اتباع في استخدام ما نستورده من تقنيات مما هب ودب نأخذ الجيد والسيىء دون تمييز . لذلك لا بد من صناعة التفكير منذ المهد ومنذ الصفوف الاولى للطلبة وفي اساليب التعليم وامتلاك المعرفة .
ان كبت الافكار يجعل من اوطاننا مكاناً للتعصب وارضاً خصبة لظهور تنظيمات تحرض على الانحراف . وارضاً للفتنة والعنف , ولقمة سهلة للآخرين . وكثير من الافكار مكبوته بسبب الخوف او العادات والتقاليد , وهناك من يكفّر هذه الافكار لسبب او لآخر , فكيف اذاً سيتم انتاج وصناعة الافكار الخلاقة المبدعة . والتقدم مستحيل بدون تغيير واولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير اي شيء، فالشعوب التي تعيش بفكر منغلق لن يحصل لديها تغيير حقيقي للارتقاء والتطور , حتى بالادارة حتى بطرق التعليم في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي , لذلك بقيت تلك المجتمعات منغلقة على نفسها لتعيش فيها التنظيمات الارهابية . بينما المجتمعات الواعية نجد فيها فكراً حراً منفتحاً وفق ضوابط وقابلة للتعايش بين كافة الاطياف المجتمعية وتعلم تقبل الاخرين . فنحتاج لفكر حر في كل شيء حتى في التقاليد والعادات والديانات , لان هناك واقع متغير متطور يحتاج الى اعادة تقييم جديد بمفاهيم جديدة مع المحافظة على القيم الاخلاقية الاساسية