التخفي الاجتماعي - د. رویتل عمیران
ھآرتس
الغد- لعلھ عید المساخر القریب، ھو الذي یكاد یجعل كل الاحزاب تغلف نفسھا بالقناع الاجتماعي
الذي یبدو أنھ اصبح حاجة اضطراریة في الانتخابات الحالیة. فلا یكاد أن یكون ھناك اي حزب، من الیمین وحتى الیسار لا یعرف نفسھ بأنھ اجتماعي. كلھا ترید أن تتباھى بالكلمة السحری ”اجتماعي“ – التي تتسرب إلى الناس بسھولة في الحنجرة وتسمح بسرقة اجندة الیسار، وفي
نفس الوقت تعریتھا من تداعیاتھا السلبیة التي الصقت بھذا المعسكر مثلما بالفكرة الاجتماعیة –
الدیمقراطیة. كلمة تسمح للأحزاب بأن تسیر مع وتشعر بلا. اما الحقیقة فھي كالمعتاد اكثر تعقیدا. بالنسبة لمعظم ھذه الاحزاب فإن القناع الاجتماعي یخفي حقیقة معاكسة.
اللیكود، الذي یتباھى بدعم بلدات المحیط ھو حزب لیبرالي جدید. في فترة حكمھ، اتسعت الفوارق بین الاغنیاء والفقراء، تقلصت المیزانیات للخدمات الاجتماعیة، ارتفع الإنفاق الخاص على التعلیم والصحة، وغلاء المعیشة رفض الھبو، اما الشقة فبقیت مثابة حلم بعید. ھنا وھناك
اعطیت اقراص لتخفیف الآلام، ولكن عندما یكون في بلدات المحیط سریر واحد لكل ألف مریض، من الصعب الحدیث عن الاجتماعیة.
لحزب ”كلنا“ نوایا طیبة، ولكن طالما یرتبط بحكومة الیمین التي سلم اولویاتھا ھو ضخ المیزانیات للمستوطنات والدفع بالرأسمالیة إلى الامام فإنھ لا یمكنھ أن ینفذ تغییرات ذات مغزى.
شاس و“یھدوت ھتوراة“ ھما أولا وقبل كل شيء حزبان اجتماعیان فئویان، سیكونان إلى الابد مستعدین للاكتفاء بالفتات القلیل الذي یلقیھ لھما الحزب الحاكم كي یسكتا فئتیھما. اما عن الیمین
الجدید والبیت الیھودي فلا مجال للحدیث. دولة الرفاه الوحیدة التي یعملان علیھا قائمة في المناطق (یقصد مستوطنات الضفة- تحریر الترجمة). وما الذي على رأس اھتمامھما ھو توسیع مساحة الدولة ولیس توسیع الخدمات الاجتماعیة. والمكسب الجدید لبینیت وشكید، الون وبركات، ھي مثابة خدعة لأھل الجنوب ومحبي كرة القدم. فما الذي تعرفھ عن دولة الرفاه؟
اما مناعة لإسرائیل ھو خلیط من المرشحین الذین لیس واضحا على الاطلاق ما الذي یربط بینھم. میخائیل بیتون ومیراف كوھن ستكونان في الصف الاول. ولكن لیس واضحا اذا كانتا ستنجحان في ان ترسما ھناك السبیل بدلا من أن تكونا قزمتي غانتس.
وحزب جیشر ھو الآخر وعد ما في الاتجاه الصحیح، ولكن في ھذه المرحلة لیس واضحا اذا كان سیجتاز نسبة الحسم، بل واكثر من ذلك لیست واضحة ما ھي الخطط الاقتصادیة لأورلي لیفي أبوقسیس.
وأخیرا، احزاب الیسار. العمل ھو بالفعل الوحید الذي یدعو إلى سلم الاولویات الاقتصادیة. مع النوایا الاجتماعیة لیحیموفیتش وشمولي لا مجال للجدال. ولكن ما تزال مسألة توزیع الاراضي في اساسات الحزب. طالما كان ملتزما بمجموعة القوة التي تمثلھا الكیبوتسات، فإنھ لن یكون بوسعھ أن یقترح عدالة توزیعیة حقیقیة.
میرتس یركز على جدول اعمال سیاسي وبشكل عبثي لا یتماثل مع جدول اعمال اجتماعي. جمھور مصوتین غیر قلیل لدیھ یأتي من الطبقة العلیا التي تسكن في الوسط.
الجبھة الدیمقراطیة للسلام، ھي حزب اجتماعي حقیقي. غیر ان جدول الاعمال الاقتصادي الذي یمكن للكثیرین من مواطني إسرائیل الیھود أن یتماثلوا مع اجزاء منھ، یضیع تماما في داخل البرنامج المناھض للصھیونیة في داخل برنامجھ المناھض للصھیونیة، الذي یسعى لجعل إسرائیل دولة كل مواطنیھا.
ما الذي تبقى للمواطنین أن یفعلوه حتى الانتخابات. ان یراجعوا المخططات الاجتماعیة للأحزاب وان یطالبوا بأجوبة، الا یشتروا الشعارات، او بكلمات اخرى: ان یزیلوا القناع عن الاحزاب.