عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jun-2025

«إخوان سوريا» يتبرّأون من الجماعة الأمّ :إسرائيل وإيران سواسية!
الاخبار
 
في موقف يكرّس حالة الانقسام التي تعيشها جماعة «الإخوان المسلمين»، وبشكل خاص في الملف السوري، أصدر فرع الجماعة في سوريا، بياناً أعلن فيه «تبرّؤه» من بيان أصدرته الأولى في وقت سابق، أعلنت فيه الوقوف إلى جانب إيران في العدوان الذي تشنّه إسرائيل عليها. وقالت الجماعة، التي لا تزال ممنوعة من العمل بشكل رسمي - في ظلّ قرار الإدارة الجديدة منع أي نشاط سياسي أو حزبي في الوقت الحالي -، وتمّ إبعادها من واجهة الإدارة، في ظل حضورها المتراجع خلال السنوات الماضية، واحتكار «هيئة تحرير الشام» معظم أركان السلطة، إنها «تتبرّأ من أي بيان يصدر باسم جماعة الإخوان المسلمين يوالي القتلة وينتصر للمجرمين»، وفق تعبيرها.
 
ورأت أن كلاً من إيران وإسرائيل «طرفان في مشروع يهدف إلى تبديل دين الأمة وإذلال شعوبها». وأضافت أنها تقف «على مسافة واحدة من جميع مشاريع الهيمنة والنفوذ التي دمّرت العراق وسوريا واليمن ولبنان»، رافضةً «الانحياز لأي طرف يسعى إلى تشويه الإسلام أو المتاجرة به»، ولافتةً إلى أن «بوصلة عملها ستبقى تحت سقفها الوطني».
 
ويتوافق الموقف الذي أعلنت عنه الجماعة، التي التزمت الصمت خلال الشهور الماضية، بشكل مباشر مع توجهات السلطات السورية الانتقالية، التي لم يصدر عنها أي موقف واضح حيال العدوان الإسرائيلي على إيران، على الرغم من توسيع إسرائيل احتلالها للأراضي السورية، واستعمالها المجال الجوي السوري للتصدّي للهجمات الإيرانية، في انتهاك مستمر للسيادة الوطنية.
 
ويأتي هذا في وقت تسعى فيه السلطات الانتقالية، برئاسة أحمد الشرع، لتوسيع قنوات التواصل مع إسرائيل، بدفع أميركي، عبر عقد لقاءات مباشرة وغير مباشرة في الإمارات وتل أبيب وآذربيجان، تمهيداً للوصول إلى اتفاقية أمنية، تضمن من خلالها إسرائيل سلطة الأمر الواقع على الجنوب السوري، الذي تريده منزوع السلاح، وتتبعها خطوات أخرى تتعلّق بالتطبيع بين سوريا وإسرائيل، بموجب اتفاقات «آبراهام» التي دعمتها الولايات المتحدة عام 2020، وأفضت إلى أكبر موجة تطبيع عربية، شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
 
ويأتي خروج فرع «الإخوان» في سوريا عن موقف الجماعة الرئيسية، بل ومعارضته إياه بشكل علني، بعد سنوات من المراجعة الداخلية التي أجراها مع صعود جماعات عديدة متشدّدة، ذابت في بوتقتها بعض الجماعات المسلحة التابعة له، الأمر الذي حوّل نشاطه إلى المجال السياسي (عبر الائتلاف)، حيث تراجع إلى أن وصل إلى نهايته مع سقوط نظام بشار الأسد، وحلّ الحكومة المنبثقة عن «الائتلاف»، وإنهاء نشاط الأخير.
 
ويستبطن هذا الموقف الذي يأتي في وقت بقيت فيه الحصص موزّعة بموجب علاقات شخصية على بعض أعضاء الجماعة بعيداً من النشاط الحزبي، محاولةً جديدةً من قبل الأخيرة للحصول على حصة في الإدارة، عبر توحيد سياستها مع سياسة السلطة، وخصوصاً بعدما ذكرت تسريبات إعلامية أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي يترأس حزب «العدالة والتنمية» المرتبط بجماعة «الإخوان»، نصح الشرع بالتزام الحياد تجاه التصعيد الإسرائيلي – الإيراني.
 
أيضاً، يتوافق إعلان الجماعة عداءها المباشر لإيران، مع توجّهات السلطات السورية الانتقالية، التي تعتبر إسقاطها لنظام بشار الأسد إنهاءً لنفوذ إيران في سوريا، وهي النقطة التي ارتكز عليها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في إعلان انفتاحه على دمشق.
 
وفيما يأتي الموقف الذي أعلنه فرع «الإخوان» في سوريا، وسط معاناته من حالة «شيخوخة» عمودية وأفقية، في ظل ارتفاع أعمار كوادره، وعجزه عن ضمّ كوادر شبابية جديدة - جراء استقطاب جماعات وقوى أخرى على الأرض في سوريا نسبة كبيرة من شبابه -، من شأن استمرار الوضع الحالي للجماعة، إدخالها في مرحلة موت سريري، خصوصاً أنها لا تمتلك حضوراً سياسياً أو ميدانياً في الملف السوري، فضلاً عن ذوبانها في بوتقة الإدارة الجديدة، وعدائها للجماعة الأمّ، وفروعها في المنطقة، التي ما زالت تتمسك بمبدأ العداء لإسرائيل، وترى في إيران داعماً للقضية الفلسطينية، والفصائل المقاوِمة.