عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Feb-2019

أنواع" للكاتب العماني الرحبي.. الكتابة بعین الكامیرا"
 
ّعمان – الغد ُ – تتقاطع مجموعة ”أنواع“ للكاتب العماني محمد بن سیف الرحبي، مع طرق التعبیر الجدیدة التي لعب عصر السرعة وتقدم التكنولوجیا دورا كبیرا في اجتراحھا على الصعیدین البصري والسردي.
وتنتمي ھذه المجموعة الصادرة عن ”الآن ناشرون وموزعون“، إلى فن القصة القصیرة جداً أو الومضة أو الإلماعة التي تقوم على الاختزال والتكثیف والصورة البصریة.
وھذه الطرق التعبیریة وإن كانت تنتمي للتراث العربي في جذورھا وسلالتھا التي عرفت بأدب
الرسائل، إلا أن القصة القصیرة جدا أو الومضة أو الإلماعة تختلف في موضوعاتھا ومقاصدھا وجمالیاتھا وسبلھا البلاغیة.
كما تفید القصة القصیرة جدا من الحقول الفنیة في تراسلھا مع السینما والدراما والشعر، وغیر ذلك من العلوم الطبیعیة وظواھر الكون، وربما ھذا ما أوحى للقاص محمد بن سیف الرحبي اختیار عنوان مجموعتھ ”أنواع“ التي تحمل القارئ لعدد من التأویلات.
وإذا كان العنوان في الكتاب الذي یقع في 77 صفحة من القطع المتوسط یمثل النافذة المفتوحة للتأویل فإن المفردة تقودنا لجیوش من الكلمات التي تتصل بالنوع، ومنھا: نوع الكتابة، أصل الأنواع، وھي الكلمة التي تشیر إلى التصنیف وتعدد الأشكال، أو اتفاق المتغیرات المختلفة باجتماع صفة توحدھا.
وكما یقول جیرار جینیت حول العلامات التي ینطوي علیھا أي كتاب، فإن اختیار لوحة الحمار العازف على العود وھو یغني وأمامھ نوتة موسیقیة توحي بنص قبلي ینطوي على المفارقة التي تحمل الضجیج الذي یملأ الدنیا بالنشاز.
ویقول الناقد عبدالله المتقي: ”یختار الرحبي عنوان ”أنواع“ لیسمي بھا مجموعتھ ھذه، واختاره أن یكون متسما بالعمومیة على شكل نكرة، وغیر مضاف إلى شيء، وبالتالي ھو لا یعطینا دلالة خاصة أو معنى محددا“.
وحتى في كل العناوین الداخلیة المرتبطة بالنصوص، فقد اختارھا الكاتب مفردة، بالتعریف وبالتنكیر، ومنھا الاسم أو الصفة أو الفعل، مثل:“طیب، فخامة، اطمئنان، معالیھا، تغییر، اختطاف، ضمائر، فاتورة، مواطن، تناقض، عبث، الراعي، وأغنیة“.
وھي كلمات مبھمة لا تدل على شيء دون ارتباطھا بالنص المتعین، وارتباطھا بالواقعة التي یسجلھا الكاتب بعین لا تخطئ الصید للموقف المفارق.
فالنصوص ھي لقطات قصیرة من الحیاة، یحدث أن تقع في الشارع أوالسوق أو العمل، ولكن القاص یعید مونتاجھا جمالیا ویثریھا بالموسیقى التصویریة واللقطات التعبیریة التي تمنحھا صفتھا.
ومن مناخات النصوص:“وھو ینام على إحباطھ رأى في حلمھ أنھ أصبح لاعب كرة قدم، أعطاه الحكم ضربة جزاء لأن ھناك من أسقطھ في المنطقة المحرمة، سددھا قویةً في الشباك، ورقص فرحا أنھ خرج من منطقة إحباطھ، لكن في الإعادات أثبت الحكم أنھا في الشباك الخلفیة“.
یشار إلى أن القاص محمد بن سیف الرحبي، قاص وإعلامي، من سرور بولایة سمائل العمانیة.
حصل على شھادة لیسانس لغة عربیة من جامعة بیروت العربیة، ودبلوم دراسات علیا من معھد
ُ البحوث للدراسات العربیة بالقاھرة، تسلم مدیر تحریر جریدة عمان، وخبیرا إعلامیا، ومراسلا لفترة لقناة LBC اللبنانیة، لھ عمود یومي في صحیفة الشبیبة العمانیة.
یعد الرحبي أحد كتاب القصة البارزین، ولھ اھتمامات بالكتابة المسرحیة وتجربة في كتابة الروایة، ولھ أكثر من عشرة كتب، منھا: (بوابات المدینة)، (ما قالتھ الریح)، (أغشیة الرمل)، (وقال الحاوي)، قصص، و(حكایا المدن)، سرد عن المكان، (شذى الأمكنة)، رحلات صحفیة، و(بوح سلمى)، الذي ترجم إلى الروسیة وفي الروایة (رحلة أبوزید العماني)، (الخشت)، (السید َّمر من ھنا).
فازت مجموعتھ (ما قالتھ الریح ) بجائزة النادي الثقافي للإبداع القصصي، وجائزة أفضل إصدار في الأسبوع الثقافي العماني، وفازت روایة (رحلة أبو زید العماني) بجائزة الشارقة للإبداع العربي في فرع الروایة، وروایة (الخشت) بجائزة جمعیة الكتاب العمانیین في فرع الروایة.