الدستور
العالم خاضع للسيطرة الصهيونية: الاقتصاد، الإعلام، السياسة، وحتى طريقة التفكير. مهاتير محمد.
نحن في عام 2026، وجيل الألفية بات يحكم الولايات المتحدة. هو الجيل نفسه الذي شاهد، على شاشة هاتفه، صور المجازر المروعة التي ارتكبها الصهاينة في غزة، وتابع تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو الجيل الذي عاين، بأمّ عينيه، السقوط الأخلاقي لبلاده حين زوّدت إسرائيل بالأسلحة التي قتلت الأطفال، ومنحتها الحماية في المحافل الدولية. وهو ذاته من خرج في مظاهرات مناهضة للمجزرة، فتعرض للضرب، والطرد من جامعته، والتشهير به.
جيل رأى كيف تُكمّم الأفواه خدمةً للكيان، وكيف تعبث الأموال الصهيونية بنخب سياسية فاسدة لا تحركها مبادئ، بل مصالح وأجندات مدفوعة الثمن. يتخذ الكونغرس قرارًا جريئًا بوقف الدعم العسكري للكيان الصهيوني، ومراجعة جميع الاتفاقيات العسكرية معه، وسحب استخدام حق النقض (الفيتو) دفاعًا عنه في الأمم المتحدة.
جيل الألفية لم تنطلِ عليه الأكاذيب التي لطالما ردّدها الصهاينة عن «القيم المشتركة» و»الأمن» و»تحقيق مصالح الولايات المتحدة»، أو أنها «قاعدتها المتقدمة» و»مخلبها في المنطقة». يكسر هذا الجيل حاجز الصمت، ويتخذ قرارًا لم يجرؤ أحد على اتخاذه من قبل: محاسبة الدولة المارقة المجرمة.
تبدأ اللوبيات الصهيونية بممارسة ضغوط هائلة على الإدارة الأميركية. ويهرع رئيس وزراء الكيان إلى البيت الأبيض، يستجدي الدعم، وينفّذ عمليات إرهابية يُلصقها زورًا بالمسلمين لتشتيت الأنظار. تُعقد الاجتماعات وتُكثف القمم، لكن كل ذلك لا يُجدي نفعًا.
ما يجري أصبح تهديدًا وجوديًا للكيان، فهو لا يستطيع الحياة دون الولايات المتحدة. فيقرر توجيه ضربة مباشرة لها، على أمل أن يعيدها ذلك إلى «صوابها».
تجتمع أهم العقول الصهيونية لوضع خطة لمجابهة الخطر الوجودي. يقترح أصغرهم سنًا توجيه ضربة عسكرية للولايات المتحدة، فيُطرد من الاجتماع بوصفه «غبيًا غرًا». ثم يتحدث أكبرهم سنًا، وأكثرهم دهاءً، ويطرح الخطة: كارثة اقتصادية يعقبها فوضى شاملة.
يبدأ حديثه قائلاً: «نحن من يُحرّك الاقتصاد الأميركي عبر الصناديق الخارجية، وأسهم الشركات، وأدوات التحوط، وصناديق الاستثمار العقاري. نُمسك بخيوط الإعلام، ونُهيمن على شركات التكنولوجيا. نملك تريليونات الدولارات داخل الولايات المتحدة وخارجها.»
«اسمحوا لي أن أنعش ذاكرتكم... ألا تذكرون المليارات التي قبضناها من شركات التأمين عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وأموال اللقاحات في جائحة كورونا؟ فقاعة شركات التكنولوجيا، وانهيار السوق العقاري؟ لم نراكم ثروات فقط، بل الأهم أننا وظّفناها في خدمة الكيان.»
«أسسنا وحدة 8200، جوهرة أجهزة الاستخبارات السيبرانية في العالم، ومقرها في ‹إسرائيل›. تتجسس وتقلب الحقائق. نُمسك بزمام أكبر شركات العالم: بلاك روك، فانغارد، وستيْت ستريت. شركات تمتلك مجتمعة حصصًا في معظم شركات الولايات المتحدة. يديرها صهاينة، وتخضع الجامعات لنفوذ رجالنا، أما العقول الأكثر تأثيرًا في الرأي العام، فهي تدين لنا بالولاء.»
«ولم نكتفِ بذلك، بل جنّدنا أكثر الشخصيات دناءة، كجيفري إبستين، للإيقاع بالساسة والاقتصاديين استغللناهم لاحقًا، وبنينا من حولهم أهم الملتقيات الاجتماعية والاقتصادية التي تضمن لأعضائها مستقبلًا زاهرًا... بشرط الولاء المطلق.»
«وكانت نتيجة كل ذلك نظامًا يخدمنا. في اللحظة التي نقرر فيها الانسحاب، ينهار كل شيء: من الخدمات المصرفية، إلى شركات التكنولوجيا، إلى الهواتف الذكية، ومنصات التداول، مرورًا بالصناعات، والهياكل القانونية، والمنظمات الدولية. كلها مترابطة، تتكئ على بعضها. ليست مجرد أعمال أو شركات، بل هي ضمانة بقاء الكيان.»
«ما نقوم به اليوم من زعزعة الثقة بالدولار، إلى إشعال الحرب الاقتصادية، إلى إسقاط هيبة الولايات المتحدة، وما يرافق ذلك من ذعر عالمي ليس سوى البداية.»
«إن لم تذعن لنا الولايات المتحدة، سنمضي إلى المرحلة الثانية من خطتنا: نهاية العالم كما نعرفه. وقد لا نتردد في تدميره بالكامل إذا شعرنا بوجود خطر وجودي يهدد الكيان. فعقيدة شمشون هي أحد أعمدة أمننا القومي: سنهدم المعبد على رؤوسنا ورؤوس أعدائنا، ونجرّ العالم إلى حرب نووية لا تُبقي ولا تذر.»
«لا تخشوا علينا... سننهض من تحت رماد العالم المدمّر، فقد أعددنا ملاذاتنا مسبقًا، وبنينا ملاجئ تحت الأرض، وزودناها بكل ما نحتاجه للحياة والبقاء.»
وبدأت المفاوضات مع ساسة العالم، تُرافقها رسائل تحذير صريحة: «ويلٌ لكم إن مسستم ‹إسرائيل›، فقد بتّم تعلمون جيدًا ما نحن قادرون على فعله!»
جميع الشخصيات والأحداث الواردة في هذه المقالة من وحي الخيال. وأي تشابه بينها وبين أشخاص أو وقائع حقيقية هو محض صدفة... أو لعلها ليست كذلك؟