كورونا .. يوحد الخطاب الإعلامي الموجه لجميع الأفراد
عمان - الدستور- حسام عطية - أكدت امسية حوارية متخصصة حول «الأعلام في مواجهة وباء كورونا «عقدتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني «تضامن» في بث حي ومباشر عبر منصتها على الشبكة العنكبوتية الـ «Facebook « ومن خلال تطبيق «زووم» على ضرورة أن يكون الخطاب الأعلامي متوازنا وموجها للجميع، يظهر الصورة المتكاملة للمجتمع، النساء والرجال يعملون معا في كافة المجالات والمواقع وعلى خط المواجهة بمواجهة فيروس كورونا.
و الأمسية الحوارية عقدت بمشاركة المستشارة بمعهد الأعلام الأردني عضو مجلس أمناء ولي العهد الأستاذة بيان التل والأستاذ الأكاديمي بجامعة البتراء الدكتور زياد شخانبة ومشاركة رئيسة جمعية «تضامن الاستاذة اسمى خضر، وادارت الحوار الصحفية الاستاذة رنا الحسيني.
واثنى المشاركون بالجلسة على الدور الفاعل للحكومة والاعلام تجاه ازمة كورونا وقالت التل «الحكومة سطرت نهجا جديدا ومهنية عالية ونامل ان يبقى هذا الانفتاح والشفافية ونشر المعلومة والتوازن « لافتة الى أهمية دور الاعلام في مواكبة الحدث وقالت « في البداية كان نقل التصريحات والبيانات والتعليمات كلها مفيدة وساعدت الناس على الالتزام وحدوث الانضباط بالمجتمع ولكن المرحلة الثانية / الحالية / تحتاج إلى التركيز على أثر الأزمة /الجائحة على جميع فئات المجتمع بمن فيها الفئات الضعيفة والهشة وفئة كبار السن والاطفال وذوو الاعاقة والفئات المهددة داخل الأسرة جراء العنف الاسري وغيرها من المواضيع والقضايا المتعلقة بما بعد الأزمة.
واشارت الاستاذة خضر الى اهمية ان يكون الخطاب الإعلامي مراعياً لاحتياجات الرجال والنساء ومعبراً عن إسهامات الرجال والنساء معاً في التصدي للوباء . وأن يوفر بيانات مصنفة حسب النوع وأن يراعي الاحتياجات المختلفة وقالت «يهمنا ان نعرف عدد المصابين الذكور والاناث» ويهمنا التركيز على الجهات التي تقدم الخدمات المختلفة بما فيه الخدمات الأساسية التي تحتاجها النساء .واضافت «بصراحة نحن نعتز بقدرة دولتنا وقيادتنا وجيشنا ومؤسساتنا الأمنية وشعبنا وإعلامنا على ضبط الايقاع المجتمعي بقدر عال من المسؤولية وهذا امر نأمل أن نراه دائماً وأن ينعكس على الاداء العام في المستقبل لاننا لمسنا كم كان الانضباط مهما وايجابيا.
وأضافت خضر «الانفتاح الاعلامي والمصداقية ادت الى المزيد من الالتزام والاحترام والثقة واذا واصلنا العمل بموجب هذا النهج بعد تجاوز هذه الازمة سيكون لذلك آثار هامة على تطور الحياة الديمقراطية والسياسية».
كما اكدت الاستاذة خضر على أهمية أن يكون الخطاب الاعلامي غير اقصائي لاي فئة، فكما هم الرجال بحاجة لخطاب يوجه لهم معلومات تهمهم، كذلك النساء والشباب وكبيرات السن، الارامل، النساء المعيلات، النساء بضائقة, اللاجئات العاملات الأجنبيات لافته الى ان الجمعية تتلقى يوميا عشرات الاتصالات من نساء معيلات لاسر او ازواجهن عمال مياومة او منفصلات عن ازواجهن ولا يستطعن تحصيل النفقة وغيرها من أشكال المعاناة، وهذه فئات يجب الالتفات إليها وارشادها لكيفية الوصول إلى الخدمات المتاحة، خاصة وان هناك صناديق وحسابات تتشكل وتتدار وجهات عديدة تعمل مثل وزارة التنمية الاجتماعية وغيرها لتوفير المساعدات والخدمات ولكن بعض الفئات المستهدفة لا تعرف كيفية الوصول لهذه الخدمات وقالت « نحن بحاجة للتنسيق والتكامل حتى نستطيع تقديم الخدمة والدعم لكل محتاج «، مثمنة الدور الكبير للناطق الاعلامي الرسمي وجميع القيادات الرسمية لدورها الفاعل أثناء هذه الأزمة
وزاد الدكتور شخانبة «ونحن نتحدث عن هذه الجائحة يجب أنسنة الاعلام بحيث يكون الاعلام انسانيا بعيدا عن اي نوع من التحيزات يتحدث بانسانية، وموجها للشخص كأنسان واعطى مثالا حيا على ذلك عبارة درج الوزير الأستاذ أمجد العضايلة تضمينها يوميا في ختام خطابه « حمى الله الانسانية جمعاء».
وتناولت الجلسة الدور الذي تلعبة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الاشاعات ودور مرصد الاعلام في معهد الاعلام في رصد وتحري الاشاعات وقالت التل «ان المرصد رصد في شهر اذار الماضي 67 اشاعة «وهي ضعف العدد عن الشهر الذي سبقه / ومعظم الاشاعات كانت حول فيروس كروونا .والاشاعات هي معلومات غير صحيحة وفيها تضليل كبير فاذا وصلت المعلومة الى ما معدله خمسة الاف شخص فهي اشاعة وعليه يرصدها المعهد ويتحرى ويتحقق مدى صحتها علما ان «الواتس اب» و»الفيس بوك» هما اكبر الوسائل لنشر الاشاعات والمخالفات والتي يرتكبها احيانا المؤسسات والاعلاميون «.علما ان الاشاعات تروج بالعادة ليلا .وعليه طالبت الناس بتحري الدقة واخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وتوخي الحذر في مشاركة الأخبار والمعلومات.
ولفت الدكتور شخانبة الى ان موضوع التوعية في ظل الازمات صعب جداً لاسيما وان البيئة الاعلامية العالمية تعيش حالة من الكثافة بالنشر وحسب وصفه «فيضان كبير بالمعلومات « والناس تتناقلها دون تحقق ولذا يحصل الالتباس والتهويل وما وصفة بـ»الخوف الهستيري « ونظرية المؤامرة بالفايروس وغيرها منبهاً إلى أن التهوين والاستخفاف بالوباء أيضاً له آثار وخيمة وقال «كل ذلك يشتت جهود التوعية الحقيقية».وعليه عول الدكتور شخانبه على أهمية الالتزام بالاخلاقيات الإعلامية والصحفية وأهمية الحرص على تقديم معلومات مفيدة وصحيحة ومن مصادر موثوقة.
وتاتي الأمسية ضمن فعاليات برنامج الاربعاء الثقافي التي تواصل جمعية « تضامن» عقدها وبثها عبر وسائل التواصل الإجتماعي في بث مباشر، علما ان الامسية حظيت بـ أربعة الاف و400 متابع/ة وستواصل الجمعية عقدها اسبوعيا بمواضيع وقضايا جديدة.