الغد
د.إبراهيم بني حمدان
عمان - يعد التقييم التربوي من أهم الركائز الأساسية في العملية التعليمية، فهو الأداة التي يتم من خلالها فهم ومعرفة مستوى الطالب ومدى تقدمه، مع تحديد نقاط القوة والضعف لديه، إضافة إلى اتخاذ القرارات التعليمية الصحيحة والمناسبة له، فقد أصبحت أساليب التقييم التقليدية غالباً ما تفشل ولا تؤدي الغرض الحقيقي لفئات التربية الخاصة نظراً لتنوع إعاقاتهم واختلاف مستوى شدة الإعاقات.
من هنا، جاء السعي إلى تحقيق العدالة التعليمية من خلال توظيف التقنيات الحديثة والذكية وأساليب القياس البديلة الذكية كمدخل حديث تركز على الفرد لا على الاختبار.
التقييم الذكي.. ما هو؟
يشير التقييم الذكي إلى وجود مجموعة متنوعة من الأساليب والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي AI والتي تهدف إلى قياس مستوى الأداء لدى الطالب بصورة مرنة وأكثر شمولية؛ حيث يعتمد هذا النوع من التقييم على تحليل السلوك وتتبع الأداء مع جمع البيانات أثناء التعلم، كذلك مراعاة الفروق الفردية والنمائية عند فئات التربية الخاصة ككل.
أهمية التقييم الذكي لفئات التربية الخاصة
تتراوح أهمية التقييم الذكي غير التقليدي في أنها تقدم صورة واقعية لقدرات الطالب الفعلية من دون الاكتفاء بقياس الحفظ أو التذكير، كذلك تسعى إلى التقليل من حدة القلق والضغط النفسي المرتبط بالاختبارات التقليدية، إضافة إلى دعم مبدأ الدمج التربوي من خلال تقييم يتناسب مع قدرات كل طالب على حدة مع مساعدة المعلمين والاختصاصيين وأولياء الأمور على اتخاذ القرارات التعليمية المناسبة المبنية على البيانات الدقيقة، وتعزيز استقلالية الطالب وثقته بنفسه من خلال التركيز بشكل مباشر على الإنجاز لا على الإخفاق.
أساليب التقييم الذكي
تتعدد أساليب التقييم الذكي لفئات ذوي الإعاقة، فمن أبرزها:
- التقييم القائم على الأداء: حيث يقاس تعلم الطالب من خلال تنفيذ مهام واقعية تحاكي الحياة اليومية.
- ملفات الإنجاز الرقمية التي تقوم بتوثيق تطور الطالب ومدى تقدمه عبر الوقت عن طريق الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية.
- الملاحظة الذكية المدعومة بالتقنية من خلال تطبيقات تقوم بتحليل السلوك والاستجابات أثناء التعلم.
- التقييم التكيفي الذي يغير مستوى الأسئلة وطبيعتها والمهام تلقائيا بناء على استجابة الطالب لها.
- الألعاب التعليمية الذكية؛ حيث تقوم بقياس مستوى المهارات الاجتماعية والعقلية للطالب بطريقة غير مباشرة ومحببة.
إن التقييم الذكي غير التقليدي يمثل توجها إنسانيا قائما على احترام الفروق الفردية والإيمان بقدرات جميع المتعلمين، بما يضمن تعلما أكثر عدالة وشمولية.