عمان - الدستور -شاركت الأردن مؤخرا في فعاليات النسخة السابعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث سنوياً، وقد لاقت إقبالاً حيوياً لافتاً من جمهور وزوار قلب الشارقة وعشاق التراث، الذين يعتبرون قلب الشارقة محطة أساسية يومية، حيث العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج التراثية التي ينظمها معهد الشارقة للتراث من خلال أيام الشارقة التراثية التي استمرت في مختلف مناطق ومدن الإمارة على مدار 19 يوماً بدءً من أول نيسان ، تحت شعار «حرفة وحرفة» بمشاركة 60 بلداً من بلدان العالم، وشخصيات وخبراء وإعلاميين يتجاوز عددهم 600 شخصية مهتمة في عالم التراث.
تقدير اماراتي للمشاركة الأردنية
كبريات الصحف الاماراتية فردت صفحات كاملة تتناول المشاركة الأردنية، وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية الـ 17:: «يسعدنا مشاركة الأشقاء الأردنيين في النسخة السابعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، وتشكل مشاركتهم قيمة مضافة لهذه التظاهرة التراثية الثقافية العالمية الكبرى، التي تأتي هذا العام تحت شعار: «حرفة وحرف»، كشعار جامع مانع، ويتسق مع شعار معهد الشارقة للتراث في صون التراث والحفاظ على الهوية الثقافية والخصوصية المحلية».
وتابع: تتميز المشاركة الأردنية بالتنوع والغنى حيث أنها واحدة من المحطات الجاذبة في الأيام، من خلال ما تقدمه من أنشطة وبرامج وفعاليات تعكس التراث الأردني. وتتزامن الفعالية مع احتفالات العالم بـ»اليوم العالمي للتراث» في الثامن عشر من نيسان ، وعن ذلك قال المسلم : نعده إحدى أهم المناسبات العالمية التي تؤكد مكانة التراث وضرورة صونه وحفظه ونقله للأجيال، ويؤشر على أهمية التعاون والتنسيق العالمي في مختلف شؤون وقضايا التراث، وإن ما يجمعنا كبشر في كل الحضارات والثقافات كثير جداً، ويستوجب التركيز عليه والاحتفاء به، وهو أحد عناصر وعناوين أيام الشارقة التراثية، ولا يمكن لنا التفريط في هذا اليوم أو تجاوزه وعدم القيام بما يليق به. يشارك في أيام الشارقة التراثية هذا العام، أكثر من 600 من الخبراء والباحثين والكتّاب والإعلاميين من أكثر من 60 دولة من مختلف بلدان العالم، بمشاركة 40 فرقة، من بينها 18 فرقة محلية، و 22 فرقة دولية. ويعكس شعار أيام الشارقة التراثية لهذا العام «حرفة وحرف»، استراتيجية ونهج الإمارة بشكل عام، ومعهد الشارقة للتراث بشكل خاص، من خلال الفعاليات التي ستنظم خلال الأيام». وأضاف المسلم : دوماً في جعبتنا الكثير الذي يستحق المشاهدة والمتابعة، وإنها دعوة مفتوحة، كما عودناكم منذ النسخة الأولى للأيام، من أجل التواصل والتفاعل، بما يسهم في تحقيق أهداف الأيام، المتمثلة بالعمل على تعريف الأجيال الجديدة على التراث، وأصالة الماضي.
دبكات وأزياء وحرف يدوية
خصوصية لافتة في حرفة السفافة الأردنية، إنها باستخدام أوراق الموز، وفقاً لضيفة مجلس الخبراء، الأردنية هديل الصبيحي، مدربة الحرف اليدوية، والمدربة المعتمدة للحرف اليدوية لدى الكثير من الجمعيات والمنظمات في الأردن، والمدربة في مركز إرادة لتعزيز الإنتاجية، وجمعية تواصل الثقافية والجمعية الثقافية الرعاية اللاحقة، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وجمعية صناع الحرف التقليدية. حيث تتحول أوراق الموز إلى تحف فنية جميلة من السلال والأطباق والحقائب، وغيرها من المنتوجات التراثية، الحافلة بالزخارف الإسلامية، ليكون الأول من نوعه في الأردن، وقد جاءت هذه الفكرة التطويرية لتسهم في تطوير المنتجات التراثية وإدخال الألوان بطريقة مميزة تدمج بين عبق الماضي وأصالة الحاضر.
وعرضت الصبيحي تجربتها في حرفة السفافة، وبدت الجلسة وكأنها ورشة عمل، حيث تضمنت عرض الكثير من منتجاتها المتنوعة، وكيفية صناعتها منذ اللحظة الأولى حتى تكتمل. وتعتقد المدربة الصبيحي أن الحرفي الناجح والمجتهد يميل بكل ثقة إلى ضرورة التعرّف على الخامات الجيدة، وكيفية استخدامها، بالإضافة إلى مقدرته على الابتكار، وتنفيذ وتوظيف الأعمال الحرفية في المجالات كافة، وما تجربة استخدام أوراق الموز وتحويلها إلى تحف فنية جميلة، إلا أحد الأدلة على الإبداع والتميز في عالم الحرف التقليدية.
وشكلت الفعاليات فرصة تعرف خلالها الجمهور وعشاق التراث على مختلف مكونات التراث الأردني من خلال تشكيلة غنية ومميزة من الفعاليات، حيث الفنون الشعبية والموسيقا والطرب الأصيل، وفنون تراثية متنوعة ومأكولات شعبية، وأزياء تعكس جمالاً فائقاً وألواناً زاهية ودقة في الصنع، التي يقدمها الوفد لتشكل لوحة كاملة عن تراث الأردن، والغوص في أعماق التاريخ والتعرف على الحضارات التي تعاقبت على الأردن، ما زالت آثارها باقية تدل عليها.
مها مراشدة باحثة في التراث شاركت في الفعاليات، وتحدثت عن الثوب الأردني الأصيل فقالت: الأثواب التقليدية لها جمالها وطابعها التراثي فهي تنسج وتطرز على مدى عدة أشهر وكانت تصنع باليد.
وتابعت «عرض الأزياء الذي تم تقديمه اليوم هو لأثواب أردنية أصيلة، ولم يدخل فيها أي نوع من أنواع التحديثات، وقد برزت الأشكال الهندسية والألوان والتي تأخذ وقت عمل من شهرين إلى 3 شهور سابقاً، ومع تطور الماكينات والأجهزة أصبحت تأخذ أسبوعين إلى 3 أسابيع، والمتعارف عليه بأن التطريز الأردني غير موجود في كل العالم، وذلك لدقته وجماله على الأثواب الأردنية الأصيلة.
القنصل الأردني: تراثنا منطلقنا للمستقبل
و قال د. سائد الردايدة، القنصل الأردني العام في الامارات في تصريحات صحفية: «إن إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تبهرنا دوماً بهذا الاهتمام بالثقافة والتراث، خصوصاً التراث العربي والثقافة العربية، والإيمان والقناعة المطلقة بأن التراث والحضارة هي المستقبل لنا ولأبنائنا.»، كما ثمن المشاركة الأردنية المميزة في الحدث.
نبذه عن أيام الشارقة التراثية
أيام الشارقة التراثية تظاهرة ثقافية تراثية مهمة ومميزة زاخرة بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية، ومليئة بالنشاط والحيوية والمعرفة والتسلية والترفيه، وقيمة حضارية وثقافية ومعنوية تقدمها إمارة الشارقة إلى دولة الإمارات والعالم العربي والعالم أجمع، ومحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري، كما أنها نموذج يُحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى، وتمثل وجهاً حيوياً من وجوه التراث الثقافي الإماراتي، بما توفره من مناخ مناسب لجميع الزوار، وخبرات تمكنهم من استكشاف جماليات حياة الماضي عبر أنشطة متعددة تلبي تطلعات أبناء الإمارات نحو الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة والموروث الشعبي الإماراتي. ويشارك العديد من الفنانين والمثقفين الأردنيين سنويا بالأنشطة التي تنظمها حكومة الشارقة وابرزها أيام الشارقة المسرحية ومعرض الشارقة الدولي للكتاب وملتقيات الانشاد والموسيقى والخط العربي وغيرها من الفعالياتالمنوعة التي وضعت الشارقة ضمن موقع بارز على خريطة المدن التي ترعى الفنون والثقافة في العالم.