عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2020

“وصمة كورونا”.. الخوف من المجتمع يهدد بانتشار الفيروس!

 

مجد جابر
 
عمان – الغد-  لعل الخوف من الإصابة بفيروس كورونا لم يعد أمرا “مقلقا” بحد ذاته لدى البعض، بقدر الخوف من مواجهة كل من الرفض العائلي والمجتمعي للمصاب، بل والتعامل معه وكأنه شخص “موبوء”، ولا بد من الابتعاد عنه، وأحيانا تحميله المسؤولية وتوبيخه مجتمعيا على إصابة لم تكن بيده.
وهذا ما يدفع العديد من الأفراد لتجاهل أعراض المرض عند الشعور بها، أو الإقدام على حجر أنفسهم بأنفسهم، من دون علم أحد، حتى لا ينفضح أمرهم أمام الآخرين كما يعتقدون!
انتشار الفيروس سريعا، وفي شتى أنحاء العالم، والحديث عنه في كل لحظة، والتحذيرات المتزايدة، وتضاعف معدل الإصابات والوفيات.. جميعها عوامل أوجدت لدى الأفراد حالة من “الهلع” بأن يكون هناك شخص من أفراد العائلة “مصاب” بالفيروس، معتقدين للأسف بأنها وصمة اجتماعية سترافقه طوال العمر ولن يستطيع التخلص منها.
وبالرغم من أن ما يجب إدراكه بالفعل، هو أن الإصابة بالمرض لا تعد وصمة اجتماعية، ولا بأي حال من الأحوال، فأي شخص معرض للإصابة بهذا الفيروس، وعليه فإن الإقدام على الفحص الطبي هو أقصر مراحل العلاج من هذا المرض وأهمها، وكذلك من أجل حماية عائلة الشخص ومحيطه.
وفي أكثر من مؤتمر صحفي، أكد وزير الصحة سعد جابر، أن الإصابة بفيروس كورونا مثلها مثل الانفلونزا، ولكنها تستدعي أي شخص يشعر بالأعراض أن يبادر ويذهب للفحص، لحماية نفسه ومحيطه، وهذا الدور الذي يقوم به هو وطني بامتياز، ومن يتصرف عكس ذلك فهو شخص غير وطني ولا تهمه صحته ولا صحة من حوله، ويعرض حياة الجميع للخطر.
ويعتبر اختصاصيون أن من ينظر للمرض على أنه وصمة اجتماعية “لديه نقص في الوعي والثقافة”، وأقل واجب يقدمه الشخص لوطنه ومجتمعه هو الإقدام على الفحص فور شعوره أو اشتباهه بالأعراض.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن هروب البعض من إجراءات الفحص لمعرفة الإصابة بالمرض أو لا، ذلك يكون لأسباب عدة، أهمها أن هؤلاء لديهم ضعف في المواجهة، ولا يوجد لديهم الدعم والمساندة من الأقارب، ولا يتوقعون الدعم من الآخرين، إلى جانب خوفهم الكبير من التعرض للنقد والوصمة من مجتمعهم.
ويبين أنهم شخصيات تحبذ الظهور دائما بأكمل وجه، ويحبون المديح المستمر، إلى جانب أنهم شخصيات تعيش بما يسمى الوعي الزائف، موضحا أنهم في هذه الحالة لا يعون جيدا خطورة هذا الأمر، ويفسرونه بطريقتهم الخاصة.
ويشير الخزاعي إلى أن الدراسات أوضحت أن هناك نسبة ما تزال تعتبر أن المرض غير خطير ويتعاملون معه كما يجب، مبينا أن الفحص لا يعد وصمة اجتماعية على الإطلاق، كما يعتقد البعض، إنما الشخص الواعي السليم هو الذي يقدم على الخطوات الاحترازية ويحمي نفسه وعائلته ومحيطه من أي خطر أو أذى قد يلحق بهم لأي سبب كان.
وهو ما يؤكده الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة الذي يقول “إن هذا الفيروس هو مرض طبيعي، وليس وصمة، كما يعتقد البعض، فأي إنسان معرض لأن يصاب ويشفى منه”، مبينا أن المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية هي التي تدفع الإنسان لأن يفحص لكي يتم علاجه، ولا يؤذي نفسه والآخرين.
ويشير إلى أن المرض لم يكن في يوم من الأيام عيبا أو وصمة اجتماعية، مبينا أن هناك الكثير من الأمراض الخطيرة والأوبئة التي أصابت العالم، ومرت بعدها الأمور بسلام، لذلك لا يمكن اعتباره شخصا “موبوءا اجتماعيا” عند إصابته بالمرض.
ويضيف مطارنة أن الشخص لا بد أن يكون لديه مسؤولية إنسانية وأخلاقية وشعور بالالتزام أمام عائلته ووطنه، بأن لا يؤذي أي شخص آخر، بسبب اعتقادات وهمية، إلى جانب أن الإقدام على الفحص هو أسهل وأسرع طريقة للعلاج إذا كان الشخص مصابا، وأفضل بكثير من العواقب بعد السكوت وإخفاء الأمر.
ومن الجانب الاجتماعي، لا يمكن اعتبار المرض وصمة، وفق مطارنة، فالشخص لم يقدم على الفعل من نفسه، مبينا أنه لا بد أن يكون لدى المجتمع الوعي الكافي بأن هذه مسؤولية اجتماعية وإنسانية تجاه الآخرين، وعدم الإقدام على الفحص “يعد” جريمة أخلاقية وإنسانية بحق الجميع.
ويلفت إلى أن كل شخص يجب أن يقدم كل شيء لحماية وطنه، وأبسط شيء هو أن من يشعر بالأعراض يقدم على الفحص، ومن يبتعد عن هذا الإجراء، يعرض نفسه والآخرين للخطر، وهذا يدل على أسلوب تفكيره السلبي، وعدم الوعي وعدم الثقافة، مؤكدا أن هذا المرض ليس وصمة عار أو عيب.