الدستور
لا أحد يستطيع أن يمنع مقاومة الشعوب لمحتليها وجلاديها وممتهني كراماتها، ولا يجب ان يحول أحدٌ ذو كرامة ونزاهة، بين الشعوب وكفاحها من أجل الحرية.
ولا أحد يمكن أن يحول دون الشباب الذين عزموا على افتداء شعبهم العربي الفلسطيني بأرواحهم، أولئك لهم التبجيل والمجد، فالاحتلال = المقاومة، هذه هي عقيدة شعوب العالم قاطبة.
كل شعوب العالم، باستثناءٍ وحيد، مع الحق والعدل والقانون، وضد الاحتلال والظلم والتمييز العنصري والديني والمذهبي، وضد جرائم الإبادة والتجويع الجماعية.
وبكل تأكيد فإن شعوب العالم مع المقاومة المشروعة بكل أساليبها، باستثناءٍ واحدٍ هو استهداف المدنيين في أي مكان في العالم.
شعوب العالم تنسجم مع شرفها وضميرها، فتتدفق إلى شوارع القارات منتفضة غاضبة ساخطة تدين وتحتقر جرائم الكيان الإسرائيلي، وتنتصر لمظلومية الشعب العربي الفلسطيني، وترفض ما يتعرض له، وتضغط على حكوماتها ومجالس نوابها التي أخذت تستجيب وتمتثل لمطالب شعوبها لمقاطعة ومعاقبة الكيان الإسرائيلي المتوحش.
أكثر الاستجابات لمعايير حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في الكرامة والحرية، نلمسها في التحولات الإستراتيجية المؤثرة التي تجري على مواقف الدول الأوروبية التي كانت تشكل حليفًا للكيان الإسرائيلي، الذي لطالما تاجر بالمظلومية والهولوكوست.
وقد كان لملكنا الفارس الهمام دور ملموس في دحض الرواية الصهيونية وفضحها، مما أسهم في التحولات الإيجابية التي جرت على مواقف دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وغيرها.
ان انتفاضة شوارع العالم لهي أرقى أساليب المقاومة وأشكالها، وأكثرها نزاهة وتأثيرًا على الإطلاق.
ان انتفاضات شعوب العالم، التي تفيض بها الشوارع والاستادات وساحات الاحتفالات، هي اليوم واحة الابتراد الكبرى لمعاناة أهلنا منكوبي قطاع غزة وأبناء الضفة الغربية المحتلة.
هذه الشعوب الحرة النزيهة تحشر اليوم، الكيانَ الإسرائيلي المتوحش في الزاوية الأضيق وتجرده من أهم اسلحته «الإفلات من العقاب»، الذي توكأ عليه، وسهّل له اقتراف جرائمه الموصوفة.
الإسرائيلي يجد نفسه اليوم مذمومًا منبوذًا مطاردًا في مطارات وشوارع ومطاعم وملاعب العالم، وهو ما بات ينسحب على اليهود في مختلف دول العالم، حتى أولئك الذين يقفون ضد الحركة الصهيونية لأسباب دينية أو أخلاقية.