عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

فتح» و«حماس».. ولا جديد ! - صالح القلاب

 الراي - غير معروف ما هو الجديد الذي جعل الرئيس محمود عباس (أبومازن) يقول إنه مصرٌّ على توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وأنه سيرسل وفداً إلى القاهرة لمتابعة هذا الملف: «نقول لهم نحن وإياكم شركاء في غزة والضفة والقدس تعالوا إلى كلمة سواء» لكنه لم يذكر اسم «حماس» على الإطلاق ولم يحدد ما إذا كان هؤلاء الشركاء الذين عناهم في تصريحه هذا هم «حركة المقاومة الإسلامية» أم غيرها وأغلب الظن لا بل المؤكد أن المقصود هو هذه «الحركة» والدليل هو أن هناك وفداً من «عنده» سيذهب إلى القاهرة لمتابعة هذه القضية.

والمعروف أنه منذ أن أعلنت «حماس» عن نفسها في عام 1987 والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) تطاردها من أجل الوحدة وعندما رحل، رحمه االله، في عام 2004 تناول راية «المطاردة» الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ولكن ورغم دخول مصر بثقلها على الخط وبذْلها لجهود مضنية في هذا الاتجاه فإن الأمور بقيت تتطور من السيِّئ إلى الأسوأ.
ثم وكان من الممكن أن تُفهم تصريحات (أبو مازن) هذه لو أن هذه الحركة لم تهاجم تشكيل الحكومة
الفلسطينية الجديدة بكل ما لديها من جمل ومفردات قاسية ولو أن الرئيس الفلسطيني «طعّم» هذه
الحكومة «الفتحاوية» ولو «بمتناغم» مع هذه الحركة مما يعني أنَّ الوفد الذي سيذهب إلى القاهرة هو مجرد إستجابة لرغبة مصرية ربما لها علاقة بصراعها المحتدم مع الجماعات الإرهابية.
من الواضح أن «حماس»، التي ذهبت بشوط التباعد عن منظمة التحرير و«فتح» والسلطة الوطنية أكثر من اللزوم، لم تأخذ ما قاله (أبو مازن) على محمل الجد وأنها لم تتوقف عنده طالما أنه قد أصبح لها طريقها الخاص وطالما أنها كانت قد سمعت من الرئيس الفلسطيني تصريحات قاسية لم يتلاش صداها بعد، اتهمها فيها بالتورط في مؤامرة عنوانها اقتصار الدولة الفلسطينية المنشودة على قطاع غزة وحده وبناءً على «صفقة القرن».
إنه يسعدنا أن يقول (أبو مازن)، الذي نكن له كل التقدير والاحترام، هذا الذي قاله فالوحدة الوطنية هدف نبيل يجب تحقيقه حتى بتقديم التنازلات المتبادلة بين «فتح» و«حماس» لكن ورغم هذا فإنه لا بد من تذكر بيت الشعر العربي القائل:
فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ويقيناً أنه غير جائز وغير مطلوب أن يكون بيت الشعر هذا عنواناً للعلاقات الفلسطينية - الفلسطينية.