الدستور- عام صعب مر على الوسط الفني والثقافي تمازجت فيه النجاحات مع الفشل والزواج مع الطلاق ورحيل وغياب هكذا كانت ملامح عام 2019، ويبدو أن مراسم استقبال العام الجديد ستغيب هذا العام عن المشهد اللبناني بسبب المظاهرات المطالبة بالإصلاحات والتي أبعدت متعهدي الحفلات عن وضع برامج قد تكون خاسرة لاستقبال العام الجديد جعل الاحتفال هذا العام باهتا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان.

 

الدراما العربية 2019 انتاجات ضخمة بصورة باهتة وتفوقت الكمية على النوعية ليبدو موسما مخيبا للآمال حيث شهد موسم 2019 حركة درامية انتاجية ضخمة وانتجت عشرات الأعمال الدرامية وانما تأرجحت بعض الأعمال وكانت أقل من المستوى المطلوب وخيبت آمال الكثيرون من متابعي الدراما وتفوقت الصورة على الأداء والكمية على النوعية وغابت البراعة عن بعض الأعمال لتبدو أقل ألقا، كما في السابق؛ إذ انطفأت أنوارها وخفتت بهجتها لأسباب عديدة أهمها غياب نجوم كبار بالوطن العربي عن المشهد الدرامي بسبب تدني الأجور وهيمنة الشللية، إلا ان بعض الأعمال أنقذت الموقف بجذب المشاهدين ولفت انتباههم رغم الصعوبات التي فرضتها الظروف الانتاجية على الدراما.

ففي سورية رغم ان الانتاج هذا العام تعدى الثلاثين عملا فنيا» تنوعت بين الاجتماعي والبيئي والتاريخي والكوميدي ولكن لم تفلح جميعها في ايجاد مكانة لها في سوق العرض والتوزيع وجذب المشاهد وبالعودة لبعض استفتاءات الصحف والمجلات والمواقع كانت أفضل الأعمال التي تم عرضها على الشاشات الرمضانية والتي نالت أكبر نسبة مشاهدة هي مسافة أمان ودقيقة صمت وعندما تشيخ الذئاب وفوضى.

بينما تراجعت شعبية الأعمال البيئية التي تكررت كفكرة وأجزاء فقدت بريقها وتعثرت كباب الحارة وطوق البنات باستثناء سلاسل دهب الذي وجد له مكانة على الخارطة الرمضانية، وفي الدراما التاريخية برز مسلسل مقامات العشق كأفضل عمل تاريخي، وفي الأعمال ذات الانتاج المشترك تفوق الهيبة على نسبة عدد المشاهدات جماهيريا رغم التكرار في الصورة، بيد أن الموسم الحالي سيخرج من عباءته لتحل السورية ديمة قندلفت بعد نادين نجيم ونيكول سابا وسيرين عبد النور.

أما أفضل الاعمال المصرية لعام الـ2019 حسب رأي النقاد والصحفيين والمتابعين فجاء مسلسل كلبش وزلزال وزي الشمس ولمس اكتاف وقابيل في مقدمة الاعمال التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية رغم فورة الانتاج المصري لهذا العام وغياب النوعية ووجوه نجوم الصف الأول الذين رحلوا وذكراهم مخلدة، بيد أننا فقدنا العديد من الأسماء الكبيرة هذا العام في عالم الفن الأمر الذي ترك أثرا» سلبيا وحزنا كبيرا في قلوب محبيهم، وكذلك تكلل هذا العام لبعض المشاهير بالزواج وبعضهم رزق بمولود جديد وللأسف بعضهم وصلت بهم مشكلاتهم الزوجية الى أبواب المحاكم وبالتالي الطلاق.

اذا» ماذا حمل عام 2019 للمشاهير على جميع الأصعدة (مشاهير غيبهم الموت عام 2019 ووصية عزت أبو عوف المثيرة للجدل ) شهد النصف الأول من عام 2019 حالة من الحزن خيمت على الوسط الفني والثقافي العربي خاصة بعد رحيل أحد عشر نجما «من نجوم الفن بداية شهر يناير وكان في مقدمة هؤلاء الفنان الراحل سعيد عبد الغني الذي فارق الحياة بعد وعكة صحية أثر التهاب رئوي حاد، كما توفيت الفنانة نادية فهمي بعد صراع طويل مع المرض وفي وأبريل توفي الفنان اسماعيل محمود، وترك رحيل الفنان محمود الجندي عن عمر ناهز الـ74عاما بعد معاناة طويلة مع المرض أثرا» كبيرا» في الوسط الفني، وتوفيت هذا العام الفنانة محسنة توفيق عن عمر ناهز الثمانين عاما أيضا» بعد صراع مع المرض.

وفي يونيو توفي الفنان القدير محمد نجم بعد صراع مع مرض عضال، وفي نفس الشهر توفي الفنان محمد أبو الوفا، وصدم الوسط الفني بوفاة الفنان عزت أبو عوف بعد تدهور الحالة الصحية له وحضر عزاءه كبار النجوم كعادل امام وأحمد السقا ميرفت أمين تامر حسني وحسين فهمي وغيرهم وكان أبو عوف قد طالب بحرق جميع أعماله بعد وفاته ومنعها من العرض على الشاشات خلال تصريحاته أثناء تكريمه في مهرجان نجم العرب حيث قال كرموني وأنا حي واحرقوا أعمالي بعد وفاتي، بيد أنه تراجع في تصريحاته اللاحقة واعتبر أن كلامه قد تعرض للتحريف والتبديل ووصفها بالشائعات السخيفة، وكان قد شغل منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي منذ عام 2008 وهو خريج كلية الطب. .سفيربرس ـ نيويورك