عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2019

السکان رسموا حدود الجولان - لندن یارون
یدیعوت أحرونوت
 
مرتفعات الجولان بعیدة عن ”صخرة وجودنا“، ولكن معظم الجمھور الیھودي یؤمن بوجوب التمسك إلى الابد بھذا الاقلیم من البلاد الذي احتلھ السوریون. ھذا الاجماع الواسع جدا لا یوجد حتى بالنسبة لسیطرتنا في القدس. والآن، بعد اكثر من نصف قرن على الاحتلال، اعترفت  الولایات المتحدة ایضا بأن المؤقت أصبح دائما. ھذا مثال مسل على الشكل الذي تتقدس فیھ حدود الدول.
بدایة القصة في 1924 ،حین قررت بریطانیا وفرنسا بأن تقع الھضبة في الجانب السوري الخاضع لحكم فرنسا. وھكذا استجابوا لارادة الامیر محمود الفاعور، رئیس القبیلة البدویة بني فضیل ممن كان أھلھا یقطنون بین القنیطرة والنھر. فلو لم یرفض الامیر الانفصال عن القصر الذي بناه في مفترق وسط في شمالي الجولان لكان من شبھ المؤكد ان انضمت الھضبة إلى اراضي الانتداب البریطاني في بلاد إسرائیل ولكان التاریخ اتجھ في وجھة مختلفة عن تلك التي سار فیھا.
نحو 20 سنة، من نھایة حرب التحریر وحتى حرب الایام الستة وقعت على طول الحدود مئات الحوادث التي لم یبادر السوریون الیھا جمیعھا. ومع ذلك تخلفت الحكومة في استغلال الفرصة التي وقعت لھا خلال الحرب. وفقط في 9 حزیران، بعد أن تبین ان الجیش السوري انسحب من الھضبة كي یستعد لحمایة دمشق ان الاتحاد السوفیاتي لا یھرع إلى نجدة حلیفھ وانھ بعد قلیل سنضطر إلى وقف النار، عندھا فقط وافق موشیھ دایان، وزیر الأمن، الامر بالعملیة.
لو انھ تردد لیوم واحد آخر، لكانت الفرصة فاتت، ولو تقدم بیوم واحد لوصل الجیش الإسرائیلي إلى ضواحي دمشق. ینبغي الافتراض انھ لولا فرار 130 الفا من سكان الھضبة وتدمیر مئات قراھم، لكان الخلاف على مستقبل الجولان مشابھا للخلاف على ضم الضفة الغربیة. كل واحدة من ھذه الامكانیات كان یمكنھا أن تغیر وجھ التاریخ. لیست القرارات المتوازنة لمؤسسات الدولة ھي التي قررت مستقبل الھضبة منذ الحرب ایاھا. فقد انجرت المؤسسات وراء حفنة من الطلائع، اھمھا یھودا ھرئیل، رجل كیبوتس منیرا، الذي اراد ایقاظ الحركة الكیبوتسیة من غفوتھا وان یضع امامھا ھدفا باعثا على التحدي.
ومع انتھاء الحرب، وبصحبة بضعة شبأن، ومساعدة بضعة اناس فعل مجربین، استوطن الزوجان ھرئیل مع طفلیھما التوأمین في البلدة السوریة الفارغة القنیطرة. وخطوة إثر خطوة، بعناد مثیر للعجب، في ظل استغلال الاتصالات الشخصیة، وفي ظل سحر زعماء حركة العمل الذین تذكروا عھود صباھم الرومانسیة، وضع ھرئیل ورفاقھ الاساسات للاستیطان في الجولان، وكلما نما الاستیطان على وجھ الارض القفراء ھكذا تعززت الصلة العاطفیة التي بینھا وبین مواطني إسرائیل. اما التخوف من رد فعل الرأي العام الإسرائیلي فھو السبب الاساس لاخفاق كل المحاولات للوصول إلى اتفاق مع الحكام في دمشق. أولیس ھذا مثال ممتاز على الدور الحاسم للطلیعة في تصمیم التاریخ؟
ان الخطوة البراقة للغایة التي احدثھا اناس الجولان وحلفاؤھم ھي تحریك حكومة بیغن لتشریع
قانون الجولان في العام 1981 والذي یطبق القانون والقضاء الإسرائیلي على ارض محتلة دون الاعلان عن ضمھا. مناحم بیغن، الذي اراد التكفیر عن الآنسحاب من سیناء، تأثر بالادعاء بأن ملیون مواطن وقعوا على عریضة ضد التنازل عن الھضبة، غیر أن زعماء الاستیطان رفعوا الزعیم التعب: عدد الموقعین لم یربوا على بضع عشرات الآلاف.
صوت الجمھور الزائف أحدث القانون الذي یشترط الغاؤه (وفقا لقانون سن بعد بضع سنوات من ذلك) باغلبیة كبیرة في الكنیست وباستفتاء شعبي. لھذا القانون، مثلما ھو ایضا الاعتراف الأمیركي لیس لھ قیمة من ناحیة القانون الدولي. أو حتى رأي كل الحكومات باستثناء تلك التي في واشنطن، ولكن إسرائیل تحتاج فقط إلى بضع مئات السنین من الوجود إلى أن یعتاد العالم.