عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Mar-2019

المناطق الفلسطینیة تعج بالتحریض - نداف شرغاي
إسرائیل ھیوم
 
الارھاب الفلسطیني بأشكالھ لا یحتاج إلى تبریرات واسباب للقیام بالمزید من الارھاب ضد إسرائیل. یكفي النظر إلى قائمة العملیات الـ 480 الكبیرة، التي تم احباطھا من قبل الشباك في السنة الماضیة 2018 ،وقائمة الـ 55 عملیة الكبیرة التي تم تنفیذھا، من اجل أن نستوعب صورة الوضع. عن كل عملیة مھمة حدثت، تم احباط تسع عملیات مقابلھا.
ھذا المعطى الاساسي لم یتغیر. ورغم ذلك المحرضون والمثیرون، سواء في السلطة أو في حماس، یتمتعون في الفترة الاخیرة من ظروف ”مریحة“ بشكل خاص: ازمة اقتصادیة شدیدة في غزة، خصم 50 في المائة من رواتب الموظفین في الضفة (بسبب استمرار دفع رواتب لعائلات الارھابیین)، وفوق كل ذلك عودة فریة ”الاقصى في خطر“، ھذه المرة ترضع من قضیة ”باب الرحمة“. إسرائیل تحاول منذ بضعة اسابیع الرقص ھناك في عرسین: أن تمنع مواجھة واسعة وأن تمنع انشاء مسجد خامس في الحرم.
على الاقل في ھذه الاثناء ھذان امران لا یسیران یدا بید. ولكن إسرائیل تمتنع بإرادتھا وتقفز عنھما. والنتیجة ھي ازمة مستمرة یمكن أن تشتد أكثر، وأیضا تحریض كبیر في الشبكات الاجتماعیة تقف من ورائھ حماس ورجال الاخوان المسلمین في القدس الذین یدعون إلى انتفاضة باب الرحمة.
ھذا الزیت الدیني الذي یصبھ من یقولون ”الاقصى في خطر“ على شعلة النزاع، لھ تأثیر فوري.
تجربة الماضي غیر البعید (2014 – 2017 (تعلم أن عشرات العملیات تم تنفیذھا، طعن الیھود أو اطلاق النار علیھم لأنھ تم تحریضھم على التصدیق أن الاقصى في خطر. فقط كشف منفذ العملیة أو المنفذین أمس سیبلغنا اذا كانوا ربطوا بین الاقصى وعملیة القتل التي نفذوھا.
حماس على كل الاحوال سارعت منذ أمس إلى فعل ذلك عندما باركت العملیة واعتبرت أنھا رد أیضا على اغلاق باب الرحمة وعلى ما یحدث في القدس وفي الحرم.
مھما كان الامر، فإن الارض ملیئة بالتحریض حتى بدون قصة الاقصى. أبو مازن الذي بید یساعد اكثر من مرة إسرائیل في منع الارھاب واعتقال القتلة یقوم بالید الاخرى بدعم وزیادة التحریض والاكاذیب والكراھیة وتعظیم الارھاب. ھكذا سمح لنفسھ (قبل اسبوعین تقریبا)، جبریل الرجوب، أحد المرشحین لخلافة أبو مازن، بالحدیث عن أنھ ”في كل مدینة فلسطینیة، من رفح وحتى جنین، ھناك اوشفیتس إسرائیلي من اجل ذبح الفلسطینیین“.
عضو اللجنة المركزیة في فتح عباس زكي یفسر نظریة عرفات ویوضح أنھ من ناحیة مبدئیة البندقیة ما تزال خیارا، في حین أن أبو مازن نفسھ یوضح أن ”رواتب الشھداء والسجناء والمصابین لدینا ھي خط احمر“. وأن الشھداء وعائلاتھم والمصابین والسجناء ھم مقدسون وسیواصلون الحصول على رواتبھم.
في نفس الوقت یربي الفلسطینیون أیضا جیل مواصلة الارھاب. في الكتب التعلیمیة للاطفال مكتوب أن حائط المبكى ھو المكان المقدس للمسلمین بصورة حصریة وأن إسرائیل متھمة بأنھا تحفر تحت الحرم من اجل ھدم مساجده. من خرائط فلسطین التي لدیھم تغیب مدن اسست من قبل یھود ارض إسرائیل في العصر الحدیث مثل تل ابیب ونھاریا وبیتح تكفا أو نتانیا. وفي المقابل تشمل عكا وحیفا وصفد والناصرة ویافا وبئر السبع. ایلات تظھر ھناك باسم أم الرشراش.
ھذا فقط جزء من ”ارضیة الوعي“ التي یتربى علیھا منفذو العملیات وینمو الارھاب. مشاجر الانتخابات بین اللیكود وازرق ابیض تبدو على ھذه الخلفیة كأمر ھامشي تماما وبعید عن الواقع. باعتبارھا شجارا تافھا بین الیمین والیسار على ”بیضة فلسطینیة لم تولد بعد“.