عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jun-2019

حسن ابوعلي او «مدبولي الأردن».. حارس الثقافة وراعي الفقراء..

 

الدستور - محمود كريشان - يحنو على كتبه ويتوشح اوراقها مدمنا حبر المطابع.. يتقوقع في كشكه التراثي في قلب عمان، ويقسم بأغلظ الأيمان انهم لو خيروه بموقع جديد لهذا الكشك في ارقى عواصم الدُنيا.. لاختار وسط البلد في عمان.. وتحديدا في تلك الرقعة الاستراتيجية من شارع فيصل.. مهبط عشقه وصبره.
حسن البير.. الشهير باسم «حسن ابوعلي».. حكاية عمانية عنوانها ومضمونها «الصبر والرضا».. الانتماء والولاء.. حكاية اردنية مجبولة بالعشق الاسطوري للعاصمة الهاشمية الابية «عمان» وشريان قلبه الموصول بوسط المدينة والذي التصق به ردحا من الزمن والعشق والوجد منذ سنة 1947 وحتى يومنا هذا.
ابوعلي.. او «مدبولي» الاردن.. امتثالا لـ»مدبولي» القاهرة ، لا يزال راهبا في محراب الكتب ورفوفها.. ابدا لا يبحث عن الربح والتجارة، لان اكثر ما يسعده ان يقوم الشباب باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل على شراء كتاب وفي معظم الاحيان يقسم ابوعلي بأغلظ الايمان انه لا يتقاضى ثمنه من المشتري، فهو المسكون بان يكون في كل بيت مكتبة ورواية وحكاية وقصة؛ لأنه المؤمن كل الايمان بأهمية الثقافة باعتباره وزير الثقافة الشعبي كما يحلو للمثقفين تسميته.
حتى ولو قالوا «ابوعلي.. عظامه ذهب».. نقول ايضا لكن «ما في جيبه ليس له»!
فهو يمنح ويعطي بسخاء ويحنو على الفقراء ومن تقطعت بهم السبل من المثقفين واهل السبيل حتى الوافدين، فهو كريم بامتياز ، معطاء بلا حدود، لا يألوا جهدا في عمل الخير وبصمات احسانه تمتد في ارجاء المدينة.
حسن ابوعلي.. لا غرابة ان تجده مغادرا كشكه.. لكن في عمان ومع اهلها وتجارها وعشاقها.. تجده تارة عند صديقه التاريخي «شهبندر تجار الذهب» الحاج المهندس خلدون سالم العقايلة.. ولدى العماني الأنيق الرشيق.. تاجر الساعات الثمينة المثقف بامتياز الاستاذ عمران عبداللطيف الذهبي.. والى جاره التاريخي العابق برائحة القهوة والهيل والكرم احد ابرز وجهاء عمان مازن عبدالرزاق الشربجي.. وجيرة الرضا مع مالك اشهر محال الحلويات في الاردن هاني محمود حبيبة، وقس على ذلك مقدار العلاقات التي يتمتع بها ابوعلي مع تجار عمان وعشاقها.
في كشك الثقافة.. لا غرابة ابدا ان تلتقي برئيس مجلس الاعيان الاستاذ فيصل عاكف الفايز وبرئيس مجلس الاعيان الاسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، ورئيس الوزراء السابق العين الدكتور معروف البخيت، ورئيس الديوان الملكي الاسبق د. خالد الكركي، ووزير الخارجية الاعرق د. عبدالاله الخطيب، ووزير الاعلام السابق الزميل راكان المجالي، والعين المحامي الالمعي اديب الجلامدة، وصديقه التاريخي الكاتب والمحلل السياسي البارز الاستاذ محمد خروب.. تجد قضاة، وزراء، سفراء.. مثقفين وسياسيين.. ولا غرابة ان تجد من تقطعت بهم السبل واصابهم شيء من عطفه رغم فقره وعوزه.
حسن ابوعلي الذي يتدثر بكتبه ويلتحف كشكه منذ عشرات السنين، لكنه يمنح خصوصية الرعاية لتلك الكتب التي تتحدث عن عمان ومن هذه الكتب مؤلفات الاديب الراحل عبدالله رشيد وأرسلان رمضان وسليم قونة، وكتب أخرى مثل سيرة مدينة «عبد الرحمن منيف» ومحطات في رحلتي مع الحياة «هيفاء البشير»، وبين الطب والسياسة «زيد حمزة»، و أبناء القلعة «زياد قاسم» وبنات عمان أيام زمان «عايدة النجار» وذكريات الزمن الجميل «فؤاد البخاري» والمحطة للطبيب العماني العريق موفق خزني كاتبي وذكريات عمان أيام زمان «غالب ابو صالحة» وكل المؤلفات التي تتحدث عن عاصمة هاشمية ابية.. عشقها ابوعلي.. وترنم مطولا في روائع الغناء القشيب المنذور لمعشوقته «عمان» و:
عـمّان في القلب أنت الجمر والجاه ببالي عودي مري مثلما الآه
لو تعرفين وهل إلاك عارفة هموم قلبي بمن بروا وما باهوا
من السيوف أنا أهوى بنفسجة خفيفة الطول يوم الشعر تياه
سكنت عينيك يا عمان فالتفتت إلي من عطش الصحراء أمواه
وكأس ماء أوان الحر ما فتئت ألذ من قُبلٍ تاهت بمن تاهوا