عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jul-2020

«كورونا».. وعالمنا الافتراضي - سامر محمد العبادي

الراي -  يبدو أنّ عناوين الحكاية لهذا الوباء تشكّلت، وبات واضحاً أنّ العالم الذي انشغل جمع من المنظرين والمفكرين والمتأملين بالبحث بكيفية ملامحه ظهرت عناوينه العريضة: هموم اقتصادية عريضة ودولٌ تكابد بالبحث عمّا اهتمت فيه وما أهملته، وتحسست مكامن قوتها ونقاط قصورها.

أيضاً، المجتمعات الإنسانية حملّت وزراً كبيراً، إذّ بات شكل العلاقات الإنسانية من صداقات وسواها من العلاقات متحوراً، فظروف الحركة والتنقل أبعدت كثيرين وقربت آخرين، فالجائحة طالت كل طبائع الحياة.
يعدّ اليوم بعض الفوائد وينشغل آخرون بالأرقام، ومعدلات الانكماش والنمو، ولكن، هناك حسابات فردية للبشر كما الدول تتعلق بمكامن قوة ما حصلوا عليه من هذه الظروف، ورصيد حضورهم الاجتماعي، وعلاقاتهم الإنسانية.
وفي الفرد تكمن الحكاية، فـ «كورونا» ليس مرضاً حاولنا تجنبه، واتبع معظمنا ما بوسعه للتقيد بساعات الحظر والتباعد الجسدي، والتقارب الإلكتروني، حيث الوقت الفسيح «الممل» لدى كثيرين، بل هو شكل حياةٍ فرض «قسراً» متغيرات اجتماعية صداها نجده في ما تعج به منصات التواصل الاجتماعي من «حكمٍ» ضائعة وأخرى مستجلبة لمّن يبحثون عن ضالتهم بـ «الشكوى».
ما بعد الحكاية، هو الأهم، الذي غاب وما زال دوره ملحاً بالحضور، خاصة لدى شريحة شبابنا، وهم الشباب الذي ترك أسير وهم «التنميط» واستجلاب اليأس المحكوم بخلاصات لتجارب كتاب وأدباء وغيرهم، كانت نتاج ظروفٍ مغايرة لعالمنا، وهذا التشظي الملحوظ بالعلاقات الإنسانية ومفاهيم الفضيلة نظير فراغ لم يتقن أصحاب الدور ملأه.
ولتقريب الصورة، أكثر، فلنتأمل ما تعج به اليوم منصات التواصل الاجتماعي، من محتوىً يحمل في مضمونه قيماً تعزز «الفردانية» وتحث على الأنانية المفرطة، فكأن هنالك ما صمّ عنه السمع وما عززه العيش بعالم «السوشيال» على ضفاف الشكوى إثر هذه الجائحة.
وقد يكون كاتب هذه السطور على خطأ، أو أنه لمّ يتقن فن الربط بين الجائحة والمعاش بعدها، ولكن، هنالك ما يتوجب الانتباه إليه عبر منصاتنا، فالذي يجري ثقافة «كره» عميقة مؤججة بمشاعر سلبية تتراشقها الأنامل مدفوعة بتجارب «وهمية» أو أنصاف تجارب..
وما يجري هنالك يستوجب السؤال عن غياب المثقف والأديب والصديق الحقيقي عن الشبكة، أو حضوره على استحياء مصحوب بالإحجام عن التفاعل.
الأزمة أثرت عميقاً في علاقاتنا الإنسانية، فغياب التكامل لبرهة من الزمن كشف حجم «التفاضل» الموهوم عبر منصاتنا، التي بات كثير منها يعج باليأس أو الأنانية أو الكره، أو السخرية، وغيرها من المفاهيم المستعجلة كـ «التنمر».
عمراننا الإلكتروني بات بحاجةٍ إلى مقدمة على غرار تلك المهجورة عن عمراننا البشري، فما بعد الحكاية ليس كما قبله، يبدو..!
Samer.yunis@live.com