عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

لوم الذات والترکیز علی السلبیات یفقدانك النجاح

 

علاء علي عبد
عمان–الغد-  عندما یشعر المرء بأن الأمور تسیر عكس رغباتھ، یكون علیھ بدایة التنبھ إلى أن المشاعر القویة التي تنتابھ لیست سوى فقاعات كاذبة.
عندما یجد المرء نفسھ تأخر في الاستیقاظ من النوم ووصل مكتبھ متأخرا نصف ساعة مثلا لیجد
بأن الاجتماع المھم الذي عقده المدیر قد بدأ منذ فترة، علما أن مدیره أكد علیھ أمس أن یكون أول الحاضرین لھذا الاجتماع، من السھل في ھذه الحالة أن تخبره مشاعره بأن كل شيء یسیر عكس ما یرید، وھذا لیس صحیحا على الإطلاق. من المعروف أن النجاحات الاستثنائیة تتولد من رحم المعاناة، لكن ھذا یتطلب عدم السماح لغیوم تلك المعاناة أن تخیم على المرء وتجعلھ لا یرى إلا ما ھو سلبي في حیاتھ. ولمعالجة ھذا الأمر یمكن اللجوء للنصائح الآتیة:
لا تركز على الجانب السیئ: عندما تسیر الأمور فیما یتعلق ببضعة أشیاء، عكس ما یتمنى المرء أو عكس تخطیطاتھ، یتولد لدیھ میل نحو التركیز على كل ما ھو سیئ في حیاتھ سواء في حاضره أو حتى ماضیھ.
لكن احرص على تجنب ھذا المیل. یركز محترفو قیادة السیارات السریعة على توجیھ سیاراتھم لأبعد نقطة یمكنھم أن یرونھا، ھذا یعني أنھم لا یركزون على الحائط الجانبي للطریق الذي یسلكونھ لأنھم ببساطة یدركون أنھم لو قاموا بالتركیز على ذلك الحائط فسیصطدمون بھ لا محالة حتى لو كانوا یحفظون ھذا المسار عن ظھر قلب.
الأمر ذاتھ ینطبق على حیاة كل منا، فأینما یكون تركیزنا یكون اتجاه حیاتنا نحوه. أیضا من المناسب أن نعلم بأن الأحداث الجیدة والسیئة تحدث طوال الوقت، لكن الفارق بین شخص وآخر یكون الجھة التي یوجھ تركیزه علیھا.
تجنب الإفراط بلوم نفسك: یعد لوم المرء نفسھ من الأمور الشائعة بین معظم الناس إن لم یكن كلھم، یكفي أن نذكر بأن أحادیث النفس التي تدور داخل كل منا ترتكز على أننا المحور الأساسي لھذا العالم، وبالتالي فأي نتیجة سیئة یحصل علیھا المرء یكون ھو المسبب لھا.
ھذا الأمر یعبر في جزء كبیر منھ عن الحقیقة بالفعل؛ فالأحداث السیئة التي یعیشھا المرء غالبا ما تكون بسبب أفكاره أو كلماتھ أو أفعالھ، لكن ھذا لا یعني أن توجیھ اللوم القاسي للنفس سیجعل الأمور أفضل، بل إن الإفراط بلوم النفس یمكن أن یجعل الأمور تزداد سوءا. باختصار یجب أن تعلم بأن الأمور عندما لا تسیر كما یجب وتزداد الصعوبات لا یوجد سوى شخص واحد یستطیع إنقاذك من ھذا المأزق، ھذا الشخص ھو أنت، وھنا ھل من المنطق أن الشخص الوحید على الأغلب الذي یمكنھ إنقاذك تقوم بإغراقھ باللوم والعتاب؟