عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Nov-2022

السعودي: (المعجم التاريخي للغة العربية) إضافة نوعية في تاريخ (الضاد)

 الراي - إبراهيم السواعير

أشاد أمين عام مجمع اللغة العربيّة الأردني الدكتور محمد السعودي بما قدّمه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عندما ابتدر العمل في المعجم التاريخي للغة العربية؛ بوصفه المعجم اللغوي الأوحد الذي صدر مطبوعًا في تاريخ اللغة العربيّة، خصوصًا وأنّ اللغة على مدار 1400 عام ليس لها معجم تاريخي، والمعجم هو بادرة للشيخ القاسمي على مستوى كلّ العصور.
 
وتحدث الدكتور السعودي لـ الرأي، في إطار مشاركته في جلسة ثقافيّة جاءت ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب 41، وأكّدت الرسالة الثقافية والحضاريّة للمعجم التاريخي للغة العربية، وضمّت كلًا من الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة المشرف التنفيذي على مشروع المعجم التاريخي، ورئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا الدكتور خليل النحوي، والمدير العلمي للمعجم التاريخي الدكتور مأمون وجيه.
 
وتطرق السعودي إلى مواضيع عديدة اعتنى بها الشيخ القاسمي، ذاكرًا ما لاحظه من عنايته الكبيرة بالخطّ العربي، كاهتمام يسجّل له على مستوى العالم، ويلقى احترامًا ممن يعشقون اللغة العربيّة من المستشرقين وغيرهم، وليس فقط من الشعوب العربيّة والإسلاميّة.
 
ولفتَ السعودي إلى اهتمام القاسمي بالمقرئات على مستوى التاريخ الإسلامي، من خلال متحف كبير للمقرئات، وعنايته بالمصاحف وطبعاتها التي تصبّ في خدمة اللغة العربية ورفعتها وصمودها أمام التيارات الحداثيّة التي تحاول أن تتغافل دور اللغة العربيّة في نفوس المسلمين والعرب.
 
وحول نظرته إلى اللغة العربيّة اليوم، بين غربتها في بلدانها بسبب انتشار العاميّ والدخيل وشيوع اللغات الأجنبيّة في نفوس الآباء وتفضيلها على اللغة الأم، رأى السعودي أنّ اللغة العربيّة اليوم تعاني أخطارًا كبيرةً، فهي مظلومة من أبنائها الذين لا يولونها العناية اللائقة التي تستحقّها من خلال استخدامها في الحديث اليومي في المحاضرات والمساجد والدروس، ونوّه الدكتور السعودي بأنّه لا يقصد اللهجات العاميّة فقط، لأنّ هذه اللهجات عمرها طويل، فلا يريد أن يذهب إلى هذه الزاوية ويصبح متنطعًا في حديثه من خلال هذه الثغرة التي ?تحدث بها ناس كثر، موضحًّا أنّ هناك لهجات مستمرة من عصور سابقة منذ نشأة اللغة العربيّة... متطرقًا للحديث عن الاستخدام اليومي للغة العربيّة؛ فهو ما يفيدنا، بحيث تصبح اللغة أداة سليمة غير متكلفة على ألسنة الناس، من خلال بناء مناهج حقيقيّة، لأنّ اللغز في مناهج اللغة العربية في الوطن العربي أنّها لا تعلّم اللغة العربية للنشء بصورة فاعلة، ليستطيع الطفل أن يتحدث اللغة العربية بسلاسة وواقعيّة.
 
وعمّا هو مطلوب من المشتغلين باللغة، في سبيل جذب الناس إليها، وتقريب عمل مجامع اللغة العربيّة إلى الناس والطلبة، ليعتادوها ويألفوها ويأخذوا عنها، قال السعودي إنّ الاستخدام الوظيفي الآن هو المعوّل عليه للغة العربية، والبعد عن قضيّة التفصحن والفصحى والفصيحة، إذ نظر المجمع في قانون سابق إلى هذه المصطلحات في اللغة، ورأى أنّ من أكبر الحلول في ذلك حوسبة اللغة العربية وإدخالها على السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعي، والإسهام برفع المستوى العربي على الشابكة العربيّة.
 
وحول رؤيته لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والأربعين، في فعالياته ومعلوماته المحوسبة، وعناوينه واستضافاته البارزة لأسماء ثقافيّة عربيّة وعالميّة في الفكر والآداب والمعارف الإنسانيّة، وصف السعودي من خلال زيارته لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بأنّه معرض مهم جدًّا، وتحديدًا موضوع النشر والإعلان عن المعجم التاريخي للغة العربيّة، الذي كان حجة على الأمة بما أعلنه الشيخ القاسمي وتوقيعه النسخة الأولى بواقع 17 جزءًا، ليصل اليوم إلى 36 جزءًا من هذا المشروع الضخم، الذي يعبّر عن لفتة كريمة وجهد كبير يشار إلي? بالبنان. وأشار الدكتور السعودي إلى دور النشر الكثيرة المشاركة في المعرض والإصدارات الجديدة المتنوعة والنادرة أيضًا على مستوى العالم.
 
وعن جهود الأردن في مجمع اللغة العربية الأردني ومواكبته وإصداراته وحضوره على خريطة مجامع اللغة العربيّة، قال السعودي إنّ مجمع اللغة العربية الأردني مجمع جاد ومتميّز على مستوى الوطن العربي، وقد قام في الثمانينيات من سنة 1976 بترجمة العلوم كأول ترجمة عربيّة، في الفيزياء والكيمياء والأحياء وكتب التشريح والرياضيات، ولكنها تجربة لم تستمر، لرفض الجامعات تدريس هذه العلوم المعربة، علمًا أنّ قانون الجامعات يلزم الجامعات بالتعليم باللغة العربية والاستفادة من المصطلح وتطويره باللغة الإنجليزية والفرنسيّة أو أيّ لغة أخر?.
 
وقال إنّ المجمع يتواصل اليوم مع المجتمع المحلي، لافتًا إلى تأسيس إذاعة المجمع والندوات المستمرة ونادي الطفل للغة العربية.
 
وأضاف السعودي أنّ المجمع شارك في وضع الأسس العريضة لعدد من المناهج، وألّف في فترة التسعينيات مناهج اللغة العربية، وهي المناهج التي استقرت عليها الدولة أكثر من عشرين عامًا، كما قام المجمع في الآونة الأخيرة بحوسبة اللغة ووضع تطبيقات في ذلك، ومن هذه التطبيقات استخدام اللغة السليمة وإيجاد البدائل والتطبيقات، وأشار السعودي إلى تعاون المجمع مع اللجنة الوطنية للنهوض باللغة العربية والعمل على رفع المستوى العربي على شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة العالميّة بصورة كبيرة، كما دخل المجمع بشراكات مع الجامعات والمؤسسات ?لأكاديمية وغير الأكاديمية، وحتى الجامعات الخاصّة لنشر اللغة العربية من خلال الخط العربي، فأوجد الجوائز كبادرة جديدة على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى الأردن، ذاكرًا الجوائز الخاصة بالخط العربي مثل (موهبتي) وجوائز موهبتي الخاصة بالأطفال والكبار والفن التشكيلي والتصميم.
 
وقال السعودي إنّ المجمع يقوم بشراكات كبيرة مع اتحاد مجامع اللغة العربية، وأكبر شراكة لنا هو المعجم التاريخي مع الشارقة واتحاد المجامع العربية في القاهرة.
 
وأشار السعودي إلى أنّ المجمع له باع كبير في قضيّة امتحان كفاية خاص للوظائف العامة وامتحانات التوفل وغيره من الامتحانات للناطقين وغير الناطقين بها، وكذلك تأسيس مجلة البيان العربي، كما أشار إلى المجلة المحكّمة وموسم المجمع ومؤتمره، وبرنامج الشهري في ذلك.