الراي - والوطن وأهله الطيبون ما زالوا يحتفلون بالعيد السابع والخمسين لميلاد حادي ركبهم وربّان سفينتهم جلالة الملك عبد االله الثاني ابن الحسين جاءت زيارة القائد الرائد يوم أمس إلى المحافظة العزيزة محافظة الطفيلة ليترجم جلالته مجدداً منهجه السديد في حكمه الرشيد أن لا شيء يسعده ولا شيء أغلى على قلبه وفكره ووجدانه من تلك اللحظات التي يكون فيها بين أهله وربعه وناسه في محافظات المملكة وألويتها وقراها وبواديها ليقف بنفسه على حاجات الناس ويستمع منهم مباشرة إلى القضايا التي تواجههم فيبدي توجيهاته بحلها ما أمكن ضمن أقصى طاقات وإمكانات متوفرة.
الطفيلة كانت يوم أمس على موعد مع الإطلالة البهية لجلالة الملك الذي آمن ومنذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية بالقدرات الخلاقة والطاقات الكبيرة التي يمتكلها الإنسان الأردني والذي استطاع بلدنا من خلالها تجاوز العديد من المراحل والتحديات والظروف الصعبة التي مرّت به، وفي هذا نقرأ قول جلالته في خطابه الوطني والقومي الشامل إلى شعبه وأمته في الخامس عشر من آب من العام 2002 "...فرغم كل الظروف الصعبة، والتحديات التي يواجهها الأردن، بإمكانياته وموارده المحدودة، فقد ظل بعزيمتكم وصبركم وانتمائكم، شامخا مرفوع الرأس، فخورا بما حقق وأنجز أبناؤه، وحريصا على الوفاء بالتزاماته، نحو أمته وأشقائه العرب، حتى لو تحمّل في سبيل ذلك ما هو فوق طاقاته وإمكانياته".
في الطفيلة كما هو في الكرك ومعان واربد وعجلون والمفرق والزرقاء والرمثا، تتجلى عظمة الملك وإنسانيته بحرصه منذ أن تشرف بحمل أمانة المسؤولية، على أن يكون قريباً من الناس وسماع صوتهم ووضعهم بصورة ما يجري من حولنا من أحداث، وأنه يرى الجميع شركاء في تحمل المسؤولية، ترجمة لاعتزازه بوعي المواطنين وصدق انتمائهم، وحرصهم على المشاركة في تحمل المسؤولية، وأداء الواجب، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل المصالح والاعتبارات.
السمة البارزة في زيارات جلالة الملك للمحافظات والألوية أنها زيارات لم تقف عند حدود إطارها الشكلي فقط بل إن جميعها كانت مثمرة وآتت أُكلها أضعافاً مضاعفة حين تمخض عنها عشرات المشروعات التنموية الرائدة التي جاءت منسجمة مع احتياجات هذه المحافظة أو تلك، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الطفيلة الأبية قد حظيت بزيارة ملكية سابقة في العام 2011 زفَّ جلالته خلالها لأبنائه في الطفيلة البشرى بإطلاقه – حفظه االله - صندوق الطفيلة التنموي لإقامة مشروعات تنموية وإنتاجية فيها لتوفير فرص العمل وتحسين مستوى معيشة أبنائها، إضافة إلى أمره السامي في ذلك الحين بأن يقوم مستشفى الأمير زيد بن الحسين العسكري، بتقديم الخدمات الصحية مجانا لجميع أبناء محافظة الطفيلة لمدة سنة، ناهيك عن توجيهات الملك بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية لتحسين واقع الخدمات الحكومية، التعليمية والصحية والشبابية والإسكانية، وتطوير وسط مدينة الطفيلة بكلفة حوالي ثمانية ملايين دينار.
ومنذ عقدين من الزمن من حكمه المديد فإن تأكيدات جلالته وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة قد غلب عليها مسألة أن تكون الإصلاحات المالية والاقتصادية التي يتم تنفيذها مراعية لقضية حماية ذوي الدخل المحدود وأن تعمل على تمكين الطبقة الوسطى، كما سجل جلالته انحيازاً ملحوظاً للمواطن الأردني وأبدى توجيهاته السامية باتخاذ ما يكفل تخفيف أعباء الحياة عليه، مما يؤكد أن جلالته مسكون بهم الأردنيين، ومهتم بتحسين معيشة المواطنين .
وخلال سنوات حكمه كان جلالته منحازاً دوما إلى نبض الشارع وتطلعات شعبه وهمومه ومواصلة مسيرة الإنجاز بما يعزز مسيرة الوطن الإصلاحية على كافة المسارات، ولم يدّخر جلالته جهداً من أجل حماية الشرائح الفقيرة والوسطى وتوجيهاته الدائمة بتأمين المستوى المعيشي اللائق للمواطن الأردني لتحقيق المعادلة الصعبة بحتمية حفظ التوازن بين اعتبارات السوق والمنافسة وبين ضرورات العدالة الاجتماعية والأمن المعيشي.
لقد أسس جلالة الملك عبداالله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية لنهج في العمل وكانت غايته النبيلة تتمثل في رفع مستوى معيشة وحياة المواطن الأردني وتخفيف الأعباء التي يواجهها نتيجة ضغوطات الحياة المتلاحقة، فكانت مكارم جلالته الإنسانية النبيلة ترجمة لتلمس جلالته لاحتياجات المواطنين وحرصه على تخفيض الأعباء المالية الملقاة على عاتقهم وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين شرائح المجتمع وذلك من خلال توحيد معايير الاستفادة وأشكال الدعم الحكومي، فجلالة سيدنا الملك عبداالله الثاني العامر قلبه ووجدانه، بمكارم آل البيت وغوثهم المعهود منذ فجر التاريخ..
ويكتب القلم بمداد القلب والوجد ولاء لا يتغير او يتبدل لجلالة القائد الباني الملك عبداالله الثاني، والذي كان ولا يزال وسيبقى - بإذن االله - القوي بمحبة الناس له، لأنه القريب منهم دوماً، اقتراب العين من هدبها.. يعرف همومهم وآمالهم، وهو القادم من صميم وجدانهم النابض بالوفاء والولاء لعرشه الهاشمي المبني على الحب والتواصل.
Ahmad.h@yu.edu.jo