عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jan-2020

الإعلام السياحي المتخصص حاجة ملحّة - نيفين عبدالهادي

 

الدستور- في موافقة عالم الآثار الكندي جون أوليسون، على إعادة قطعة الشطرنج الأثرية التي عَثر عليها أثناء تنقيبه في منطقة الحميمة التابعة لمحافظة العقبة عام 1991، وفي احتمالية إعادة قطعتي شطرنج تم العثور عليهما خلال عملية تنقيب في حسبان ووادي فينان، ويعود تاريخهما الى القرن الثالث عشر، للأردن، اشارات متعددة حول وجود إعلام سياحي متخصص يحمل في مضمونه ثقافة سياحية تعرف تفاصيل أثرية وسياحية عن الأردن يمكن من خلاله الرد على مثل هذه الإجراءات وكذلك المطالبة بقطع أخرى موزعة بعدد من دول العالم.
يمكن القراءة بوضوح لوجود إعلام متخصص بالكثير من القطاعات الحيوية، لكن للأسف ما زال حضور الاعلام السياحي متواضعا جدا، تحديدا في التعامل مع مثل هذه القضايا الهامة، والتي تتطلب علما خاصا بهذا الجانب الذي يعدّ أحد أهم قطاعات الإعلام، إن لم يكن أهمها في زمن باتت به السياحة واحدة من روافد الاقتصاد الوطني الرئيسية للأردن وللعالم، ولا يقل اعلامها أهمية عن السياسي والاقتصادي، بل يوازيها أهمية والتخصص به ضرورة وليس ترفا.
المعلومة السياحية، والحديث في تفاصيلها لا يحمل مجالا لتقديم «وجبة سريعة» به، أو معلومات جامدة بأرقام بات يرى بها كثيرون أنها غير دقيقة، فغياب التفاصيل في المعلومة السياحية بشكل علمي ومتخصص، يفقدها ثقة المتلقي، بمن فيهم العاملون بقطاع السياحة، بالتالي هناك ضرورة للتعامل مع هذه المعلومة بنهج الدخول في عمق التفاصيل، ليس فقط بنمطية تقديم المعلومة، كونها لا تحتمل منهجية «ما قلّ ودل»، فهي من الثراء ما يجعلها تتطلب قراءات وتحاليل تصل لمرحلة العلم السياحي والأثري، الذي يجعل من إعلامنا قادرا على إعادة آثار أردنية غابت في ذاكرة النسيان، فالحق يضيع حتما إن لم يطالب به.
قطعة الشطرنج، التي فوجئنا بها، وبمخاطبة دائرة الآثار بشأنها، وهي أول قطعة شطرنج موثقة في العالم من خلال الحفريات الأثرية، لم يتم معرفة تفاصيلها إلاّ بشكل عابر، وبعد موافقة من حصل عليها بإعادتها، رغم أنها بحوزت عالم الآثار الكندي منذ عام 1991، وكثيرا ما تم تناقل أنباء عن وجود قطع أثرية أردنية في متاحف دولية مثل متحف اللوفر بمدينة أبو ظبي الإماراتية، وقطع أخرى في مدن متعددة، تخرج بين الحين والآخر تفسيرات لوجودها، أضف لذلك وضع مدينة البترا، وطبيعة الحركة السياحية وحجم الاستثمارات السياحية، وسياسات التسويق السياحي، وغيرها من الملفات التي تتطلب دخولا بتفاصيل الحياة السياحية بإعلام سياحي متخصص، يعي أهمية هذه الصناعة ويعكس ذلك بالمعلومة والتحليل والأهم استباق الإعلان عن أي حدث سياحي أو أثري عن الإعلام غير المحلي.
نقف اليوم، على حافة ضرورة وجود إعلام قادر على القراءة والتحليل للقطاع السياحي، بمتخصصين، أضف لذلك توفير المعلومة السياحية أولا بأول، بعيدا عن منهجية النمط التقليدي أو منهجية الخبر، التقليدي، فواقعنا وثراؤنا السياحي والأثري والتاريخي يتطلب إعلاما ومعلومة سياحية أكثر فعلية وأكثر حضورا عربيا ودوليا.