عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jun-2019

قد تكون... - لارا علي العتوم

 

الدستور - مثلما القوة بدون مصداقية تكون واهية قريبة من الغطرسة كذلك عدم تقبل الحقيقة يجعل مُتلقيها كالسراب، فالجميع يتوق للعيش بالحقيقة وتقبل الاخر، فالحق يقبع داخل كل قلب بشري.
إن الحق أو الحقيقة  يزيد البريق ويرفع الهامات ويزيد قوة تصدح اصداؤها الآفاق نحو مصير امتلاك القوة الفعلية، وهذا من الأسباب التي جعلت الاردن حفظه الله حصنا منيعا أمام كل الشائعات التي اطالته وكل المكائد والمؤامرات التي حِيكت ضده بسبب قوله للحق وثبات موقفه والشفافية والوضوح في عيشه حيث أضحت سمات مجتمع، فلا شيء مخبأ فيه باختلاف درجات التقبل بين شرائحه فنرى من لا يتقبلها او العيش فيها ونرى من يتوق لتقبلها والعيش فيها وإن كانت ظواهر خارجة عن ما يتمناه أو وضع ما او أطروحة ما بغض النظر عن كون الاطروحة ثقافية او دينية او اكاديمية .. الخ، بغض النظر فما هي الا الحقيقة، من خلال عدة منابر كالدراما او المنتديات او الاعلام.... الخ، أما أوهن الصور فهي تلك الصورة الوهمية التي تُحلق في فضاء الخيال الخادع لتصنع أجنحة الإجبار الفارغة من كل معنى. 
وجمال الشفافية او تقبل الحقيقة ليست مرتبطة بدرجات العلم او عدد الشهادات بقدر اتصالها بمفاهيم تربوية واخلاقية بجمال التعبير عنها وإن كانت لا تُناسب ذوق متلقيها او فكره أو حتى سلبية أو مؤلمة مما يُسهم في العمل بمعالجة الخلل وتصليح وتصويب الأوضاع وتقريب وجهات النظر، وهذا ما لا يتم تربيته بالضرب كأزمان العبودية بل بتوضيح وشرح أسس الاحترام والتفاعل فنُنشئ جيلا متفاعلا قادرا على التحليل والفهم والإدراك مُسهما في تطور بلاده وتقدمها وليس صامتا ان لم يشتم لا يتكلم وان لم يؤذ لا يتعامل ففاقد الشيء لا يعطيه.
الارتباط الوثيق بين الحقيقة والمعايير جعلتها أحيانا أدوات قياس عيش المجتمعات والتعرف على أساليب عيشها ونهجها وقدرتها على التعامل مع السلبيات مما يعكس ثقتها بنفسها وقوتها ومنعتها فالعديد من المجتمعات تخاف من رؤية السلبيات لعجزها على معالجتها مما يذكرني بمقولة لحامد أبو زيد في كتابه مفهوم النص، دراسة في علم القرآن،» لدينا مشكلة بأننا باستمرار خائفون على الايمان كأن ما لدينا هو ايمان معلول يحتاج الى حماية».