عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Dec-2025

غزة.. الاحتلال يوسع سيطرته لأبعد من "الخط الأصفر"

 مواصلة اختراق اتفاق وفق إطلاق النار في القطاع

الغد-نادية سعد الدين
 يبدو أن خطوة تسليم الوسطاء للاحتلال تشكيلة حكومة التكنوقراط لإدارة غزة قد لا تعكس كثيرا تقدما للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وسط مساعي الحكومة المتطرفة لتوسيع نطاق سيطرتها العسكرية لأبعد من "الخط الأصفر" الذي تريده الفاصل "للمنطقة الآمنة العازلة".
 
 
وتفرض الوقائع الميدانية حقائق مغايرة في قطاع غزة، في ظل مساعي جيش الاحتلال تعميق سيطرته العسكرية ضمن مناطق شرق "الخط الأصفر" الخاضعة له، والبقاء فيها.
ويتزامن ذلك مع تقدم آليات جيش الاحتلال العدوانية باتجاه مناطق متفرقة من مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط إطلاق نار كثيف، مما أدى لارتقاء المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، في ظل خروقات الاحتلال المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في مختلف مناطق القطاع.
وطالت خروقات الاحتلال عمليات نسف ضخمة شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، وإطلاق النار شرقي مخيم البريج وسط القطاع، وشن غارات كثيفة ضد مدينة رفح والمناطق الشرقية لمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، في 11 تشرين الأول(أكتوبر) الماضي، تسبب عدوان الاحتلال في ارتقاء أكثر من 401 شهيدا و1108 مصابين، مما أدى لارتفاع حصيلة العدوان إلى70925 شهيدا 171175 إصابة منذ حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) للعام2023.
يأتي ذلك بالتزامن مع تداول وسائل إعلام الاحتلال أنباء تسلم الحكومة المتطرفة من الوسطاء قائمة بأسماء مرشحين سيشكلون هيئة التكنوقراط التي ستدير قطاع غزة خلال الفترة الانتقالية، تحت إشراف "مجلس السلام".
 
ويُعد التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل هيئة من التكنوقراط أمرا بالغ الأهمية، لأنه بدون ذلك، سيصعب المضي قدما في مسألة إنشاء القوة الدولية، فيما يشكل استمرار هجمات الاحتلال على "الخط الأصفر" تحديا يمنع إحراز تقدم في تنفيذ الخطة، بحسب ما ورد فيها.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، "ستيف ويتكوف"، قد عقد في نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا مع ممثلي الدول الوسيطة والضامنة لاتفاق غزة، قطر ومصر وتركيا، في محاولة للاطلاع على مدى التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.
ومن شأن ذلك أن يُفاقم معاناة الشعب الفلسطيني؛ حيث حذّر مدير دائرة الرعاية والصيدلة في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، علاء حلس، من تفاقم غير مسبوق في أزمة نقص المستلزمات الطبية داخل مشافي القطاع، مؤكدا أن الوضع تجاوز بكثير المستويات المقبولة، ويهدد بشكل مباشر حياة آلاف المرضى والجرحى الفلسطينيين.
وأوضح حلس، في تصريح له أمس، أن نحو 10 آلاف عملية جراحية تُجرى شهريا في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية وغير الحكومية، مشيرا إلى أن عددا منها تأثر بالفعل بنقص المستلزمات، فيما باتت عمليات أخرى مهددة بالتوقف الكامل. 
ولفت إلى أن بعض المشافي التي 
ما زالت تعمل بعد حرب الإبادة اضطرت إلى إيقاف العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، مبينا أن غالبية المستشفيات غير الحكومية تعتمد بشكل أساسي على وزارة الصحة في توفير المستلزمات الطبية، إلا أن الوزارة والمشافي على حد سواء غير قادرات حاليا على تغطية احتياجات العمليات الجراحية المجدولة، في ظل النقص الحاد القائم.
وأكد أن المشافي تعاني نقصا بالغ الخطورة في مستلزمات العناية المركزة والجراحة والعمليات، في وقت يواجه فيه القطاع الصحي ضغطا هائلا نتيجة وجود عشرات الآلاف من المرضى والجرحى الذين يعانون أصلا من تبعات حرب الإبادة.
وأوضح أن الاحتلال لا يسمح بإدخال سوى نحو 30 % فقط من الاحتياجات الشهرية من مستلزمات المشافي منذ سريان وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، الأمر الذي فاقم الأزمة بشكل متسارع.
وبيّن حلس أن قرابة 200 ألف مريض سيتأثرون بالمستويات الخطيرة من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، من بينهم 700 مريض يتلقون العلاج شهريا في أقسام العناية المركزة، إضافة إلى نحو 10 آلاف مريض تُجرى لهم عمليات جراحية بشكل شهري.
كما أشار إلى أن أقسام الطوارئ في مستشفيات القطاع تستقبل ما يقارب 200 ألف مريض شهريا، في حين لا تتجاوز نسبة التغطية الفعلية لاحتياجات القطاع الصحي 30 %، لافتا إلى أن معدلات النقص في المستهلكات الطبية آخذة في الارتفاع، وبشكل يتناقض كليا مع الحد الأدنى المقبول من الإمدادات الطبية الواجب إدخالها.
وحذر من وجود خطر حقيقي يتهدد حياة آلاف المرضى والحالات التي تستقبلها المستشفيات يوميا، في ظل استمرار القيود المفروضة وتداعيات حرب الإبادة التي أنهكت المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وطبقا للمعطيات الرسمية الفلسطينية، فقد أدت حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة لارتقاء أكثر من 242 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.