عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2019

بناء سياسي يعيد إنتاج نفسه بعيداً عن الحاضر - د. محمد كامل القرعان

الراي - تراجع حضور المؤسسة السياسية بما فيها وزارة التنمية السياسية والبرلمانية واثرها في إثراء الحياة السياسية وازدهار التنشئة الحزبية والعامة، أسهم ذلك التراجع في خلق وإنتاج أشكال من الخطاب السياسي التي بموجبها يتم هيكلة قواعد اللعبة السياسية ضمن بناء سياسي يعيد إنتاج نفسه بنفسه ووفق معايير غير مواكبة للتغيير الحاضر بكل مكوناته، ولا يتم تطبيقها على أرض الواقع بحيث فقدت قاعدتها المعدومة أصلاً في القطاع الشبابي الأكثر حضوراً وتأثيراً في التغيير الذي ينشده سيد البلاد جلالة الملك عبداالله الثاني، والذي لم يرتق لغاية اللحظة إلى طموحه ونظرته وبصيرته الحكيمة.

الحلقة السياسية ما زالت مفرغة والدائرة تدور رحاها حول نفسها، ولا يعد ذلك سوى كونه نصوصاً وتوجهات بلا روح ومضمون، وعبارة عن حبر على ورق وغير ملموس على أرض الواقع.
كما أن البنية المجتمعية والسياسية التي بالأصل يجب أن تشرع المؤسسة بهندستها، تتميز في سياق التصور الأنثربولوجي بسيطرة التفكير القبلي والعشائري، وفرض سياسة الأمر الواقع، ودمجها في المخيال والعقل الجمعي للفرد والتي أصبحت ثقافة مجتمعية تعالت على كل الأعراف السياسية، ما أنتج هندسة ثقافة سياسية ضحلة تركت بصماتها في سياق التنشئة السياسية لشبابنا وأبناء الوطن، وما حدّ من ظهور الفاعلين في المشهد الذين بإمكانهم تقديم التصور الهادف للتغيير وفق افق سياسي ضيق يراعي مصالحهم فوق كل اعتبار على حد المعطيات الوطنية الحية الآن، إذ كل السياسات العامة معدومة وصفرية في هذا المجال، والأصل أن تتميز بالوقائية بدل العلاجية وتشرع في إعادة تدوير الحياة السياسية تبعاً لبرامج وطنية قابلة للتنفيذ وتراعي الأزمات. كما أن كل التصورات وبرامج السياسات لا تقتحم المواضيع الكبرى المرتبطة بالعمل والضمان وبالصحة والتعليم والطاقة والأمن والإعلام والأخلاق والتربية والشباب والشأن العام ككل، وهنا نترك سؤالاً: ما دور وزارة التنمية السياسية في بث الروح من جديد بالحياة السياسية؟.