عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jun-2024

الملك والشباب.. مسيرة ربع قرن تزهو بتنمية الوطن

 الغد-تغريد السعايدة

 عبر ربع قرن من الإنجاز والعطاء، يحتفي الأردنيون اليوم بمناسبة اليوبيل الفضي للجلوس الملكي، ليكون انطلاقة متجددة نحو الافضل، في مسيرة يقودها الملك عبدالله الثاني، الذي بدأ "ملكاً" شاباً، ولتكون مسيرته محاطة بشعبه وبأجيال من الشباب الطموح الذي أثبت حضوره المؤثر في العالم أجمع.
وبشهادة الكثير من المؤثرين في مختلف المجالات العالمية، قدم الشباب الأردني عبر سنوات طويلة، الكثير من المنجزات والابتكارات، الاختراعات، والمبادرات العالمية الخلاقة، التي كان لها كبير الأثر محلياً، إقليمياً، ودولياً، الأمر الذي جعل الشباب وتنميتهم وإشراكهم في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في مقدمة أولويات الملك عبد الله الثاني، وهو ما يحظى أيضاً باهتمام ورعاية ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.
ولما لقطاع الشباب في مجتمعنا الفتي من أهمية عظيمة في مسيرة الوطن، أولى الملك اهتماماً بالحديث عنهم في كل محفل، وكان دائم التواصل معهم في كل مناسبة، بل ويحرص على أن يتواجد الشباب في العديد من المناسبات والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية، بل ويحتفي بنجاحهم ومبادراتهم على اختلافها، في سبيل تحفيزهم على العمل والاجتهاد والمثابرة للنهوض بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للدولة.
 
 
 
 
 
 
كما يحرص الملك عبدالله على أن يكون للشباب نصيب في كل عام من أوسمة الاستحقاق التي تُقدم لمجموعة مميزة من خيرة الشباب في الأردن، لما يقدمونه من مبادرات، ومشاركات وإنجازات مؤثرة في مسيرة الوطن، وهو ما يُعد محفزاً لهم للعمل والتميز في مختلف القطاعات، وفق المقدرات المتوفرة، كون "رأس مال الوطن هم شبابه".
كثيرة هي الأمثلة المميزة للشباب التي يمكن أن تكون حاضرة للحديث عن علاقة الملك بالشباب، منذ أن تولى جلالته القيادة في العام 1999، وفي مختلف القطاعات، سياسة، رياضة، فنون، ثقافة، لقاءات عفوية وودودة مع الكثيرين منهم، قريب في حواراته مع من رافقهم في زياراته المتكررة، ويرافقه في الكثير منها ولي العهد الأمير الحسين والملكة رانيا العبدالله كذلك.
هيئة شباب كلنا الأردن، كانت من ضمن أبرز المؤسسات التي تُعنى بإشراك الشباب في مختلف مناحي الحياة في المملكة، وخاصة السياسية منها، والتطوعية لخدمة الوطن، وهنا يقول مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن عبدالرحيم الزواهرة فيما يتعلق بـ"الشباب في التنمية والريادة"، إن الشباب هم عماد الأمم وأساس التطور والتقدم، ويشكلون قوة دافعة للتغيير والابتكار في المجتمع، وهم المورد المتجدد للدولة وطاقاتهم المتفجرة تساهم في بناء المجتمع، ويساهمون في نجاح الدولة والدفاع عن القضايا العامة.
ووفق الزواهرة، فإن الشباب يمكن أن يكونوا روادًا في مجالات مختلفة، سواء في الأعمال التجارية أو المجتمعية، ويجب تشجيعهم على تطوير مهاراتهم القيادية والابتكارية، والمشاركة في العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية، ونقل القيم والأخلاق الحميدة إلى الأجيال المقبلة.
ويؤكد الزواهرة، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يولي اهتمامًا كبيرًا لشباب الأردن وذلك من خلال لقائه مع مجموعة من الشباب والشابات، ويؤكد دائماً على ضرورة تبني أفكارهم وتحفيز مشاركتهم في الحياة السياسية، كما يشيد دوماً بالشباب الذين يمثلون الأمل في تطوير الأردن والمضي قدمًا في مسيرة الإصلاحات، وهذا ما يدفعنا إلى الاستمرار في دعم الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في بناء مستقبل أفضل للأردن.
كما يجب أن يكون للشباب دور فعّال في تحسين الحياة في مجتمعاتهم، وعلى سبيل المثال، تعمل وزارة الشباب على وضع برامج تدريبية لتنمية مهارات الشباب وبناء قدراتهم في مجال ريادة الأعمال، كما أطلقت الملتقيات الوطنية الريادية وعملت على توطين المبادرات الشبابية في المراكز الشبابية، وفق الزواهرة.
من جهته، تحدث المدير التنفيذي لمؤسسة "مجلسنا" للتنمية المجتمعية، وهي مشروع يضم حزمة من الأنشطة والورش التدريبية للمشاركة السياسية والحزبية المنظمة، الدكتور عبد الله جبارة، لـ"الغد" بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي للجلوس الملكي، وقال: إن الملك عبدالله الثاني أدرك منذ توليه العرش أن الشباب هم عماد المستقبل وقادة التغيير، لذلك، أطلقت الحكومة تحت توجيهاته العديد من البرامج والمشاريع التي تستهدف تحسين ظروف الشباب وتعزيز قدراتهم، وتضمنت الاستثمار في التعليم، التدريب المهني، وتعزيز ريادة الأعمال.
وأضاف جبارة، أن الملك لطالما يحث الحكومات دوما على الاستثمار بالشباب حتى بأوراقه النقاشية، وجعلهم في اماكن صنع القرار، ومن أحدث الامثلة على ذلك إشراك الشباب في صنع القرار وكان اختيار 10 شباب كأعضاء في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والذي كان له عدة آثار إيجابية على الصعيد الوطني، من خلال منح الشباب ثقة أكبر بقدراتهم وفتح أمامهم أبواب التأثير في السياسات الوطنية وتنمية القدرات القيادية لهم، وإتاحة المجال لتطوير مهاراتهم القيادية والإدارية من خلال المشاركة في نقاشات وتوصيات اللجنة.
هذا الأمر، وفق جبارة، ساهم في زيادة وعي الشباب بالقضايا السياسية وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، والذي من شأنه أن يعزز من الحياة الديمقراطية للنظام السياسي في الأردن.
وفيما يتعلق بدور المؤسسة في مجال مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات، يبين جبارة أن مؤسسة مجلسنا للتنمية المجتمعية لعبت دورًا محوريًا في دعم الشباب الأردني من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج والمشاريع التنموية الهادفة، ومن بين هذه المبادرات، برامج التدريب والتأهيل التي تعمل على تقديم برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تحسين مهارات الشباب وزيادة فرصهم في سوق العمل والمشاريع الريادية كدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب، وتوفير التمويل والمشورة اللازمة لإنجاح هذه المشاريع.
وفي ظل الدعم الملكي المتواصل منذ سنوات، يؤكد جبارة أن هذا ساعدهم في أن يخوضوا العمل الثقافي والمجتمعي من خلال عدة مشاريع، بالإضافة إلى المشاركة المدنية والسياسية، والعمل على تنفيذ وبلورة مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي السياسي والاجتماعي بين الشباب، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في المجتمع، كمشروع المدرسة الحزبية الوطنية التثقيفية.
ومشروع المدرسة الحزبية الذي جاء بدعم من صندوق الملك عبدالله للتنمية، ليتم تنفيذه في نسخته الاولى في محافظة عجلون لننطلق لمختلف المحافظات في الاقاليم الثلاثة في المستقبل القريب، حيث جاءت فكرة هذا المشروع تزامنا مع اليوبيل الفضي، وتماشيا مع مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي كان جبارة أحد أعضاء هذه اللجنة ممثلاً عن فئة الشباب.
وتتبلور فكرة المشروع بردم فجوة العزوف عالانخراط بالأحزاب السياسية كونها الآن هي الحجر الاساسي للانتخابات المقبلة وكون الضمانة الملكية كانت واضحة منذ البداية بأن الانخراط بالأحزاب البرامجية لا الايديولوجية هي المستقبل للأردن وشبابه مع مقبل الايام، وان الشعوب دوما تسعى للتطوير والتجديد و"هذا ما تعلمناه من الملك وولي العهد"، وفق جبارة.
ويشدد جبارة على أن رؤية الملك عبد الله الثاني محورية في تمكين الشباب الأردني وتعزيز مشاركتهم في التنمية الوطنية، من خلال المبادرات التي تقودها مؤسسة مجلسنا للتنمية المجتمعية وإشراكهم في لجان صنع القرار، أثبت الشباب أنهم قادرون على أن يكونوا عوامل تغيير إيجابية في المجتمع، ويبقى الاستثمار في الشباب ورعايتهم جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية المستدامة في الأردن.
المدير العام لـ"شبكة صوت الشباب للتنمية المستدامة" هلا كلوب، تحدثت كذلك في هذه المناسبة عن أهمية الخطوات الجادة التي يقودها الملك عبدالله منذ أكثر من عقدين فيما يتعلق بمختلف قضايا الشباب، وتقول: إن اليوبيل الفضي يُمثل إلهاماً في مسار دعم الشباب والعمل معهم، ولطالما حرص جلالته على توجيه الخطابات التحفيزية للشباب، داعياً إياهم لبذل أقصى ما لديهم من أجل الوطن.
وتماشياً مع توجيهاته الملكية، تؤكد الكلوب، أنه وحرصا منا على مشاركة المعارف والخبرات التي اكتسبناها مع اكبر عدد ممكن من الشباب، ونفخر بأن شبكة صوت الشباب تأسست بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي، والتي نسعى من خلال اطلاقها الى أن تكون ذراعاً للتغيير، ومقصداً للتنمية ومنصة لكل شاب وشابة تمكنهم من العمل سوية لرؤية التحديات والصعوبات على أنها فرصة وبوابة لإنجازات جديدة.
"‎نحن المؤسسين الشباب"، تقول الكلوب، واستقينا من نهر حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، واستلهمنا من دافعية وطموح ولي العهد الحسين بن عبدالله، أن نقدم مؤسستنا لتكون داعماً للرؤى الملكية، وركيزة لبناء الوطن، وإيماناً منا بأهمية الشباب ودورهم الحيوي في صنع التغيير، وقيادة التطور والازدهار.
ويُعد المجتمع الأردني من المجتمعات العربية الفتية، ويُشكل فيها الشباب الجزء الأكبر في تكوين السكان، ما يجعل أسلوب حياتهم، وتمكينهم في شتى المجالات طريقا للتطور والتنمية. وتعلق بدورها اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة فاديا إبراهيم، أن الشباب هم الفاعل الرئيسي للتنمية المستدامة وعوامل رئيسية للتغيير الاجتماعي والنمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي، ولديهم وعي قوي ومتزايد عن الاجيال السابقة، وهم من يدافعون عن المجتمعات، ويتحركون على أرض الواقع من أجل مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة تطلعاً إلى عالم يتم فيه توزيع الفرص بالتساوي.
كما ترى إبراهيم أن الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والجرأة والاستقلالية ولديهم فضول وحب استطلاع، فهم يبدأون دائماً بالسؤال والاستفسار في محاولة لإدراك ما يدور حولهم والإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً، ويتمتعون بدرجة عالية من الديناميكية والحيوية والمرونة، المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرر، وبِدء التفكير في خيارات الحياة والمستقبل، الزواج، التعليم، الثروة.
كما أن الشباب هم أكثر الفئات قدرة على الاستجابة للمتغيرات حولهم وسرعة في استيعاب وتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه، وهذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد فيه وإن لم يشارك في صنعه، وفق إبراهيم، ومع تزايد مطالبة الشباب بفرص أكثر عدلاً في مجتمعاتهم، أصبحت مواجهة التحديات المتعددة التي يواجهها الشباب مثل فرص الحصول على التعليم والصحة والتوظيف والمساواة بين الجنسين أكثر أهمية من أي وقت سبق.
كما يمكن للشباب أن يشكلوا قوة إيجابية لدفع عجلة التنمية عند تزويدهم بالمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها؛ لذا، يجب أن يكتسب الشباب التعليم والمهارات اللازمة للمساهمة في اقتصاد منتج، وهم بحاجة إلى الوصول إلى سوق العمل الذي يمكن أن يستوعب قدراتهم في قوى العمل، كونهم قوة اجتماعية مهمة رئيسية في المجتمع، وكسب هذا القطاع من قبل صانعي القرار والسياسيين يعني كسب معركة التغيير، كما تؤكد إبراهيم أن الشباب قوة اقتصادية جبارة، وهم الذين ينتجون بسواعدهم وجهدهم الذهني ينتجون ما يحتاجه المجتمع وهم الذين يبنون صرح الوطن ويضمنون منعته وقوته الاقتصادية.
وتصف إبراهيم أن دور الشباب في التنمية الشاملة، هو دور أساسي ومحوري وبديهي، وأن التقدم الاقتصادي مستحيل دون تقدم علمي، وعقول الشباب النيرة والمستنيرة هي التي توفر القاعدة العلمية التي تضمن النجاح والتقدم في الجهد الاقتصادي وفي الجهد التنموي أيضاً.
ومن المجالات الأهم في العمل الشبابي أنهم هم أساس العمل السياسي، كما توضح إبراهيم، فالحزب الذي لا يضم في صفوفه الشباب، ولا يجدد عضويته بعناصر شابة ودماء جديدة، سيتحول مع الوقت إلى حزب مترهل وضعيف كمعلم من معالم الشيخوخة، فيما الحزب المتجدد بدماء الشباب في كل هيئاته ومستوياته القيادية والكادرية، سيحافظ على شبابه المتجدد.
وفي ظل الاحتفالات في اليوبيل الفضي للجلوس الملكي، تؤكد إبراهيم، أننا نفخر بإنجازات الشباب الأردني ونسلط الضوء على الاهتمام بقضايا التعليم التي تخص الشباب، والتركيز على أن تتم العملية التعليمية على أساس العقل والمنهج العلمي ومحاربة الجهل والأمية، واكسابهم وعياً يختص ببيئاتهم المحلية والإقليمية والدولية، تمكنهم من الإلمام بها والمقارنة بين هذه البيئات المختلفة وموقعهم منها.
وتضيف، أن غرس القيم الديمقراطية لدى الشباب من خلال تكريس تقاليد النقاش والحوار الحر والديمقراطي وإبداء الرأي بين المجموع العام، ونجاح هذا التوجه يعني تعزيز الديمقراطية في المنظمات الشبابية وفي بنية المجتمع ككل، ويساهم في إكسابهم الوعي السياسي من خلال التربية السياسية المعدة لهذه المنظمات، وإعداد القادة الشباب ليكونوا مستقبلاً على رأس المنظمات الشبابية وجزءًا من التشكيل القيادي للمجتمع ككل.