عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Dec-2019

أثر وإنسان.. (يَوميّات) هَيّة الكَرَك ..(و)الحَملة الحُورانية (في الصحافة العربية العثمانيّة(90) (1913 _ 1910)
عَزلُ) علي وفا أفندي (المتّهم بـ)قتل مشايخ العرب (من) معان ..(ومقالة عن) استمرار الأحكام العرفي في الكَرك وحوران( الأحداث في يومي (16 (و(1913_4) _24(
 
الراي - محمد رفيع- في هذين اليومين، ورد خبر عن كفّ يد (علي وفا أفندي) من (وكالة قضاء معان)، وذلك لاتهامه (بقتل مشايخ العرب) وتعيين (فريد باشا اليافي)، الرئيس الثاني لبلدية دمشق، بدلا منه؛ كما تم نشر مقالة، غاية في الجرأة والأهمية، من قبل شكري العسلي، النائب عن دمشق، وذلك حول استخدام الإدارة العرفية العثمانية في الحكم، وتاريخها، واستغرابه استمرارها في الكرك وحوران رغم انقضاء العصيان وصدور العقوبات وتنفيذها.
شكري العسلي(1916_1868 (؛
هو شكري علي العسلي؛ أديب و سياسي عربي سوري. ولد في دمشق عام 1868 .وأصل العسليين من قرية يلدا في ضواحي دمشق، كانوا يعرفون بآل الشرقطلي، ولا تزال لهم أوقاف في يلدا. أتم دراسته العليا في المدرسة الملكية في الأستانة، عاد إلى دمشق ليتدرب على الأعمال الإدارية في ديوان الحكومة. وكان والي دمشق آنذاك (ناظم باشا) فأظهر احتراماً وتقديراً لما وجد فيه من النبوغ والتفوق.
عندما أعلن الدستور العثماني عام 1908 كان العسلي في مقدمة المؤيدين لهذه الحركة الفكرية، وقد انتدبته الحكومة لإخماد ثورة في قضاء الطفيلة آنذاك. وولي قضاء الناصرة، ثم انتخب نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان العثماني بالرغم من معارضة الحكومة الاتحادية. وقد بقي العسلي محافظاً على اتحاديته، وكان يحسن الظن بهم، حتى انكشفت له الأمور على حقيقتها، ورأى بعينيه المؤامرات التي تحيكها زمرة الاتحاد والترقي على العرب، فكان جريئاً في نقد عنصريتهم، ونشر مقالاً شديد اللهجة في صحيفة النبراس ضد الحكومة الاتحادية وآخر في مجلة المقتبس.
كان العسلي من أشد خصوم الصهيونية، ونبه إلى خطرها مبكراً، وقد رفض اقتراح الإتحاديين ببيع ثلاثة ملايين دونم لليهود في فلسطين بمساعدة وزير المالية جاويد، فسقط المشروع بعد أن عارضه العسلي وكشف غاياته وأخطاره. وازداد نقد العسلي للاتحاديين، فضيقوا عليه الخناق في دورة المجلس النيابي التالية حتى أخفق.
نقم غلاة الأتراك على شكري العسلي بسبب رفضه اعتماد بيع قرية في فلسطين لليهود عندما كان يشغل منصب قائم مقام لمدينة الناصرة و تم اعدامه بفتوى ظالمة من أحد مشايخ دمشق الحاسدين لدى الباب العالي، فساقوه إلى الديوان العرفي بعاليه في لبنان، ونفذ فيه حكم الإعدام في ساحة الشهداء في دمشق في 6 أيار 1916 ،وكان آخر كلام نطق به على سدة المشنقة قوله تعالى: (ولا تحسبن االله غافلاً عما يعمل الظالمون). وبعد إعدام العسلي، نفى جمال باشا السفاح زوجته إلى أقصى بلاد الأناضول، وبعث سائر أعضاء أسرته إلى مجاهيل البلاد التركية.
مقدّمة تاريخيّة وملاحظات؛
هَيّة الكَرَك؛ هي عصيان مدنيّ، ما لبث أن تحوّل إلى ثورة مسلّحّة، ضدّ التجنيد الإجباري وتعداد النفوس. حيث اندلع العصيان في 22 تشرين الثاني (11 (عام 1910 ،واستمرّ نحو شهرين، وكان أعنف الاحتجاجات ضدّ العثمانيين، التي اندلعت قبيل الحرب العالميّة الأولى، حيث قمعتها السلطات العثمانيّة بعنف شديد.
المصدر الصحفي الدمشقي لهذه الوثائق هو من أكثر المصادر الصحفية توازناً في تلك الفترة، وهي صحيفة (المقتبس) الدمشقيّة لصاحبها محمد كرد علي، غير أنّها تبقى صحيفة موالية للسلطة العثمانية، ولا تخرج عن طوعها. لا يتدخّل الكاتب في الوثائق المنشورة إلّا في أضيق الحدود، بهدف الشرح أو التوضيح فقط لا غير. هنا في صفحة فضاءات، سننشر الرواية الصحفية العربية العثمانيّة الرسميّة لأحداث الكرك، والتي استمرّت لما يزيد عن شهرين، كما رأتها السلطات العثمانيّة في حينه، على هيئة يوميات ومتابعة صحفية للأحداث. وتشكّل هذه المادّة جانباً وثائقيّاً صحفياً لـِ(هَيّة الكَرك)، كرؤية رسمية للسلطات آنذاك. أما السلطات العثمانيّة فقد أسمتها؛ (فتنة الكَرَك)..!