عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Sep-2020

هل حلم الوحدة العربية ما زال قائما؟*بسام ابو النصر

 الدستور

هل العروبة كلمة غريبة وساذجة وان الحالمين بالوحدة اصبحوا مرضى نفسيين وأن الاجيال الجديدة تعتقد أنها كلمة رجعية ومن الماضي وأن الساكنين بها ينتمون إلى جيل منفصل تماماً عن جيلهم، وهل ساهم العالم كله وخاصة أوروبا الى قتل طموح قيام دولة عربية تمتد من عدن الى جبال طوروس بقيادة الهاشميين خوفا من عودة الخلافة التي قضت مضجعهم.
  هل يجهز العالم على ما تبقى من المشروع الذي راودنا قبل اكثر من خمسين  عام حينما كانت مصر هي (أم البلاد) ورئيسها هو زعيم القومية العربية وعندما كانت سوريا والعراق هي الرديف الأقوى للقومية العربية،  وعندما كانت اسرائيل هي العدو الوحيد والخطر الوحيد، والاحتلال الوحيد،  ولم نكن نعرف ان  هناك  صاعقة تنتظرنا  وتلجم عقولنا وقلوبنا،  فاليمن التي توحدت ذات شتاء تشظت الى عشرات القطع، وليبيا التي فرحنا لثورتها ما زالت تنزف بين أهل البلاد ومن يسومها سوء العذاب، وسوريا صاحبة المشروع القومي انقلبت على نفسها وبدات تأكل صغارها، والعراق الموحدة في مطلع السبعينيات والمنتصرة نهاية الثمانينيات والتي كانت القوة المنتظرة لتحرير فلسطين صارت دويلات، وحدث ولا حرج عما حدث في تونس ولبنان، وكأن الربيع العربي  مؤامرة على العرب والنظام العربي وحتى على ما تبقى من الكيان العربي، وكيف فرحنا لخطاب اوباما في جامعة القاهرة مبشرا بالتغيير والتقرب من العرب والمسلمين، وأن الكيان الصهيون يستفيد من كل نزيف عربي،  ويستعد للاستيلاء على المساحات التي كانت نارا تحت اقدامه،  وأن المشروع الايراني الفارسي بدأ يحقق نتائج صادمة فهي تقاتل في العراق بإسم الحشد الشعبي وتقاتل في سوريا بإسم حزب الله والحرس الثوري وتقاتل في اليمن باسم الحوثيين وكأن النظام العالمي اراد لأيران أن تكون هي حصان المنطقة مرة اخرى، وعادت الصفوية التي كانت تنهش بالدولة العثمانية من الخلف عندما كانوا يتقدمون في اوروبا،  وأصبحت الاردوغانية رديفا للخلافة العثمانية التي ارقت اوروبا واخافت اعظم الدول في اسلمة العالم هي التي تصول وتجول في غياب العرب وضعفهم وكأن الزمن يعيد نفسه.
    العالم يريد ترويض الاسلام السني الذي ما زال لديه طموح في أسلمة العالم من خلال تسييد النموذج الايراني الفارسي وهذا لا يعني ان نقوم باستعداء الشيعة العرب الذين تشاركنا معهم المصير،  ولذلك علينا أن نجد الوسيلة في حوار عربي يشترك به السنه والشيعة العرب،  لقطع الطريق على الغرب واران والمستعمرة الصهيونية،  وإعطاء مصر دوراً محورياً مع السعودية ودول المغرب العربي بعد الخروج من العباءة الترامبية التي أرادت أن تشتري فلسطين وتهديها للصهاينة ومن غرائب الأمور أن الثمن كان وعوداً وجعجعةً دون أن يكسب العرب فائدة وبالعكس قدم ترامب للصهاينة اضعاف ما قدمه للعرب ولذلك عندما تنتهي الترامبيه بكل ماسيها ربما سيكون في المتاح من الوقت ان نستعيد انفاسنا،  وسيبقى الخطر الروسي الامريكي اللتي تنتظران الفرصة للنظام العربي المريض أن يلفظ انفاسه حتى يُعيدا سيناريو سايكس بيكو ويتقاسما النفوذ في الوطن العربي.
هل هناك ما تبقى من هذا الحلم أمام هذا الواقع في الوقوف أمام المخطط الذي تسوقه الينا امريكا وروسيا  وايجاد حلول منطقية في سوريا والعراق تاخذ مستقبل هاتين الدولتين للتعايش السلمي العربي وربما يكون من المهم التساؤل غياب الجامعة العربية او تغييبها في قضايا الدول النازفة، وترك الامر للامم المتحدة التي يسيطر عليها كل حيتان النظام العالمي التي تشارك في التامر على النظام العربي وايجاد كل المبررات للاجهاز عليه.