عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Dec-2019

الجهود لصد إيران: إسرائيل ترتفع درجة - يوآف ليمور

 

اسرائيل هيوم
 
ظاهرا لم يكن اي شيء شاذ في الهجوم الذي نسب لاسرائيل ليلة أول من أمس في ضواحي دمشق. مرة اخرى تبلغ مصادر أجنبية عن هجوم استهدف مخازن لوسائل قتالية، ومرة اخرى صواريخ تطلق وفقا للتقارير من هضبة الجولان ومن جهة لبنان، ومرة اخرى تستخدم منظومة الدفاع الجوي السوري. امور عادية.
ومع ذلك، يحتمل أن يكون هناك شيء ما استثنائي في هذا الهجوم، لانه يحتمل أن يرمز لبداية عهد جديد. واذا قدرنا الامور بحذر، مع الاستناد الى التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع نفتالي بينيت، يبدو ان اسرائيل تعتزم رفع مستوى جهودها لصد محاولات ايران التموضع في سورية وتسليح حزب الله والميليشيات الشيعية بوسائل قتالية.
هذه سياسة قديمة، تعود بدايتها الى عهد بني غانتس كرئيس للاركان، وذورتها في عهد غادي آيزنكوت. في عامي 2017 – 2018 نفذت اسرائيل اكثر من الف عملية مختلفة ضد الايرانيين في الساحة الشمالية. بعضها عسكرية، بعضها اقتصادية، سياسية، قانونية وفكرية اعلامية. وكانت النتيجة نجاح كبير في منع التموضع الايراني، نجاح جزئي في منع نقل الوسائل القتالية، وصفر نجاح في اقناع الايرانيين على التوقف عن هذين الجهدين.
ولكن في الاشهر الاخيرة قلصت اسرائيل اعمالها كثيرا. وقد نبع هذا من التوتر في غزة الذي بلغ ذروته في تصفية بهاء ابو العطا في بداية تشرين الثاني، ولانعدام الرغبة في التورط في قتال في جبهتين على التوازي. كما نبع هذا ايضا من الجسارة المتعاظمة للايرانيين – والتي كانت ذروتها في اسقاط طائرة مسيرة امريكية متطورة وفي هجوم على منشآت النفط السعودية – مما ادى بتقدير اسرائيل الا تتجلد بعد اليوم على الهجمات ضدها.
والآن، يبدو أن اسرائيل تعود للعمل وبنشاط. غزة هادئة، وايران مصممة اكثر من اي وقت مضى. في القيادة السياسية – الامنية يحذرون بانها اذا لم تصد فانها ستشكل على اسرائيل تهديدا لا يطاق. بتعبير آخر: من يريد منع اقامة حزب الله آخر في سورية – يتعين عليه أن يعمل الآن، رغم المخاطر. على فرض ان اسرائيل قررت بالفعل تصعيد النشاط، فانه يتعين عليها أن تأخذ بالحسبان أربعة عناصر اساسية:
 
الانتخابات، وامكانية ان تعتبر الهجمات كخطوة سياسية.
التوتر مع موسكو وعدم الراحة المتصاعدة في روسيا من النشاط الاسرائيلي في سورية (لدرجة الطلب الذي رفعته وزارة الدفاع الروسية لوقفه).
الوضع الداخلي في ايران كنتيجة للضائقة الاقتصادية، الى جانب امكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق نووي جديد.
امكانية رد ايراني شاذ يؤدي الى تصعيد بل وربما الى حرب.
كل هذه الامور الاربعة تتطلب معالجة. الاول، على المستوى السياسي الداخلي، يحتاج الى تنسيق مع معارضة ومحافل اخرى ايضا. الثاني والثالث، يستوجبان نشاطا سياسيا منسقا من ديوان رئيس الوزراء، وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، الى جانب الجيش والموساد. اما الاخير فيستوجب استعدادا واسعا من الجيش الاسرائيلي للردع، واذا ما كان اشتعال بالفعل – الى رد موضعي او الى سيناريو واسع ينضم حزب الله فيه ايضا الى المعركة.
هذا يعني ان على اسرائيل ان تواصل العمل بقوة، ولكن ايضا بعقل. والا تسير مع الرأس الى الحائط. ان تعرف كيف تتغير وان تكيف النشاط مع التطورات في الميدان. التوقع من الايرانيين أن يرفعو الايادي ويتنازلوا عن فكرة التموضع بسبب الهجمات الاسرائيلية فقط، هو توقع غير واقعي. هذا لن يحصل (اذا ما وعندما) الا في اتفاق بين القوى العظمى، والذي ينبغي لاسرائيل بالتأكيد ان تعمل لتحقيقه.
لقد نفذ الهجوم أول امس، على فرض ان اسرائيل مسؤولة عنه، ضمن الحرب ما بين الحروب، والتي الشرط الاساس للعمل فيها هو ان تبقى دون حافة الحرب. ليس مؤكدا ان هذا الشرط سيصمد على مدى الزمن. والآن ايضا وجوده موضع شك. ايران سترد آجلا ام عاجلا، وهي كفيلة بأن تضرب وتوجع. من شأن اسرائيل ان تنجر الى ايام قتالية بل واكثر من ذلك. خير تفعل اذا ما استعدت منذ الآن، في الداخل وفي الخارج.